غضب الاغلبية الصامتة

الأحد , 28 نيسان/أبريل 2024

غضب الاغلبية الصامتة

بقلم : ناصر راشد الخزاعلة
08-11-2012 10:35 AM
اغضب فإن الله لم يخلق شعوباً تستكين اغضب فإن الأرض تـُحنى رأسها للغاضبين
يعيش يعيش يعيش على اما ان نعيش
مظاهرة فردية سلمية ، اداها احد جيراني متنقلا بين بيوت الحي الصغير الذي نسكنه ! هاتفا بصوتا ضعيفا لا يكاد يسمع يعيش يعيش يعيش ؟ضن سكان الحي ان الرجل فقد عقله فالتفوا حوله ، مندهشين متسائلين ماذا اصابك يا رجل ؟وحد الله وقف وقفة عسكرية متهيئا ،مرددا يعيش وقبل ان يكمل مسكت كتفيه وهززته بيدي المرتجفتان ونظرت بعينه وسألته ما بك فردد اُعيش وقاطع السؤال يا جاري اريد ان اعيش وعلى مسمع الجميع القى خطابا تحدث فيه :سيدي جلالة الملك المعظم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،يسرني ان اقف اليوم لا عبر عن مشاعر الولاء والانتماء لعرشكم الهاشمي المفدى بالروح والمال والولد ،سيدي كلمة يعيش سرت مع الحبل السري ببدء حركة الجنيين ببطون الامهات ورضعناها مع حليبهن وتغذيناها مع لقمة خبز وكأس شاي مع ما يتوفر من زيت بلادي ،كلمات نطقنا الاول يعيش يعيش يعيش تعلمناها من الاباء والاجداد بطيبهم وببساطتهم وبفطرتهم التي جبلوا عليها . لانعرف كيف ولماذا! سمعناها ورددناها كما علمونا اياها ، وكبرنا وكبرت الكلمات وادركنا معانيها ، وحللنا من خلالها مسيرة وطن استثني من وعد بلفور بجهود جد ابيكم عبدالله المؤسس لإمارة شرقي الاردن ، الذي طوع سكانه ليلتفوا حوله بعدما عارضته عدة قبائل وتصدت لحكمه ومن خلال الحوار البناء وقوة الطرح والحجة المتمثلة بوحدة بلاد الشام والهلال الخصيب ،وبعد جهود حثيثة بايع الاردنيين اميرهم الذي عقد معهم ميثاق شرف ليبتدئ بحكمه الرشيد بقوله لا تجتمع الامارة والتجار والاردن لا يتحمل سوى شريف واحد والشواهد كثيرة وقاد السفينة وولوه الامارة وتقبلوا بكل سرور ان يتولى رئاسة الحكومة عربا غير اردنيين لإيمانهم بالعروبة، ولو ان الامارة كانت تحت الانتداب وبحنكة الملوك وسياستهم المتميزة ودون اراقة الدماء اعلن الاستقلال ، وبعد عامين احتلت فلسطين العربية ،وحمل بعض العرب الملك المؤسس المسؤولية وما التفتنا لهمزهم وغمزهم ، واستقبلنا اول لجوء عربي جماعي وتقاسمنا معهم رغيف الخبز وطرح مشروع الوحدة مع الضفة وارتضينا ،واغتيل بالقدس فبكيناه ،وبكل محبة بايعنا الملك طلال مؤسس الدستور وبالدموع ودعناه كمريض اعفي من المسؤولية ،بالرغم من وجود مشككين بمؤامرة ضده لعدم انصياعه لتنفيذ اوامر دولة الاستعمار ،وخرجت الجموع لاستقبال ملكا فتيا حملته اكتاف الرجال وخاضت معه سفر الملاحم والتصدي للمؤامرات ، وابحرت سفينة النجاة وتزلزلت الارض الطيبة واحتلت الضفة الغربية وقدس اقداسها لنظيف