أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


احتواء المعارضين الأردنيين وإسناد مناصب رفيعة لهم:سياسية جديدة للنظام السياسي الأردني

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
25-10-2012 09:56 AM


المعارضة السياسية هي حقيقة الحياة السياسية في الدول الديمقراطية وهي واقع يقتضي التعامل والتعايش معه من قبل الهيئة الحاكمة لا بل فإن المعارضة هذه تتقاضى دعما سياسيا وماديا ومعنويا من مؤسسات النظام السياسي التي هي أصلا جزأ منها. والمعارضين في الدول الديمقراطية يسعون للوصول لمواقع اتخاذ القرار عبر صناديق الاقتراع مما يجعل شرعيتهم في الحكم مستمدة من قواعدهم الشعبية فلا استرضاء ولا احتواء ولا مساومة من أجل موقع هنا أو منصب هناك لأن الغاية الأساسية هي فتح باب التنافس للوصول إلى المواقع العامة لمن يحظى بإرادة الجماهير.

أما الوضع في الأردن خصوصا وأننا ما زلنا نحلل وندرس كيف ولماذا ختار الملك شخصية سياسية ناقدة ومعارضة مثل الدكتور عبدالله نسور ليكون رئيسا للوزراء في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ بلدنا هل هي كفاءة الرجل أم مهاراته السياسية أم ثقله العشائري والشعبي أم هي رغبة الملك في إسناد هذا الموقع لشخصية تنتمي جغرافيا إلى إحدى محافظات الوسط أم أن ذلك كله لم يكن في حسبان الملك وأن هذا الاختيار ما هو إلا تعبير عن سياسة احتواء وامتصاص للمعارض الشديد الدكتور النسور ورسالة إلى الشعب الأردني وخصوصا الحراك النشط في الأردن أن هذا هو أحد أقطاب النقد اللاذع وحاجب الثقة عن الحكومات المتتالية والمتكلم المفوه من على المنابر وشاشات التلفزة ها هو ينفذ إرادتنا ويترجم سياستنا ويأتمر بتوجهاتنا ويدافع عما سبق وصب سهام نقده واعتراضه عليه فأين المعارضة ؟

المعارض السابق الدكتور عبدالله النسور يلبس حلة جديدة ويتكلم بلهجة غير التي عهدناها على مدار السنوات الماضية وهو يطل علينا من خلال التلفزيون الأردني محاولا إقناعنا بأن نصدقه وندعمه ونتحمل قراراته المقبلة برفع الأسعار واضعا إيانا بين خيارين انخفاض قيمة الدينار أو رفع الأسعار . ما الفرق بينك وبين رئيس الوزراء السابق المحافظ الدكتور الطراونة أو الشاب السيد سمير الرفاعي الذي تتبعك وتعقبك وضيق عليك الخناق واضطرك للدفاع عن نفسك وتاريخك وولائك للنظام؟ ما الفرق بينك وبين من سبقوك في اللجوء إلى رفع الأسعار لتحمل الأردنيين أكثر مما يمكنهم تحمله ؟ هل هذا هو الإبداع الذي تفتقت عنه قريحة دولتكم أم أن لا خيارات أمامك إلا هذا الخيار التقليدي السهل برفع الأسعار ولماذا لم تفكروا في تخفيض أو حتى تجميد موازنة القوات المسلحة الأردنية وكافة الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة إلى أدني درجة ممكنة بحيث لا تتجاوز رواتب العاملين فيها وتموينهم ولمدة عام أو عامين ؟ لماذا لم تفكرون في استثمار مهارات الملك وصلاته ومهاراتكم في الاتصال مع الدول العربية الشقيقة للحصول على مساعدات من النفط والغاز بأسعار رمزية؟ لماذا لا تفكرون في تقليص نفقات الديوان الملكي المرعبة والتي يصعب أن تجد رقما حقيقيا لحجم هذه الموازنة التي تراها مثقلة بالإنفاق على مرتبات أكثر من 4500 موظف ؟وهل هناك حاجة لمثل هذا الجيش الجرار من الموظفين الذين لم تصلهم بعد أزمة العالم المالية ولا شد الأحزمة على البطون ؟

رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور تم احتواءه عبر إسناد هذا الموقع له وهذا يسجل كإنجاز شخصيا له وإشغاله لهذا لموقع لا يمثل لا حزبا سياسيا ولا إرادة شعبية وليس هناك ثقة نيابية يمكن طرحها في حكومته . الدكتور نسور ربما لم يكن معارضا أصلا فهو راغب بهذا الموقع وسعى له سعيه ووصل إليه وسيصطدم بمرارة الوضع وسوء الحال وضيق ذات اليد واضطراره إلى تنفيذ ما اتفق عليه سلفه الطراونة من شروط صندوق النقد الدولي وسيقوم برفع الدعم مما يعني المخاطرة بانفجارات ربما ليست كسابقاتها آخذين بعين الاعتبار الأجواء الجديدة التي مكنت الأردنيين من تجاوز مخاوفهم والقفز عن الخطوط الحمراء التي وضعتها بعض الأجهزة الرسمية شكرا للربيع العربي الذي أسهم في رفع الكبت والإقصاء والتهميش للمواطنين.

الدكتور عبدالله النسور تم احتواءه ولن نسمع له بعد الآن إلا الإشارة للتوجهات الملكية والانصياع لأوامر القصر ومستشاريه وبدأنا نلمس تحولات في أسلوب ونغمة ومحتوى تصريحات الرجل الذي لا أحسده والله على الموقع الذي هو فيه والذي يبدوا أنه إناء كبير يستوعب أكبر المعارضين وأكثرهم شدة وقسوة. نعم المحذور هو أن يبدأ بعض العامة من الأغلبية الصامتة تكفر في المعارضة والمعارضين بعد أن شاهدوا بأم أعينهم أحد أقطاب المعارضة ينعطف انعطافا معاكسا ليقوم باتخاذ إجراءات تأكل من قوتهم ووجبات عائلاتهم بدلا من أن يكون مبدعا في إيجاد طرق وخيارات بديلة لمواجهة الواقع الاقتصادي الصعب. النظام السياسي يبدوا أنه اختار نهجا جديدا للتعامل مع المعارضة وذلك عن طريق استيعابها وامتصاصها وإسكاتها بالمواقع والمناصب الهامة مرسلا رسائل مزدوجة للمعارضة نفسها وللأغلبية الصامتة أن لا تثقوا بالمعارضة فهذا هو أحدهم نوجهه كما نريد ونأمره كيفما نشاء فهل من متعض؟


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
25-10-2012 10:36 AM

شكرا للاستاذ المبدع انيس الخصاونة على ماكنبت .. اقول ان المشكلة فينا نحن بالتقييم لهؤلاء الرموز ؟؟؟ لاننا دائما نبحث عن منقذ للانحطاط الذي وصلنا اليه وهم في الحقيقة اشباه زعامات والعيب فينا لاننا نتخيل دئما انهم في مضمار الخيول وهو ظلم لهم لانهم خيول مهجنة فشل تهجينها تحمل شكل الخيول الاصيلة فقط ولكن التركيبة الداخلية لها تحمل صفات البغال لاتتحرك الا بالمهماز ولذلك دئما نخسر الرهان .. فلا تجزع يا اخي دئما هناك صلاح الدين والنساء لم تعقم .

2) تعليق بواسطة :
25-10-2012 11:56 AM

يا دكتور لقد كشفت جزء يسير من وصولية هذا الرجل الاتعلم ان اول من اتصل بهم هو العراب وابنه الرفاعي الا تعلم بانه تهامس مع احدهم بان الخطب تحت القبه تاتي برؤساء وزارات الم تعلم بانه من يدعو لتقطيع امعء الشعب الاردني الم تعلم بانه تهرب ولاكثر من مره الاجابة عن سؤال احد الصفين عن دسترة فك الارتباط وحق العوده وهو القائل تحت القبة بان خطوات الوطن البديل تطل براسها والخطر قائم!!

الحرباه تتلون حسب الموقف وهكذا وصف احدهم النسور وطالب باستبداله بنسرة!!

3) تعليق بواسطة :
25-10-2012 12:09 PM

اتخيل انك تعيش بالمدينة الفاضله هذه سياسة الراحل الحسين عندما يرى نجما سطع نوره يلقفه قبل ان يبصره احد وكان هذا من تقارير المخابرات والامثلة كثيرة!!!

اما النسور فقد لمع نفسه من خلال المجلس النيابي ومن تحت القبة وللعلم لقد حجب الثقة مرتين عن سمير الرفاعي!ولاغرب ان من اول من اتصل بهم لباركوه هم سمير وابه!!

ما تتوقع اليست هذه قمة التمثيل على الشعب الاردني!!

