أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


إسرائيل نحو الأنتخابات .. فلسطين ما العمل ؟

بقلم : حماده فراعنه
14-10-2012 09:46 AM



غابت فلسطين ، قضيتها ومشاكلها وتطلعات شعبها ، عن إهتمامات حكومة نتنياهو ، وأحزاب اليمين الأسرائيلي ، ودوافعهم لحل البرلمان وتقديم موعد إجراء إنتخابات جديدة للكنيست المقبلة مع مطلع العام 2013 بدل نهايته .

فالأوضاع الداخلية ، الحزبية وأولويات إهتماماتها بما يتفق مع مصالح ناخبيها وإنعكاس ذلك على الموازنة السنوية ، هي المحرك الأساسي لدفع الأسرائيليين نحو قبول قرار تقديم موعد الأنتخابات ، والتكيف معه ، فالثقة بحكومة نتنياهو وتشكيلتها والقوى المشاركة فيها ، طاغية ، على ما عداها من قوى محركة أو معارضة ، فاليسار الصهيوني ضعيف ويفتقد للقيادة وقياداته التقليدية في جيب اليمين من شمعون بيريس حتى يهود براك ، وقوى السلام والتعايش معدومة التأثير في الشارع .

لقد نجحت حكومة نتنياهو في جعل العامل الفلسطيني ثانوياً ، سواء في التأثير على مكونات المجتمع الأسرائيلي ، أو على الأمن ، وبات العامل الفلسطيني هو أحد المكونات الثانوية محدودة التأثير والفعالية في الملف الداخلي الأمني والعسكري والسياسي الأسرائيلي ، مثلما نجحت في تقزيم الفعل الفلسطيني على المستوى الدولي وقد تمثل ذلك بوضوح صارخ في فشل منظمة التحرير في تمرير طلب عضوية فلسطين كعضو عامل – دولة عبر مجلس الأمن ، وعدم القدرة لحشد 9 أصوات لتكون القضية على جدول أعمال المجلس ، ولا زالت معلقة بلا فعل يُرتجى ، ونجحت أيضاً في تأجيل طلب عضوية فلسطين كعضو دولة مراقب عبر الجمعية العامة ، لخشية منظمة التحرير من عدم الحصول على الأغلبية المطلوبة وإحتمال تغيب دول صديقة عن التصويت ، وكذلك خشيتها من ردة فعل إدارة أوباما من الأصرار الفلسطيني ، ونجحت حكومة نتنياهو في رفضها إجراء مفاوضات جدية مع منظمة التحرير مقابل وقف الأستيطان ، وإستمرت في توسيع الأستيطان في الضفة وفي تهويد القدس وأسرلتها ، وعزل الغور وتحويله التدريجي من منطقة جذب فلسطينية ، إلى أداة طاردة لأهله وسكانه على طريق تهويده وأسرلته أسوة بالقدس الشريف .

حكومة نتنياهو صاحبة مبادرات هجومية لا تلين في توظيف عوامل التفوق الأسرائيلي ، والأنشغال العربي بالربيع العربي وتفرغ النظام الخليجي الثري لتمويل ثورة الشارع العربي لمواصلة إسقاط أنظمته ، وإنكفاء أميركا نحو إنتخاباتها الرئاسية والأوروبيين بأزمته المالية ، وإستثمار ذلك كله من أجل تعزيز قبضة إسرائيل على مكونات الفعل الفلسطيني وإضعافه وشل قدرته على المواجهة وفقدان المبادرة .

إسرائيل في حالة هجوم سياسي ، وفلسطين برمتها في حالة تراجع وإسترخاء ودفاع محدود مهزوز عن النفس وعن القضية ، سواء في رام الله أو في غزة ، ولا أحد أحسن من حدا .

ونجحت إسرائيل في جعل إيران هي عنوان الأهتمام الدولي ، وتغيير الأولويات ، في المنطقة العربية برمتها ، ولم تنل إسرائيل كنظام عنصري ، ودولة تحتل شعباً أخر ، وأراضي دول مجاورة بأي إهتمام معقول ، وهذا صارخ ومؤذي ومحبط .

ومع ذلك ، لا زالت إسرائيل دولة فاشلة رغم تفوقها ، وغير قادرة على إتخاذ زمام المبادرة لمعالجة مشكلة وجودها برمته ، او إستقرارها الدائم ، بغياب أي رؤى سياسية جادة ، لصراعها مع الشعب العربي الفلسطيني ، وتتعامل معه من زاوية أمنية ومعالجة متقطعة حسب الظروف والمستجدات ، وهذا جوهر ضعفها ، وسيبقى الشعب العربي الفلسطيني ، في الداخل برمته ، يحتاج لوقفة تقييم إستراتيجي للإجابة عن السؤال ما العمل ؟؟ حركة فتح بالذات ، الشخصيات الفكرية المستقلة ، فصائل اليسار من الجبهة الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب ، إلى القوى السياسية وفي طليعتها حركة المبادرة وفدا وفصائل التيار القومي ، وكل من له علاقة بالوطن ومقيم فيه ، يحتاج لوقفة تأمل ، للبحث عن إجابة للسؤال ما العمل ؟؟.


h.faraneh@yahoo.com


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-10-2012 11:19 PM

الوضع الفلسطيني المعقد هو من افرازات أوسلو.......لا يمكن اجراء انتخابات بدون اتمام المصالحة مع حماس....عباس لا يملك ذرة ارادة للانفكاك من التبعية لاسرائيل....ولا يملك أي ارادة للوفاء بما التزم به لانجاز المصالحة مع حماس.....وهكذا تستمرون بالدوران في حلقة مفرغة يا عم حمادة....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012