أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
السبت , 04 أيار/مايو 2024


الجـــلاد يعتقل هبة تشرين..!

بقلم : فارس ذينات
03-12-2012 09:53 AM
الاحتجاجات عندما بدأت غابت كل الأسماء والرموز ومن كل الأطراف تقريباً، ربما لحسابات لأي جانب ستؤول عليه الأمور ، وبالتالي أين يكون الظهور وأين توضع القدم ؟!، وبعد الهدوء خرج من خرج يصدح علينا واضعاً نفسه بحيّّّز المدافع عن الوطن، حتى الجلاد أصبح مناضلاً عن النظام وليس عن الوطن(الشعب)، فقد قتل فينا منْ قَتل، وجَلد منا منْ جَلد، فبعد أن اختفى وتوارى عن الأنظار ، حتى كدنا ننسى اسمه المقرون بجبهته، وكما غيره توارى في لحظة الفعل، فاختفوا عندما كان حضورهم وجوباً، بل هو فرض عين !.

هبة تشرين أخرجت الكثير من الجموع المشاركة من تقليديّتها إلى تكوين الفكر الجمعي الشعبي الثوري ضد قوى الفساد والنهب، وظلم التهميش والإقصاء، هي ثورة على التبعية للصهيو-أمريكي ومن أوجدها على حساب الوطن وشعبه، فهبّة تشرين في ليلة رفع الأسعار ؛ كانت ثورة حقيقية - فاغتالوها بما سُميت به(هبّة)،وذلك لإبعاد الذهن الأردني عن الفكرة الجمعية التي تشكّلت في مسمى ثورة، فاندسّت بين مسميات الحراك ليكون شعار الإسقاط الذي مورس فيها تجاوزاً لسقف _كلمة ومعنى 'هبة'_، وتطاول تكون دونه الأعناق، فأي نظام وعلى مرّ التاريخ لا يمكن السقوط أو التنحي دون إراقة الدماء !، حيث قابلتها الأجهزة الأمنية بالعنف الشديد والقمع والاعتقال.

الجلاد أعلن عدم مشاركته في مسيرة 5/10 ، مُقدِماً تبريرات غير مُقنعة في ذلك الوقت، ولكن ما كان يُخفيه، هو علمه بأن تلك المسيرة في ’بعدها السياسي جاءت رفضاً للمشاركة في انتخابات ، ستمنح الشرعية الشعبية لمرحلة تاريخية عنوانها الفساد ونهب الوطن والعمالة للغرب وتنفيذ مخططاتهم على المنطقة، والآن أعلن الخروج بعد هبّة تشرين والتي قدم لها تبريرات أيضاً غير مُقنعة، فسياسياً لم تضيف مسيرته شيئاً لما تم تقديمه من الحراك الشعبي، بل تجاوزت الهبّة كل القوى السياسية التقليدية، حيث أظهرت رؤيةً جديدةً ، لم يجرُؤْ أحدٌ على تقديمها سابقاً ، أو حتى في مسيرته، وهي إعادة بناء الدولة بصيغتها المدنية وتحقيق العدالة الغائبة.
هبة تشرين جاءتْ لترفض فترةً تاريخيةً من عمر الدولة، ليس فقط سياسياً وإنما النهج الاقتصادي المـُمارس أيضاً، والإصرار على إخضاعها للمحاسبة والتغيير، وتقديم من تسبب بها إلى القضاء، _وليس لأجل قانون انتخاب ، وبالتالي فان مسيرة دولته ؟! لم تُقدمْ شيئاً يُضاف على ما قدمته الهبّة ، بل هي تحليق فوق َ إنجازاتها، وإعادة الحراك إلى المربع الأول؟!.


الهبة كانت تعبيراً واضحاً في رفض النهج الاقتصادي النيوليبرالي ( إقتصاد السوق الحرّ ) ، بقيادة الشركات عابرة الحدود التي استحوذت على مؤسسات الوطن ومقدراته في غفلة من الشعب، وحينَها غابوا بأسمائهم كما غابوا عن هبّة تشرين، فسوّقوها تحت عنوان الخصخصة لتُوصِلنا إلى الهاوية والتسوّل على أبواب عباءات دول النفط والملح.

ماذا ستُقدم المسيرة ؟! فليس من متحدّث عنها غير دولته ، بينما الجموع هي فقط للتصفيق؟!! وماذا ستُقدم في المسيرة ، وقد أطلقتَ قبل أيام بأنك لن تسمح لأحد بأن يستقوي على هذا الوطن!!؟ ونسأل دولتك هل من خرج في الهبّة قد استقوى على الوطن!!؟ وهم المدافعون عما تبقى منه!! وهل من يطالب بإعادة ما تم سرقته من مؤسسات وطنية يستقوي على الوطن؟!! وهل من مؤشّر بإصبعه على الفساد والفاسدين ويطالب بمحاسبة المتسبب يستقوي على الوطن؟!!

دولة الرئيس لا زلت تسكنْ في عاجّيتك وخاصيتك ؟!, ولا زلت تعمل في إطار حماية المنظومة الكمبرادورية الفاسدة المحيطة برأس النظام ونهجه المُمارس، فلم تسمرّّ’ جبهتك من شمس أطراف الوطن ، والتي تعاني التهميش والإقصاء والإفقار والتجويع والاستغباء ، فلقد طالبناك سابقاً ، وفي بدايات تكوين الجبهة ؛ بأن تذهب إلى هناك، - لذيبانَ- حتّى تكتسي من شمس كبريائها الوطني و’سُمرة شبابها، فعندها فقط ستجد نفسك عصب التيار الذي يحيا به الحراك.

