أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الحكومة في رمضان..
11-08-2010 11:30 AM
كل الاردن -

موسى الصبيحي

هل للحكومة واجبات خاصة تقوم بها خلال شهر رمضان المبارك..؟

هذا السؤآل يحتاج إلى تفكير وعصف ذهني، وكنت قد شهدت مثل هذا العصف وشاركت فيه مع مجموعة من الأصدقاء والمثقفين، وخرجنا بالنتائج التالية، أسوقها للحكومة وللقاريء بأمانة:

ليست مسألة أسعار المواد الغذائية هي الأكثر أهمية بالنسبة للناس وللحكومة بالرغم من انعكاس ذلك على شريحة واسعة من الشعب، على اعتبار أن استقرار الأسعار وضمان عدم ارتفاعها خلال موسم رمضان يدخل في صلب مهام الحكومة على الرغم من صعوبة ذلك بسبب سياسة اقتصاد السوق القائمة على العرض والطلب، حيث ترتفع أسعار سلعة ما حين يزيد الطلب عليها وتنخفض حين يقل الطلب.. ومع ذلك فإن الحكومة مطالبة، بحكم واجبها في الحفاظ على كرامة وحياة الغالبية الفقيرة، أن تمارس دوراً موجّهاً للسوق وتتدخل حين تشعر أن ثمة استغلالاً يمارسه بعض التجار على حساب قوت الشعب..

برزت في النقاش مسألة استثمار وقت الموظف العام، وليس إضاعة الوقت، باعتبار أن إدارة القطاع العام هي إدارة لأملاك عامة، والشعب هو الذي يدفع الثمن حين تُساء إدارة المال العام والمرافق العامة التي هي بالأصل لخدمة الصالح العام وليس الخاص، ومن هنا تزداد أهمية هذه المسألة، وتبرز مهمة الحكومة في ضبط الإدارة العامة وتحقيق أكبر نفع ممكن، ووقف الهدر في الوقت والجهد والمال، خصوصاً حين يأخذ التراخي دوره إلى عقول وسواعد موظفي القطاع العام مسوّغاً بذريعة الصوم.. الأمر الذي ينعكس بصورة سلبية قاتمة على التنمية ويؤدي إلى تراجع في الأداء العام، وهدر للطاقة واستنزاف للموارد المالية والبشرية..

الأخلاقيات العامة هي أيضاً ذات أولوية، في كل الأوقات والشهور، ولكنها تصبح أكثر أهمية في رمضان، وعلى الحكومة أن تعي هذه المسألة، وتضع برنامجاً عملياً لضمان الحفاظ على الأخلاقيات العامة، وتزداد أهمية هذا الأمر مع وقوع شهر الصوم في ذروة أشهر الصيف، حيث المناخ الحار والنهار الطويل، مما يحتاج إلى ضبط الأعصاب وليس فلتانها، والتزام بأخلاقيات الصيام، والصبر.. والحكومة مطالبة هنا بوقف كل أشكال الاستفزاز الأخلاقي، ومظاهر الفساد، ومنها فساد الذمم وفساد الممارسة الأخلاقية، وفساد اللسان، والفساد الاستهلاكي، وفساد الكلمة، وفساد الصورة، وفساد الوظيفة العامة، وفساد الواسطة حين تسلب حقوق الغير، وفساد الإخلال بالنظام العام والسكينة العامة، وفساد الاعتداء على الحريات العامة، وفساد "التأزيم" بافتعال معارك ومواجهات ليست في صالح أحد، وفساد "التلزيم" بإسناد المسؤوليات والوظائف العامة العليا دون التزام بمعايير معلنة شفافة، ناهيك عن فساد الضمائر والشهادات والموائد والخطابات.. وفساد كثير كثير مطلوب من حكومة رمضان أن تواجهه بضراوة وتفتك به..

ومن أهم واجبات الحكومة في رمضان كما خرجنا من العصف الذهني، تفعيل التكافلية الاجتماعية وتحفيز كل مؤسسات المجتمع المدني الخيرية والإنسانية والسياسية والثقافية والاجتماعية على توجيه جهودها نحو بؤر وجيوب الفقر في المجتمع، وتوجيه رسالة وعظية توعوية مركّزة للناس، تحثهم على الخير والعبادة والإخلاص والصدق وتصفية النفوس، والصدع بالحق ومحاربة الفساد..

 

هذا خلاصة ما خرجنا به من أفكار بعد عصف ذهني استمر زهاء ثلاث ساعات، قد لا يكون بعضها جديداً، لكن التذكير بها ضروري، نضعها أمام الحكومة علها تستفيد منها في خطوة ربما قد غير مسبوقة لحكومة رمضانية، يمكنها أن تفعل الكثير لصالح الناس والمجتمع خلال رمضان، وتكون بداية لانطلاقة جديدة لها بعد رمضان مشحونة بالإيمان والعمل الصالح..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012