خالد المجالي

من الواضح ان هناك حاجة ماسة لتوقع سيناريو وطني خلال الأشهر القادمة ، وذلك بالطبع نتيجة لما وصلت إليه الحالة الوطنية من تأزيم من خلال قرارات حكومة الرفاعي التي أوصلت الأوضاع إلى حالة من الاحتقان الوطني والذي يمكن تشبيهه لما وصل إليه الحال في عام 1988 وما تبعها من ردود فعل وطنية على حكومة الرفاعي الأب.

من هنا لا بد من تصور سيناريو يمكن حدوثه خلال الأيام القادمة تلافيا للوصول ما وصل إليه الوضع في نهاية الثمانينات من القرن الماضي ، وهذا طبعا سيناريو بتوقع شخصي معتمدا على حكمة أصحاب القرار الوطني وليس على قرارات الحكومة المأزومة ...

أتوقع ان يكون هناك سيناريو يبدأ من خلال الخطوات التالية :

أولا : إقالة الحكومة الحالية لوقف حالة الإرباك الوطني الذي أنتجته هذه الحكومة طيلة الأشهر السابقة وخاصة من بداية العام ....من خلال قضية فصل عمال الزراعة ثم التلاعب بقضية المعلمين وقرارات الاستيداع والإحالات التعسفية ثم ردود الفعل على بيان المتقاعدين ومحاولات التشكيك والانشقاق في صفوفهم ثم التعدي على الصحافة المكتوبة والمسموعة، وأخيرا الصحافة الالكترونية، وبالطبع قرارات الإحالة والتعيينات في المواقع العليا والتي كانت تصفية حسابات وتعين محسوبين لا اكثر ولا اقل ...والفشل في القضايا الاقتصادية باستثناء فرض الضرائب ورفع الأسعار .

ثانيا: تأجيل الانتخابات النيابية، حيث من الواضح ان صاحب القرار ليس معنياً بإجراء انتخابات لا تعبر حقيقة عن رأي المواطن الأردني بالحد المقبول وطنيا .... فما معنى إجراء انتخابات تقاطع من قبل الأحزاب القوية والممثلة وطنيا ومن قبل المتقاعدين العسكريين ومن قبل المعلمين ومن قبل معظم النشطاء والشخصيات الوطنية وحتى من كثير من فئة الشباب لعدم قناعتهم بمجلس النواب من خلال تجاربهم السابقة. وللاسف تحاول حكومة الرفاعي إعادة نفس الوجوه من اجل محاولة استمرارها لسنوات قادمة مع مجلس من انتاجها ..

ثالثا : تشكيل حكومة وطنية تعتمد على بعض الأسماء والشخصيات ذات الثقل السياسي والاجتماعي الوطني ... بحيث تعيد التوازن الحقيقي للدور الذي يجب ان تكون عليه الحكومة صاحبة الولاية الوطنية الحقيقية .. ولا تكون حكومة تصفية حسابات وتعيينات مصلحية، بل حكومة وطن وتعمل من منطلق وطني وليس من منطلق شركات واستثمارات وهمية أكلت الاخضر واليابس وتركت الوطن فريسة لأصحاب الأجندات ....

رابعا : إعادة النظر بقانون الانتخاب بحيث يتم العودة إلى مقترح القائمة النسبية وتمثيل الأحزاب وإعادة النظر بالدوائر الانتخابية وعدد الأصوات لكل مواطن ...وهذا ربما يكون بداية الطريق لتنمية حقيقية ومنح فرصة لتمثيل مناسب ودعم للأحزاب الوطنية ووقف عمليات الشراء والبيع والتلاعب بشكل كبير .... وربما نحصل على تمثيل وطني مناسب مرحليا ..

خامسا : إعادة النظر بكل القرارات التي صدرت من حكومة الرفاعي والتي أزمت الأمور وطنيا ... وهذا لا يعتبر من باب المناكفة او من باب المزايدة .. بل هذا من باب العودة عن الخطأ .. وهو من باب القوة وليس من باب الضعف ...وهنا سيتم الانفراج وطنيا وتعزيز علاقة الحكومة مع المواطنين ...

سادسا : النظر جديا بمطالب المعلمين والمتقاعدين وكل أبناء الوطن ... وسيكون المواطن عندها احرص من الحكومة على التجاوب في كل أمر من شأنه قوة ومتانة الوطن ولن يكون هناك من يحاول الإساءة لان المواطن سيكون المعني الأول لوقف أية إساءة وتحت أي مسمى ...

اما السيناريو الذي أتمنى ان لا يكون ولا يستمر فهو استمرار حكومة التأزيم الحالية والإصرار على إجراء انتخابات عرجاء وإنتاج مجلس نيابي ليس بأفضل حال مما سبقه وزيادة في التوتر من خلال استمرار هذه الحكومة على التمسك بقراراتها المأزومة والعرفية واضطرار القوى والفعاليات الوطنية على التصعيد والشد المعاكس مع هذه الحكومة .... الى ان تصل الأمور الى مرحلة أخشى ما أخشى ان يكون هذا هو هدف هذه الحكومة .... حالة الفوضى والتصادم مع هذه الحكومة والذي لا احد منا يتمناه ..والله تعالى وحده يعلم نتائجها ....

فأي سيناريو سيكون .............؟؟؟