01-08-2010 09:09 AM
كل الاردن -
خالد المجالي
حديث استمر لساعة عبر الهاتف مع صديق قادني الى هذا الموضوع ، خاصة مع تطور الاحداث الوطنية ومع التعديل الوزاري الذي تم مؤخرا ، ونعتقد انه خطوة ايجابية في الطريق السليم ، الا انه للاسف ما صدر من تصريحات لدولة الرئيس بعد التعديل مباشرة جاء مخيبا للامال التي عقدت على هذا التعديل ..
كنا نعتقد ان دولة الرئيس وصل للقناعة بأن هناك تيارات للاسف داخل الحكومة تقوم على توتير الاجواء العامة في الوطن ، وكان ذلك جليا في القرارات التصعيديه من قبل وزير الزراعة السابق وتبعها قرارات وزير التربية السابق ثم وزير العدل السابق وتممتها بعض الجهات للتصعيد مع المتقاعدين العسكريين ... وختمتها الحكومة بحجب -كل الاردن -وبعض المواقع الالكترونية الاخرى عن الدوائر الرسمية .
هذا التخبط اعتقدنا للحظة ان التعديل الحكومي سيكون بداية خير لتصويب الاوضاع والتخفيف من التوتر والتشنج في الشارع الاردني خاصة عندما ياتي بأسماء مثل د خالد الكركي على رأس وزارة التربية .... ولكن تحبط هذه الآمال عندما يستبق دولة الرئيس اي تحرك للوزراء الجدد بأتجاه تصويب الاخطاء التي ارتكبت من طاقمه السابق ويؤكد على صحة وسلامة تلك الاجراءات التعسفيه لوزرائه وكأنه يقول - انا صاحب القرارات وانا البمسؤول عنها وانا من قررها وانا من اتحمل مسؤوليتها - وللاسف ايضا فهي رسالة للوزراء الجدد مضمونها انه ممنوع عليكم تعديل وتصويب اي قرار سابق حتى وهو جائر وظالم - وانتم فقط اسماء تبدلت لا قرار لكم ولا راي - وان ما تم هو قرآن منزل - لا سمح الله -
اذا كان ذلك ما سيكون فانني للاسف اعتقد جازما - ان هناك مؤامره على بعض الاسماء من الوزراء - لتحجيمهم والاسائة لهم - فلم ننسى ما تم مع الدكتور المعشر الذي نحترم عندما تحمل هو مسؤولية الحوار مع المعلمين والمتقاعدين وبعدها تم الاساءة له عندما ذهبت وعوده ادراج الرياح بعد صدور قرارات وزير التربية السابق وعندما بدأت محاولات شق اللجنه الوطنيه للمتقاعدين ....وهذا ربما ما سيكون مع الدكتور خالد الذي ايضا نحترم تاريخه .. فهو الان امام الامتحان الصعب فهل سيكون مصيره محرقة ةوسائه كما حصل مع غيره ام سيكون صاحب كلمة ورأي ويعيد التوازن للحكومة بالتعاون مع الدكتور المعشر ونايف القاضي الذي ايضا لم يسلم مما ذكرنا ....
ثم ننتقل الى التخبط الحكومي في الاعلام ولا ادري عن اي هدر تتكلم الحكومة عندما تحجب كل الاردن ومواقع اخرى عن الدوائر الحكومية ؟؟؟؟ فهل هذا هو الهدر الحقيقي يا دولة الرئيس ؟؟؟ ام ان من اقنعك بهذه الخطوة الغير سليمة هو من يريد ان يجعل هناك هدرا حقيقيا عندما تغيب الاخبار والنقد والاخطاء عن الجهاز الحكومي والذي ساهم بشكل كبير في مراقبة وتصحيح مسار كثير من موظفي الدولة حتى لا يكونوا عرضة للنقد ؟؟
خلاصة القول ان هناك حكومة تائهة ... ليس لها برنامج واضح سوى رفع الظرائب وتأزيم الاوضاع ، ولا تدرك ان الوطن اصبح مشحونا بالكامل وان اي خطوه بغير اتجاه التصويب ستزيد من حدة التوتر وتساعد على الانفجار .. ويكفي ان تعلم الحكومة في ظل عدم وجود ادوات اعلامية حكومية سليمة وتغيب كامل لاي استراتيجيه اعلامية ، وقرارات غير محسوبة وتحجيم الاشخاص اصحاب الثقل السياسي وحتى الاجتماعي .. وترك الامور بدون تخطيط والاعتماد على ردات الفعل ... فهذا يعني باننا قريبا سنواجه انفلات عام لن تنفع معه كل اساليب التهدئه خاصة اذا علمنا اننا لا نتعامل مع احزاب فقدت اصلا حضورها وانما نحن نتحدث عن وطن كامل اصبح تائها كحكومته سيتحرك للاسف بأتجاهات لا يمكن ضبطها ولا يصلح معها قرارات ردود الفعل ولا ينفع معها الندم ...
عندها فقط سيكون ما حذرنا منه ونحذر قد فات الوقت عليه ولا ينفع الندم ولن تنفع ندوات القلاب ولا تعينات البزنس ولا تحجيم الرموز الوطنيه المحترمه وستكون الكلمة تائهة هي الفصل ........