أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الإنتخابات النيابية مقاطعة أم مشاركة
01-08-2010 08:36 AM
كل الاردن -

وليد السبول

 

 

أعلن حزب جبهة العمل الإسلامي ومجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين قرارهم بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية القادمة في نهاية العام 2010 لإنتخاب المجلس البرلماني السادس عشر.

انبرت الأقلام وأذيبت الأحبار في تحليل الأسباب والدواعي لهذا القرار وتناطح المحللون في دواوينهم والكتاب في مقالاتهم وادعى الجميع أنهم يعرفون ما لم يعرفه أصحاب القرار حين اتخذوه فمن مرجع لأسباب ذلك شدة الإنقسامات ما بين أعضاء الجبهة ما بين حمائم وصقور إلى اعتراف ضمني أو خوف من الهزيمة بإعتبار أن مرشحي الجبهة والإخوان لن يحصدوا العدد الذي سيؤهلهم للسيطرة أو على الأقل للبروز في مجلس النواب القادم.

كل التحليلات أغفلت أن مجرد إعلاء الصوت حتى بالإنسحاب ورفض الخنوع بأن يكونوا أحد الأدوات لتمرير القرارات المكتوبة والمقررة أساسا هو كبرياء يسجل ويحفظ لهم في سجلات التاريخ، تاريخ الوطن الأردني.

من أسباب المقاطعة حسب الإعلان عدم الإقتناع بنزاهة الإنتخابات بالرغم من تأكيد الحكومة على نزاهتها. إلا أننا كمحايدين وموضوعيين لا يمكن أن نسلم بتبريرات وادعاءات الحكومة، فكل الظواهر والمؤشرات تؤكد أن أسماء الفائزين بالإنتخابات أصبحت معدة وجاهزة للإعلان بدون عملية الإنتخاب أساسا.

إن مجرد التمسك بوثيقة الإثبات الشخصي في عملية الإنتخابات التي تسلم الحكومة بوجود نسخ مزورة كثيرة جدا منها في التداول بين أيدي المواطنين  بالإضافة لإعتماد الكشوفات التي تعرضت للتشويه بأيد رسمية ولم تعمل الحكومة على تصويبها بشكل عملي مقنع، بالإضافة لأسباب كثيرة مثل الإيعاز لأسماء تشكل رموزا في مناطقهم الإنتخابية يؤكد أن قائمة الفائزين أصبحت معدة ولا ينتظر إلا استكمال مسرحية الإنتخابات لإعلانها. هذا بالإضافة للقانون الذي اعتمد لتمرير هذه الإنتخابات بإعتماد دوائر وهمية يؤكد أن الإنتخابات لن تكون أقل وهمية من نتائجها. لا يمكن أن يفهم كيف يمكن لمرشح من دائرة "أ" أن يفوز على مرشح من دائرة"ب" بالرغم من أن كلاهما من نفس الدائرة الإنتخابية إلى أنه تلاعب مقصود لكنه مموه بنتيجة الإنتخابات وانه إرادة بتنجيح فلان على حساب فلان بمجرد التلاعب بعدد معين بنقل الأصوات من دائرة وهمية لدائرة وهمية أخرى. لا يمكن أن يفسر إهمال الحكومة للحوار مع كل أطراف الحوار المعنية أصلا بشكل الإنتخابات ونتائجها إلا أنه إستغفال واستحمار وعدم تقدير وعدم اعتبار حيث اقتصر شكل الحوار على محاضرات يلقيها معالي وزير التنمية السياسية في النوادي والتجمعات دون أن يكون للحوار أثر في قناعات الطرف الملقي للمحاضرة حتى تأكد للجميع أنه حتى المحاضر لم يكن يعلم بالصيغة النهائية للقانون الذي أتى جاهزا معلبا كعلب التونة والسردين، مملحا مطبوخا جاهزا للأكل دون أن يسمح لأي كان بمجرد الإعتراض على اللون أو الطعم ناهيكم عن الرائحة.

لا شك أن قرار جبهة العمل الإسلامي والإخوان المسلمين يشكل علامة فارقة مهمة في تاريخهم فبالرغم من خلافاتهم على مناصب وإنقسامهم ما بين حمائم وصقور وزغاليل وعقبان إلا أنهم جميعا اتفقوا على حب الوطن ومصلحته واتفقوا بناء على ذلك على رفضهم أن يكونوا مجرد أحجار دومينوا فحسب وليسوا حتى أحجار شطرنج.