أفضل’ ما قرأت على صفحات الفيس بوك من ردود أفعال على مسيرة عبيدات هذا التعليق:

قال له سيده : عندما هرب القطيع لماذا ركضت في مقدمته؟
قال : لأتمكن من إعادته للحظيرة مرّة أخرى سيّدي.. .

تجربة 1989 لا زالت في ذاكرة التاريخ، وعودتك الآن ليست إلّا لاحتواء الحراك الشعبي ، وإعادته إلى حدود السيطرة، وإخراجه من هبّة تشرين واستحقاقاتها، يكفي عيباً ؟!، لقد جَلدْتمْ الوطنَ بأبنائه مراراً دولة الرئيس فانهض وقل كلمتكَ وتحطّم - فما فائدتك إن لمْ تقلْها –واعلم بأننا جميعاً سنُسأل أمامَ الحقّ عزَّ وجلّ ، ماذا فعلتم وماذا قدمتم ؟!- قفْ دولتك واسأل نفسك ؛ قبل أن تُسألْ.
الّلهم ارحمهم وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه تحت التراب.. اللهمَّ آمين !!

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-12-2012 11:07 AM

لقد قُمتُ باقتباس الفقرات المبينة بادناه من مقالتك الغارقة بلغة اليسار والثورجية التي ذهبت الى .... التاريخ , فما ما عادت تلك اللغة هي المقبولة ولا المطلوبة , وإنني أتمنى وأرجو أنْ تُعيد قراءتها بتمعن ولكن بشرط التجرد من الفكر الذي يُعشعش في وجدانك , فماذا سوف ترى ؟؟ وماذا سيكون عليه ردة فعلك ؟؟ ؟
بيقيني بأنك سوف تضحك كثبراً على تلك اللغة العالية والغارقة في الصوفية الشيوعية - الإشتراكية التي كانت تعتمد على الهاب مشاعر البسطاء الأنقياء الإتقياء . وأنتم في هذا النهج تسيرون على نفس نهج التيارات الأُصولية المنغلقة التي لا يمكن أن تنمو وتتكاثر إلاّ حيث مناطق الفقر والجوع . وبالمناسبة ليس الأردن هو البلد الوحيد الذي يعاني من تلك المظاهر السلبية الإجتماعية , حيث من السهولة أنْ تجد مثل ما نعاني في ذيبان التي أتيت على ذكرها وغير ذيبان في أغنى الدول وأكثرها ثراءً مثل معظم دول الخليج حتى وفي تلك الدولة التي تُصدّر الينا بين اللحظة والثانية الكثير من النظريات الديموقراطية وبالتالي تدعم هذا وتُبارك لذاك وتمنح البركات والرضى لفُلان وتحجبها عن علاّن , حتى تلك الدولة يُعشعش فيها الفقر وتزدهر فيها البطالة وتنمو فيها مافيا وبكتيريا الفساد وتتنامى فيها عُجوزات الميزانية حتى وصلت سقف العشرات من الترليونات من الدولارات , ولكن ولأنها الدولة الأعظم لا يحاسبها أحد, بل تقوم العديد من دولنا بضخ تلك الترليونات على خزينتها وبسخاء منقطع النظير في حين يبخلون ولو بالفتات على الأردن وغير الأردن . - ولا تخرج عليّ بمقولة التحول لمتسوّلين ولسارقي الملايين . فهذه اليونان وقد تجاوزت مديونيتها 136 مليار دولار وما تخلّت عنها دول الإتحاد الأُوروبي .

أخي الكاتب عُذراً للإطالة وما كان قصدي الدفاع لا عن دولة أحمد عبيدات ولا عن """ الكمبرادورية """ التي اراك تعشق التلفظ بها مثل أحد كُتّابنا الأجلاّء وإنّي أراك وإيـّاه على نفس النسق ,,,,
إقرأ هذه الفقرات بتجرد وانظر ماذا ستحكم على تلك اللغة , أرجوك "" بتجرّد "", وأُعيد " بتجرّد "
وهذه الفقرات هي التالية:-
1 - هبة تشرين أخرجت الكثير من الجموع المشاركة من تقليديّتها إلى تكوين "الفكر الجمعي الشعبي الثوري " ضد قوى الفساد والنهب، وظلم التهميش والإقصاء، هي ثورة على التبعية للصهيو-أمريكي ومن أوجدها على حساب الوطن وشعبه،

2 - الهبة كانت تعبيراً واضحاً في رفض النهج """الاقتصادي النيوليبرالي """( إقتصاد السوق الحرّ ) ، بقيادة الشركات عابرة الحدود التي استحوذت على مؤسسات الوطن ومقدراته في غفلة من الشعب، وحينَها غابوا بأسمائهم كما غابوا عن هبّة تشرين، فسوّقوها تحت عنوان الخصخصة لتُوصِلنا إلى الهاوية والتسوّل على أبواب عباءات دول النفط والملح.

3 - دولة الرئيس لا زلت تسكنْ في عاجّيتك وخاصيتك ؟!, ولا زلت تعمل في إطار حماية """ المنظومة الكمبرادورية """ الفاسدة المحيطة برأس النظام ونهجه المُمارس، فلم تسمرّّ’ جبهتك من شمس أطراف الوطن ، والتي تعاني التهميش والإقصاء والإفقار والتجويع والاستغباء....

وأخيراً لك التحية من الفقير جداً لله

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012