أُغلقت بوجهي كل الابواب ......لم أدع باباً الا وطرقته ....علّني اجد عملاً يغنيني الحاجةَ وسؤالِ الناس ...وسؤالي اليومي الروتيني لوالدي , ليعطيني ثمناً لباكيت الدخان ( المارلبورو الابيض ) الذي ادخنه ,وثمن بطاقات الخلوي التي استخدمها لهواتفي المحموله .....

يا الهي !! اصبحت الحياة صعبه وبحاجة للكثير من المصاريف ....

....اكاد اجن ..كم انا تعيس وبائس !!..يا رب اريد ان احرق نفسي بالنار, كما فعل بو العزيزي التونسي ( بس والله والنار مصيبة وبتوجع كثير وانا ما بتحمل ) ....او انني سالقي

بنفسي من فوق ظهر مئذنة جامع البلد الكبير .

..اريد ان اتخلص من هذه الحياة المقرفة ..هائنذا قد شارفت علي الثلاثين , ولا يوجد بجيبي قرش واحد , وكل اقراني يعملون ومتزوجون , واصبح لديهم بيوت وعندهم اولاد , وانا لا زلت مكانك سر ...

قررت بعدها الذهاب الي احد المقاهي وانا في حالة احباط تام .....رميت نفسي علي احد الكراسي ..وطلبت من القرصون نفس( ارجيله ) بنبرةٍ عصبية .....وكنت في الحقيقة احاول التحرّش بأي احد , ولم اجد امامي الا القرصون المسكين , صاحب الجنسية العربية ....كنت اعرف انه مقطوع من شجرة , ولن يستطيع ان يرد علي , ان انا فَشَشَتُ غُلّي فيه , ولن يُدافع عنه احد ان انا سببته او أسأت له, الشاب مقطوع من شجرة وفرصة ولاحت لي ..لانه ان تكلم يعرف النتيجة , ساشتكي عليه وسأسبب له ترحيل فوري ..فآثر السكوت على الرد....قال أمرك ( يا بيه ) .....قلت لا شيء ...احضر لي نفس ارجيلة وفنجان قهوة سادة بسرعه ..قال حاضر يا فندم ....عاوزر حاجة تانيه ..قلت لا ....

جلست( أعجُّ ) علي ارجيلتي وافكر وافكر ...بحالتي المزمنه .....واثناء ذلك وانا اتصفح احد المواقع الالكترونيه من خلال الهاتف ...شاهدت خبرا عن محاولة انتحار لاحد الشباب , قد صعد الي احد ابراج العقبة ....وهدد برمي نفسه من اعلي البرج ....فهبًّ رجال الدفاع المدني , والامن العام والمحافظ والعديد من المسؤولين , لمحاولة ثنيه عن عملية الانتحار , كما ورد في الخبر , واخيرا نجحت محاولاتهم باقناعه بعدم الانتحار ..وذلك باعطائه وعداً , بتحقيق بعضاً من مطالبه وهي ايجاد عمل وسيارة وبيت , واخيرا نزل عن البرج وانتهت قصته ببعض النجاح ....

اعجبتني الفكره جدا ودخلت دماغي .....فلا تحتاج لواسطه ولا جهد كثير , فقررت ان اطبقها علي ارض الواقع , فقمت بالاتصال باحد مراسلين الصحافة ( الفاضيين اشغال ) الذي اعرفه .بفقلت له انني انوي الانتحار من علي ظهر مئذنة الجامع الكبير ...وارجوك لا تخبر احدا , وقمت بالكتابة ايضا علي صفحتي علي الفيس بوك , اليوم انا سانتحر ايها الاصدقاء الاعزاء , سامحوني جميعاً ...ان كنت اخطات مع احدٍ يوما ما ...وانا ذاهب الان الي مئذنة المسجد الكبير , وايّاكم ثم ايّاكم ان تحاولوا منعي ...وانا ذاهبٌ الان لكي انتحر .....ثم خرجت مسرعاً الي المسجد المذكور ....فوجدت امامي خادم المسجد وسلّمت عليه ...قلت له يا شيخ انا طالع الان الي اعلي المئذنه لكي انتحر ..ارجوك ان لا تخبر احداً ...

للامانة لقد حاول منعي ..ونصحني , فلم استجب له ...وما لبثت ان صعدت الي اعلي المئذنه , الا ورجال الدفاع المدني ورجال الامن العام والمتصرف ومندوبين من الصحافة المحلية , والكثير من الناس يتجمهرون في الاسفل ..وحاولوا منعي من السقوط بواسطة مكبرات الصوت ..وانا ارفض ....واقول اتركوني اتركوني ...اريد ان اتخلص من هذه الحياة المقرفة...اريد ان ( أنطّ ) الان ..حتي صاح علي المتصرف , يا ابني انزل , واقسم بالله ..الذي تريده ستحصل عليه ..والانتحار حرام وستخلد في االنار ..قلت لهم اعرف..... نار نار ليس مشكله...قال ماذا تريد احكي ..لماذا تريد ان تنتحر ......كل امورك ستحل اوعدك وهذه كلمة شرف مني ...ما عليك ....احكي يا ابني ..بطبيعة الحال فرحت من داخلي فهذا الذي كنت ابحث عنه .... .قلت اريد ان اتوظف وظيفة محترمه الان وفورا , والا سارمي نفسي الان امامكم وخطيتي برقبتكم اجمعين..لقد زهقت من الحياة ....... قال يا ابني انزل , وانا ساوظفك عندي وظيفة محترمه في المتصرفية .......واقسم علي ذلك ...ففرحت من داخلي ...وقلت ماشي ...فقط لانك رجل محترم ساسمع كلامك..وسانزل ....والحمد لله, بيني وبينكوا ...( زبطت ) معي وطلعت احلي واسطة , وانا الان اعمل سكرتير في المتصرفية قد الدنيا ....وظيفة كلها قعود وما فيها تعب احلي من هيك عبث ......والحمد لله معظم اوقاتنا قراءة جرائد وحل كلمات متقاطعه وسودوكو....وممارسة النميمة والغيبة مع الاصدقاء ...........هيك الشغل ولا بلاش ........)