شهداء لسجل الشهداء منذو زرع الصهاينة بالأرض المباركة واستقبلنا هجرة النازحين لنفرش لهم القلوب الطيبة متحدين بوحدة المهاجرين والانصار لنمضي عامين لتدب الفتنة التي أشعلتها انظمة عربية بأيدي فصائل ثورية نشأت بهدف تحرير فلسطين الحبيبة واذا بها تنقلب البوصلة للمناداة بتحرير الاردن من ملكيته ،ووقفنا بكل حزم لننهي التمرد ونردد يعيش يعيش يعيش وكانت لحياة فضلى والملوك الهاشميين دائما ابدا هم ربان السفينة يأمرون ونطيع وننفذ دون سؤال للثقة التي بنيناها معا ،وتلبية لمطلب اخوتنا بمنظمة التحرير لتحمل تقرير مصيرهم فك الملك الارتباط فاحترمنا القرار وصاحبه ، وجاءت حرب الخليج الثانية ليقف الاردن ملكا وشعبا متحدين العقوبات ليبقى الاردن عربيا عزيزا قويا وتحملنا النتائج في محيط تتلاطمه الامواج بأعاصيرها العاتية لنخرج مرفوعين الرؤوس ، لنكمل البناء ونعلي الصروح مع والدكم الملك الذي اخلصنا له الولاء وعيشنا له ، يعيش يعيش يعيش بإيمان وصدق وودعناه بجنازة العصر لتمعد عجائزنا بنواح يفطر القلوب ليزيد انسكاب الدموع من الكبير والصغير، ووفاء للراحل العظيم وللآباء والاجداد لنكمل مسيرة ثمانية عقود خرجنا بمنظومة كمصفوفة الرياضيات لنهتف لملك شاب يعيش يعيش يعيش ،بأمل للحياة الفضلى التي عشناه حكاما ومحكومين بحلاوتها ومرارتها تكفينا تلويح قادتنا الهاشميون بكوفية الجيش العربي المصطفوي المتميز بعروبته المنتمي لها شرعية وعقيدة ،لنرفع معهم الهمم والعزيمة كما كان الاباء والاجداد لا تلين لنا قناة ، ومعا وبسواعد الرجال نخرج من حافة الهاوية لإعلاء البنيان ،متجاوزين المحن والمؤامرات ، وبعزم الرجال بدأت المسيرة لبناء جديد باستثمارات طموحة لرقي الاردن عمل جلالتكم على تنفيذها ولكن للأسف تسلل العابثون الحاسدون المتلونون( بصحاب بجلود الثعابين) والمثل الاردني يقول (صاحب بجلد حية) ليغرسوا اسنانهم الحادة لينفثوا سما زعاف بمفاصل الوطن ونهبوا امواله ومقدراته فوق الارض وتحتها ولم يكتفوا حتى انهم عبثوا بطعامنا ودوائنا ولوثوا تاريخا ناصعا من العطاء بأفكارهم وبمبادراتهم من تاريخ جعل العقبة منطقة خاصة ليفصلوها عن الوطن لينفردوا باللعب بمشاريعها لما لها من اهمية استراتيجية، وشكلوا مؤسسات زاعمين جدواها لترفد الوزارات بالخبرات الماهرة المتخصصة لنجدهم قد عينوا فيها ابناءهم واصحابهم مستغلين طموحك لإعلاء البنيان وبخبث وبراعة اللصوص استقلوا اداريا وربطوا مصروفاتهم المالية مع موازنة الوزارات التي انهكوها بسبب بطرهم فالموظف اصبح راتبه اعلى من الوزير علما انهم لا يعملون ضمن الاختصاص فتجد مثلا هيئة الاتصالات المنشقة عن وزارة الاتصالات يرأسها المتنفذ فلان فلا هو ولا موظفيها يحملون التخصص والخبرة والكفاءة والمهارة اللهم الا قدرتهم على شراء سيارات ومكاتب فارهة عدى عن سفرات ومؤتمرات لم تجلب الا مزيدا من الهدر وتكديس الارصدة في الخارج مما نهب ،ومؤسسات اخرى متفرعة من الوزارات الام يطول شرحها
