أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الامتحان الاول لدول الربيع العربي

بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
18-11-2012 09:53 AM
ان ما يجري في غزة الان يعد اختبارا حقيقيا للدول التي تغيرت حكوماتها وسياساتها بفعل الربيع العربي وها نحن ومنذ اربعة ايام نتابع وننتظر ما سيصدر عن تلك الدول اتجاه ما يجري في غزة لأن الدول العربية الاخرى والتي ما زالت قيد الانتظار لا اعتقد ان تغيراً ملموسا لسياساتها السابقة سيخرج عنها حيال ما يجري في غزة فها هي ما زالت تستخدم اساليب الشجب والاستنكار وتدعو لاجتماع عربي بتمثيل وزاري متواضع وكما تعودنا سابقاً , اما فيما يتعلق بالدول التي انجبها الربيع العربي فما زلنا وحتى هذا التاريخ لم نلمس تغيرا اساسيا جوهرياً منها حيال ما يجري و بنفس الوقت لا نستطيع ان ننكر ان هنالك خطوات ايجابية اضافية تم اتخاذها من قبل الشقيقة الكبرى مصر وتلاهى الشقيقة العزيزة تونس , ولكن سلسلة الاجراءات التي حدثت لا تخرج عن كونها اجراءات اعتيادية متقدمة ولا تشير الى ان العلاقة علاقة اخوة حقيقية ورابطة دم ودين وقومية , فالأخ عندما يسمع ان اخاه تعرض لخطر ما فإنه يفزع وبأسلوب عربي معروف للجميع وهذا الاسلوب عادة ما ينخفض مستواه عندما يكون ذلك الشخص صديقاً أو جارا وحتى عزيزا لذلك انا أرى أن الهجوم الاسرائيلي على غزة حقق هدفين استراتيجيين لاسرائيل , الاول قياس القوة الصاروخية التي وصلت اليها حركة حماس بالاضافة لقياس نمو قدرة حماس العسكرية منذ الاختبار الاخير لها والتعامل المباشر مع اي نمو صاروخي او نمو في القدرات القتالية تمهيداً لتدميره واعادة وضع الحركة الى المربع الاول لأن اسرائيل اذكى من ان تسمح لحركة حماس الملاصقة لها باحداث اي تطوير لقدراتها الصاروخية او الهجومية وحتى الدفاعية منها واما الهدف الاستراتيجي الثاني فيتمثل في كشف اللثام عن طبيعة التكوين الحقيقي لحكومات ودول الربيع العربي وقياسها ومقارنتها مع ما كانت عليه قبل الربيع العربي تمهيدا لاجراء الجراحة التقويمية اللازمة لها اذا ما دعت الضرورة لذلك وحسب ما تقتضيه الحاجة اعتماداً على الاساليب والضغوطات المتنوعة الداخلية منها والخارجية لذلك فإن المستقبل القريب للمنطقة قد يكون حافلاً بالمفاجآت ومعتمداً بشكل مباشر على الطريقة التي سيتم من خلالها التعامل مع ما يجري في غزة.
لننتظر ونراقب وان غداً لناظره لقريب .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012