4) تعليق بواسطة :
26-10-2012 12:06 AM

الدكتور أنيس خصاونة المحترم
أنا أتفق معك على بعض الأمور وأخالفك على البعض الآخر
فأنا أخالفك بمطالبتك بتقليص نفقات الدفاع للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية في هذا الوقت بالذات وأنت الخبير بما يجري في سوريا بل وفي كل الإقليم
وأخالفك بأن تظن أن النظام يحتوي المعارضين ويمنحهم مناصب رفيعة فمن قال لك إن عبد الله النسور من المعارضين لأن السيد النسور هو عميل للمخابرات تماما مثله مثل عوض خليفات ومثل معظم الوزراء وأنا أعرف اسم ضابط المخابرات الذي كان يديره فهو ينف> أوامر حتى حين يعارض
وأتفق معك بالنسبة الى ضرورة تقليص هذا العدد الهائل من موظفي الديوان الملكي لا سيما العاملين بالعقود ومدعومين من قبل ست الحسن
كما أتفق معك بأن عبد الله النسور لا يختلف عن فايز أبو سنسال وهو إن عاجلا أم آجلا سوف يعمل على رفع الأسعار ولن يجرؤ على المطالبة بتحويل أي فاسد مثل وليد الكردي أو مجدي الياسين أو الجهات التي باعت أمنية الى البحرين
وفي النهاية هناك توجيهات أن تكون الإنتخابات المقبلة نزيهة قدر الإمكان ولا أعلم بالضبط ما هي درحة النزاهة وما هي نسبتها
هناك مثل يقول أنت تقف حيث تجلس فحين كان عبد الله النسور نائبا كان يقف تحت القبة لينفذ التعليمات له بأن يكون معارض واليوم هو يجلس على كرسي رئيس الحكومة فحين يقف ينفذ التعليمات الصادرة اليه كرئيس للوزراء

5) تعليق بواسطة :
26-10-2012 09:20 PM

كلامك فيه وحهة نظر منطقية ويتفق في غالبيته مع ما ذهبنا اليه في مقالنا .أحييك على اسلوب العرض ىوالتحليل واتفق معك بأن الدكتور النسور لم يكن أصلا معارضا-شكرا على وحهة نظرك المحترمة

6) تعليق بواسطة :
26-10-2012 10:19 PM

معارضة الدكتور النسور لم تكن يوما من الايام سوى معارضة تكتيكية كمثل الذي ينسحب من المعركة خاسرا ويقول بان انسحابة انسحابا تكتيكيا والدليل على كل ما اقول تبريراته لكل شىء بعد استلام الحكومة وابرزها ما يتعلق بقانون المطبوعات وقس على ذلك في باقي القضايا .

7) تعليق بواسطة :
26-10-2012 10:31 PM

الدكتور نسور ربما لم يكن معارضا أصلا فهو راغب بهذا الموقع وسعى له سعيه ووصل إليه وسيصطدم بمرارة الوضع وسوء الحال وضيق ذات اليد واضطراره إلى تنفيذ ما اتفق عليه سلفه الطراونة من شروط صندوق النقد الدولي وسيقوم برفع الدعم مما يعني المخاطرة بانفجارات ربما ليست كسابقاتها آخذين بعين الاعتبار الأجواء الجديدة التي مكنت الأردنيين من تجاوز مخاوفهم والقفز عن الخطوط الحمراء التي وضعتها بعض الأجهزة الرسمية شكرا للربيع العربي الذي أسهم في رفع الكبت والإقصاء والتهميش للمواطنين.

8) تعليق بواسطة :
27-10-2012 02:49 PM

الوصوليون والمتسلقون كُثر وهم من أوصلنا إلى هذا الوضع المأساوي...؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

9) تعليق بواسطة :
27-10-2012 08:48 PM

يبدو ان الدكتور مثقف اكاديميا ولكنه جاهل سياسيا والدليل ان اسناد مناصب قياديه للمعارضين ليست سياسه جديده بل قديمه وارجع للتاريخ لتدرك ان استنتاجك خطا وليس صحيح ومساله قبول النسور للحكومه الجديده لا تعيبه ولا تعيب النظام واذا كنت منصفا فانتظر ماذا يفعل الرجل ولنحاسبه على سياسته مثلما حكمنا على فايز الطراونه وعون الخصاونه بانهما مارسا عنصريه مقيته وقربوا اقرباءهم واقصوا الاخرين فكانت حكومتيهما كوابيس اقضت باحلام الاردنيين

10) تعليق بواسطة :
28-10-2012 08:34 PM

لم يكن عبدالله النسور يوما من الايام معارضا بل هي سيناريوهات مصطنعه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012