لا شك لدي ولا بنسبة واحد بالألف أن الإنتخابات الماضية كانت مجرد بروفة لتزوير الإنتخابات القادمة وأن ما تم إكتشافه من مظاهر تزوير سيكون درسا وخبرة ليتم تلافيها في الإنتخابات القادمة، إنما النتيجة حتمية لا شك فيها.

كان يمكن أن يقنع بعضا من الناس في ما لو تم مثلا محاسبة من عملوا على تزوير الإنتخابات السابقة بإعتبار أنهم أضروا بالوطن أشد الضرر وأثروا وزورا وشوهوا في قوانين لا زال معمولا بها ومقاولات ومشاريع لا زالت تنفذ بإسم المجلس المزور السابق. بالإضافة لنواب انتخبوا سابقا وبالتزوير العلني واستغلوا ذلك لتهريب المخدرات وتزوير العملات ومع ذلك لم يقربهم حتى الآن أي مسؤول كان مما يعني أن وصولهم وخروجهم وعودتهم هو قرار حتمي لا رجوع عنه. حتى الإدعاء بإلغاء الرواتب والإمتيازات والإدعاء أنها ستكون فقط على شكل مكافآت مجهولة غير محددة القيمة حتى الآن سبب كاف لأن يعلم المواطن العادي أن ذمم هؤلاء النواب الأفاضل ستكون معرضة للشراء بمبالغ غير محددة.

كان سيشعر الناخب ولو بنسبة قليلة من الثقة بالإعلان بشكل صريح أن النائب القادم سيتقاضى مكافأة مقدارها كذا وميزات مقدارها كذا ضمن ميزانية رسمية مقدارها كذا مع ضمان عدم الأتيان بحقائب مليئة من تحت الطاولة أو عطاءات بالكيل بالإحالة دون تنافس. عندما يستمر نائب في المجلس المنحل بقرار ملكي بإستخدام لوحة سيارته في تنقلاته يتأكد أنه لا نية للحكومة بفرض هيبتها ولا بوضع حد للمزورين والمتجاوزين وأن العائدين للمجلس هم لا بد على شاكلته ممن يتجاوز كل القوانين والأعراف والتعليمات لأنه عائد بقرار علوي ولا أحد يملك القدرة على وضع حد له.

ومع كل ذلك لا زلت شخصيا على قناعة أن الإنتخابات لن تتم في موعدها المعلن وأن كل ما يظهر من أحداث ولعل مقاطعة جبهة العمل الإسلامي وكثير من الجهات الأخرى سيكون مدعاة في وقت لاحق لتأجيل موعد الإنتخابات وسواء كانت هذه الأسباب جاءت طبيعية وبدوافع شعبية أم أن أطرافا معينة دفعت للتصعيد بإتجاهات معينة للإدعاء بها لتأجيل موعد الإنتخابات فإن موعدها ليس مقدسا والظروف الطارئة قد تأتي بأسباب تحتم التأجيل.... ولا أحد يعلم ما سيصير وما هو آت من الأيام.

وهذا ليس تخطيء للجهات والأحزاب الأخرى التي قررت المشاركة بالإنتخابات، وهذا ليس دعوة لمقاطعتها فلكل مجتهد نصيب إنما ما أردت قوله أن قرار المقاطعة لا يخلوا من وطنية حسب وجهة نظرهم وربما كان ألأدعى والأدهى للجميع أن يقاطعوا حتى ترضح الحكومة لتعديل قانون الإنتخابات وتؤجلها حتى يتم تدارسه بشكل تفاعلي جيد ويتم الوصول إلى قرارات وحيثيات سواء في ما يتعلق بالإنتخابات أو بمصائر الفاسدين من المجلس المنحل ومن أتى بهم من الفاسدين المتنفذين من أصحاب القرار.

أعلم أن كل ما كتبت ما هو إلا لغو في محضر الحكومة وقد لا يكون كذلك في محضر الأجهزة الأمنية إنما ما تم اتخاذه من قرارات آت للتنفيذ سواء جف الحبر أو استنفذ القلم أو علقت المشانق أو فتحت الزنازين فالوطن ذاهب إلى مصير لا يعلمه إلا الراسخون في العلم.

 

 

walidsboul@hotmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012