بقلم : د. رشيد عباس
29-10-2012 10:01 AM
يقول احد الحكماء الشرقيين : إفشاء السر الشخصي أحيانا قوة ! , والحال هكذا , فاني لا أجد حرجا من إفشاء سر بشخصي , فعندما كنت صغيرا كنت أخاف من (الصناديق المغلقة) , وربما يشاركني الكثيرين هذه المخاوف , وبصراحة مطلقة بقي خوفي منها حتى هذه الأيام , لا بل اخذ إشكالا أخرى متعددة , لكن الخوف من الصناديق المغلقة اخذ الطابع الموقفي أي حسب الموقف وحسب الحالة . ففي الظروف التي نمر بها هذه الأيام والتي تسمى بالربيع الأردني , نعيش أجواء الانتخابات البرلمانية , وأعتقد أن الجهات المعنية ستتعامل بحساسية عالية مع صناديق الاقتراع (الصناديق مغلقة) , فهذه الصناديق أو بصورة أدق نتائج ما بداخل هذه الصناديق , سيترتب عليها فيما بعد دخول أشخاص (نواب) لقبة البرلمان ليساهموا في رسم وصناعة السياسات الداخلية والخارجية للأردن , وهذه ما يسميه البعض بمستقبل الأردن الحديث .
اقسم لكم بالله : أن ما سيوضع بداخل صناديق الاقتراع أمانة عظيمة سنسأل عنها يوم الفرز الأكبر يوم القيامة , كيف لا ومستقبل الأردن سينطلق من صناديق الاقتراع أذا جاز التعبير, والسؤال المطروح هنا من الذي سيتحكم بما هو داخل هذه الصناديق ؟ سيجيب البعض جوابا متسرعا متهورا ( الحكومة ) وهذا ظن من البعض و(إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) , أقولها بصراحة ودون مجاملة الذي سيتحكم بما هو داخل هذه الصناديق نحن ونحن فقط , ونحن تفيد هنا جميع افراد المجتمع الأردني الذين رغبوا في المشاركة .
نحن الشعب الأردني ولدنا وسنموت أحرارا , وكل فرد منا حرا طليقا يختار الأفضل دون تأثر أو تأثير بالآخر , لان بحرية الاختيار الصحيح سيتشكل مستقبلنا ومستقبل أطفالنا , وبحرية الاختيار الصحيح ستتم الإصلاحات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتي أصابها شيء من التشوهات التراكمية , لأسباب عديدة من أهمها ما وضعناه (نحن) في الصناديق المغلقة (صناديق الاقتراع) في المرات الماضية , بمعنى اختياراتنا السابقة .
لن نقف حائرين أمام صناديق الاقتراع , ولن نتردد في حسن الاختيار , ولن نقبل بمبدأ الفزعة , سنتحكم نحن بما هو داخل صناديق الاقتراع , من خلال تحكيم الضمير الذي نرفض بيعه أو تأجيره , فالوطن يتوقع منا صناديق نظيفة شريفة , صناديق خالية من أصابع الاتهام , صناديق تشهد لنا في الدنيا والآخرة .