أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


تعيين من لا يسمع في مجلس الوزراء

بقلم : قيس مدانات
18-10-2012 09:37 AM

بعد النظر والتمحيص في حال الحكومات عندنا لسنين طويلة، كنت قد خرجت بنظرية حول تعيين رؤساء الوزراء والوزراء في الأردن، وهي ببساطة أن من يصبح عضوا في الحكومة الأردنية، أية حكومة كانت، يفقد حاسة السمع تجاه المواطنين تلقائيا بعد تعيينه مباشرة، لذا، هو لا يستطيع أن يسمع المواطنين العاديين لكنه فقط يستطيع أن يسمع ما يقال له من زملائه الوزراء أو أشخاص آخرين في منظومة الحكم.

فرؤساء الوزراء والوزراء على مر الحكومات لا يسمعون مطالب المواطنين أو شكاواهم أو تهديداتهم أو ايا مما يقولون. وينطبق الحال على كل من هم خارج الحكومة من أحزاب أو هيئات مدنية أو كتّاب أو مختصّين الخ...فالوزراء ايضا لا يسمعونهم مهما قالوا.

وقد كانت نظريتي مبنية على فقدانهم السمع بعد تولي الوزارة لأنهم كانوا يجلسون مع الناس قبل الوزراة ويسمعون منهم ويحاوروهم بل ويوافقونهم الرأي في بعض المسائل، لكنهم بعد تولي المنصب لا يسمعون ما يقال لهم ويمضون في خططهم وأفعالهم مهما كانت.

لكنني مؤخرا اكتشفت عدم صواب نظريتي. وعلى ما يبدو فإن الاختيار لمنصب الوزير أو رئيس الوزراء يقع على من لا يسمعون اصلا، أعني من هم مصابون بالطرش باللغة العامية!

رئيس وزرائنا الجديد هو من قَلَب نظريتي. وإنه من المؤكد أن هذا الرجل لم يكن يسمع من قبل. فلو كان يسمع قبل تعييينه رئيسا للوزراء لعرف أن هناك مطالبة قوية للافراج عن المعتقلين السياسين، ولعرف أن هناك مطالبة واسعة من ضمنها خيمة اعتصام منذ أكثر من ثلاثين يوما ضد قانون المطبوعات والنشر. ولعلم أيضا أن جميع اشكال 'ايصال الدعم لمستحقيه' مرفوضة تماما من الشعب. وأن هناك مقاطعة كبيرة للانتخابات من جهات عدة تستحق الوقفة عندها.

أنا متأكد أن عزيزنا النسور لا يسمع، فمن غير المعقول أن رجلا لديه أذنان تعملان، ويجلس تحت قبة البرلمان، وفور أن يصبح رئيسا للوزراء يتنكر لجميع المطالب السابقة ويرفع يده عنها وكأن لا علاقة له بها. نحن نعلم مثلا أن الرجل كان من المعارضين لقانون المطبوعات والنشر، لكنه حسب نظريتي، ولكونه لا يسمع، فقد ظن نفسه وحيدا في موقفه من القانون فانقلب على موقفه الأصلي بعد تولّي مسؤولياته كرئيس للوزراء.

إن من أكثر الأشياء كرها للأردني أن يخرج بسواد الوجه، مهما كان السبب. لكنني هنا لا يسعني إلا أن أتضرع للقدير كي يثبت النسور خطأ نظريتي ويحرجني ويخرجني بسواد الوجه أمام الناس، ويثبت أنه يسمع.


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-10-2012 12:10 PM

الإقتباس :-
""أنا متأكد أن عزيزنا النسور لا يسمع، فمن غير المعقول أن رجلا لديه أذنان تعملان، ويجلس تحت قبة البرلمان، وفور أن يصبح رئيسا للوزراء يتنكر لجميع المطالب السابقة ويرفع يده عنها وكأن لا علاقة له بها. نحن نعلم مثلا أن الرجل كان من المعارضين لقانون المطبوعات والنشر، لكنه حسب نظريتي، ولكونه لا يسمع، فقد ظن نفسه وحيدا في موقفه من القانون فانقلب على موقفه الأصلي بعد تولّي مسؤولياته كرئيس للوزراء.""

التعليق :-
" عجيب أمر هواة الكتابة فما أنْ يمسك قلماً وورقة حتى نراه ينساق وراء شهوة الكتابة ويُشرّق تارةً ويُغرّبُ ,,,
فهو لا يدري أن المسؤولية أمر عظيم , واتخاذ القرار هو الأمانة بعينها ,,, فالأمانة ثقيلة جداً أبت الجبال أن تحملها فحملها الإنسان ,, إنه كان ظلمواً جهولا ,,, وأقصد بذلك أنْ أقول أن النظرة من خارج الإطار تجاه أي أمر هو أمر سهل بل يحتمل توالد التنظيرات والإجتهادات , أمـّا في حالة تولي المسؤولية فيصبح للحرف والكلمة مسؤولية بالغة الأهمية وبالغة الخطورة ومن هنا نرى حتمية التروي في اتخاذ القرار من داخل دائرة صنع القرار ,,,
في بداية حياتي الوظيفية تعاملت مع العديد من الأشخاص الذين أحترمهم ,,, وكان أحدهم مساعداً اامدير وكنا نلجأ اليه في كل طلب ونادراً ما كان يرفض ,,, ولمـّا أنْ أصبح هو المير بعد سنوات فرحنا وأخذنا نوالي الطلب منه كما أعتدنا فاصبح نفس هذا الإنسان نادراً ما يوافق , أي على العكس فسألناه :-

لماذا يابيك تغيّرت ؟؟؟

قال :- أصبحت أمام المسؤولية بشكل مباشر !!!
فهل فهمت يا أيها الشاب المندفع الأخ قيس ؟؟؟
وهل أدركت أنّ الرئيس النسور يسمع ويرى ويملك البصر والبصيرة والقدرة على التفكير لا التنظير ,,

ولكنها المسؤولية والأمانة يا قيس

2) تعليق بواسطة :
19-10-2012 08:45 PM

ابدعت كعادتك.
المسؤولية لا تعني التنكر بوجه اخر و الامتثال للاوامر فقط.
ثقة الاردنيين غالية جدا وليست سهلة المنال. اتوقع بان رفاقنا المعتقليين السياسيين اهم موضوع يجب اخذ موقف فيه والافراج عنهم وهو عمل بسيط بيد رئيس الحكومة.
على كل حال الله لا يحط حدا بمطرحه هلا.

3) تعليق بواسطة :
19-10-2012 09:58 PM

عموه من صفات المسؤول الناجح في الحكومات العربيه ان يكون اعمى واخرس واطرش .لا يرى لا يسمع لا يتكلم .مجرد حامل لاوراق ومصائب الكبار واكبر مهامه البصمه ولا شيى غيرها

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012