سيدي جلالة الملك
لقد هرمنا وهرمت كلمات يعيش يعيش يعيش معنا حتى اضحت لم تجد من يسمع صداها ،كنا ننادي بها بأعلى اصواتنا عندما كنا شبابا وكانت حبال حناجرا مشدودة لم تتلوث بالطعام والشراب والدواء والهواء الذي بح حناجرنا ليصدر هتاف يعيي متبوعا بالسعال لنكمل الشين فتدمع اعيننا حينها واذ بنا وقد وهن العظم منا واشتعل الرأس شيبا ونحن بوسط العمر ليقتص الفاسدين من كلمات كانت تصل عنان السماء لنجد اننا غير قادرين على اسماعها لأبنائنا لنربيهم على ما تربينا عليه وحين نطلقها مرتجفة ركيكة محاولين تذكرها كما كانت قوية كما اطلقها الاباء فيرد الابناء بصوت جلي كصوت مؤذن يرتفع كموج البحر يروح ويجيء ويقوى ويزداد قوة ليردد السامع كلمات الاذان ليصل لـــــ لاحول ولا قوة الا بالله وها نحن نردد لاحول ولا قوة الا بالله فلا خطط خمسية ولا عشرية ولا مؤسسية فأصبحت الامور على الهمة وصاحب الهمة والرأي السديد في مؤخرة الركب ليعتلي المشورة والرئاسة الرويبضة ونحن تضعف وتتراجع هتافاتنا وحتى القادر منا يخشى ترديدها لان مرددوها تسموا باسم غريب عن الاردنيين فلعلهم كرهوه لقذارته انه سحيج سحيج سحيج
وفي الختام نصحت جاري بالتريث جابرا بخاطره بهذه الكلمات ايها الجار المهموم الحزين والمريض ابشر فالأردن وصل عدة مرات للهاوية وبحكمة الهاشميين والتفاف الشعب الاردني العظيم ويدا بيد معا نخرج اقوى واصلب ويعيدوا البوصلة لتبحر السفينة لترسوا على شواطئ الامان .فرد قائلا في هذه المرة الامر مختلف فإما الجوع بزيادة الاسعار او انهيار الدينار حتى ابناؤنا في الجيش العربي المصطفوي والاجهزة الامنية أجروهم وبكى وهو يتنهد انهم يقولون عنهم مرتزقة فطمأنته ان الفرج قريب وما اشتدت ازمة الا لوح فيها الهاشميون بالكوفية متوجهين للشعب لافظين كل حاقد وحاسد وحقير لانهم يعرفون سبيل النجاة فقال انت كاتب وعندك قدرة تطويع الكلمات بأدب راقي لذلك امانة عليك ابلغهم نيابة عني وعن المتعبين من شعبنا من الاغلبية الصامتة والذين يخرجون بمظاهرات فردية لا يطلعون عليها حتى نسائهم وابنائهم لكي لا يشمتون الاعداء بنا ابلغهم اننا كضمنا غيضنا ونحن نعاني ضنك العيش ومرارته وربطنا الحجارة على البطون حتى التصقت بالظهور قل لهم ليستحوا علينا والا ..........لن يسمعوها لا قوية ولا ضعيفة وبلغهم قولنا ان عدتم عدنا وسنطلقها مدوية
يعيش يعيش يعيش نحو حياة فضلى
وليست يعيش يعيش يعيش
لنموت ويرقص الفاسدين على شواهد قبورنا
وعلى جوع وفقر ابناءنا فنحن ولدنا احرار وسنبقى احرارا وسيرث ابناؤنا الحرية ولن نساوم على كرامتنا!!!