أضف إلى المفضلة
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024
الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024


أما آن لهذا الشعب أن يستريح؟؟؟

بقلم : جمال الدويري
07-11-2012 11:10 AM

عندما بدأت إشارات الإعصار'ساندي' باستنفار الولايات المتحدة الأمريكية للتهيأ لهذه الزيارة الكارثية, بات واضحا أنه سيكون هناك لاجئين سيخرجون من بيوتهم عنوة الى مناطق أكثر أمنا وأقل خطورة يجدون بها حضنا دافئا وأنصارا, وقد وضعت حينها يديّ الإثنتين على قلبي.
لماذا؟ لقد وضعت بالحسبان أن حصتنا بمياه الشرب ستنخفض عن المقرر الناقص أصلا, وكذلك الكهرباء مما سيمنعني من مشاهدة مسلسلاتي التركية والمكسيكية المفضلة, فتحدث لدي فجوة فكرية وثقافية قد لا استطيع تعويضها لاحقا.
كما وشعرت بضيق حاد بالنفس جراء نقص خطير بالأوكسجين بهواء المملكة, لأن هذه هي الحال العامة بعد كل كارثة او هجرة او مصيبة على سطح هذا الكوكب, ايا كانت احداثياتها وموقعها من خط الاستواء او القطبين الباردين في نهايات العالم من الجانبين.
نعم, وما الذي كان سيمنع الأخوة والأشقاء والأصدقاء الأمريكيين من اللجوء الى هذا الحضن الدافئ والجغرافية المشاع والفضاء الرحب المستباح لكل طير الا صاحبه.
'يعني كم مليون زيادة' بعدد سكان هذه ال 90 الف كيلو متر مربع الأردنية, بالله عليكم 'وين المشكلة' ؟ 'المطرح الضيق بسع كم مليون محب'
بجيبوا معهم دولارات وبيغسلوا مليارات وبيقيموا استثمارات وربما يساعدون على تقليل نسبة العنوسة في المملكة وما يتبعها من تدني المهور الى درجة المستطاع والمعقول.
وعندها من من الشباب هنا سيتوانى عن الاقتران بأمريكية 'مثنى وثلاث ورباع' من اي منبت أو أصل كانت, على أمل أن يعود معها يوما الى بلاد العم سام بعد زوال آثار ساندي؟
لن أكرر هنا ما يعرفه الجميع من أن الساحة الأردنية ,وهي الأخفض جغرافيا في العالم, وبحكم الجاذبية الأرضية تجذب وتجلب كل حمل زائد في مكانه الأصلي وكل غير مرتاح في وطنه او كل من تقلعه طبيعة مسقط رأسه الجغرافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية الى هذه الهوة من الأرض, على ضيقها وشح مواردها وأكسجينها, دون أن يجد حدودا او سدودا أو حتى من 'يقنّي' لهذا السيول الجارفة ويرشد تدفقها لتجنب البلاء والكوارث المحلية.
ولكنني لن استطيع تجنب إزعاج أركان الدولة الأردنية العاملين والمتقاعدين ومن كُتب لهم في اللوح أنهم قادمون لحكمنا وتقرير مصيرنا, ببعض التسائلات البريئة جدا, ويا ريت أصحاب الجلالة والدولة والمعالي والعطوفة والسعادة والسماحة والنيافة وغيرهم من كبارنا أن , إن لم يجيبونا عليها نحن 'الصغار' أن يعملوا الفكر بها ويجيبون انفسهم عليها وهذا أضعف الإيمان.
أولا, هل ما زال لدينا هنا في المملكة الأردنية الهاشمية أركانا للدولة تبرر وجودنا كنظام سياسي عضوا في المنظمات الدولية له كيان وحيز ووزن؟
ثانيا, هل سينبلج فجر الغد المنظور عن استمرار وجود هذا الكيان؟ أم سيقاجئنا السادة بمسخ جديد نشتم منذ عقود مضت رائحة شواطه وعفنه ولا أردنيته؟
ثالثا, هل سيكون لنا 'نحن الأردنيون' به هوية واضحة مستقلة تُعبّر بالفعل عن فكرنا وماهيتنا الحقيقية وتاريخنا ومأمول مستقبلنا؟
رابعا, هل سيكون مصير الدينار بهذا الكيان الهجين المنتظر أحسن من مصيره في كيان المملكة الحالي منذ سمير الأول وحتى عبد الله النسور؟ وأننا سنستطيع ان نشتري به اكثر من كيس متوسط من 'الشيبس' ؟ أو أنه سوف لا يستطيع منافسة المارك الألماني بعيد صمت مدافع الحرب الكونية الثانية, أو ربما 'ورِقِ' فتية اهل الكهف بعد صحوتهم المتأخرة جدا؟
خامسا, وهذا هو السؤال الأهم, هل تعتقدون أن الشعب الأردني العزيز سيقبل طويلا باستباحة أرضة وفضاءه ومقدراته دون بنت شفة؟ وسيرضخ الى الأبد لما يُخطط له في ليل دون أن يقول كلمته ويقرر مصيره بنفسه ويقلب الطاولة عندها على الجميع؟
سادسا, وإذا وُجدت الدولة والكيان الانساني الأردني لاستيعاب لجوء الأرض وهجراته, ومساعدة مشرديها, فمن ذا الذي يساعد الأردنيين ويحميهم ويترك لهم وطنا أو بقية من وطن؟
ورغم وجود فيض آخر من التسائلات المنطقية والمبررة التي قد يطرحها كل أردني مثلي, فإنني سأُحجم هنا عن 'الصياح المباح' .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012