أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


( أوعدينا تستحي .. )

بقلم : خلدون مدالله المجالي
03-12-2012 09:57 AM
بعث المواطن في جزر القمر رسالة غاضبة لحكومة بلاده جاء فيها :

عزيزتي حكومة التعيين اللاشعبية في بلادي ,, سوف أكون مخلصاً لسياستك المالية واخضع لتجاربك تلو الخضوع وامارس رياضة شد الاحزمة على البطون وأتقشف حد التصوف , سوف آخذ من لقمة عيالي لاضع اللقمة في جوفك المملوء فساداً وترفاً ولكن اوعدينا ان تستحي ..

انا المواطن المخلص لك خوفاً والمغلوب على أمره منذ عشرات السنين , أنا وخمسة ملايين من فئران التجارب الخارجة من رحم هذه الارض التي ما عادت لنا حين نسف حكماء القرار تاريخها الجيني واخضعوها لاختبارات العولمة والتصحيح الاقتصادي وبرامج التحول واللصلصة أعدك بمساندتك في ظروفك الصعبة والتخفيف من محنتك والانصياع لتطميناتك شريطة ان تستحي ...

اوعدينا تستحي ,, كلما مارستِ الكذب علينا وتدعين الفقر والعوز وانتِ تملكين عشرين الف سيارة ذات لون احمر كليالي الساهرين على نهبنا وافقارنا حد الخضوع .

اوعدينا تستحي ,, كلما رددتي جمل الاستعراض وفصول التحدي بانكِ اقوى من المخابرات ونجدك اضعف عند الفاسدين .

اوعدينا تستحي ,, عندما ضاعت مليارات دول النفط لتذهب لبناء قصور المسؤولين وتأليف الجيوب وشراء المراكب وتسمين ( السحيجة ) في ديوانك العامر ومارستِ الردح السياسي لاحقاً تجاه الدول المانحة وحمّلتيهم مسؤولية ضيق ذات اليد وتطالبيهم مراراً لدفع فواتير فسادك وترفك وعهرك المستشري .

اوعدينا تستحي ,, كلما تشبهتي بالدول العظمي والعسكرية ليذهب دخلك القومي ونصف موازنتك الحبلى بالعجز لوزارة الدفاع هوساً بالدفاع عن سيادتك التي لم يجرؤ عليها سوى الفاسدين والمسؤولين واصحاب القرار , وكلما ارغمتي المواطن الكاره لكِ على اقالة عثرتك وما أكثرها , وكلما تمنعتي استحياءاً أمام رأس المال الاقتصادي للتخفيف على كاهله واعفاؤه من الضرائب التصاعدية وازددتي فجوراً في تفتيش جيبة المواطن الفقير بحثاً عن ما يواري سوءتك في ليالي الاغتراب الوطني .

اوعدينا تستحي ,, والباسم الذي جعل العوض على الله ما زال قرير العين , ووليد بيك يتسوق من اموال الشعب في بريطانيا , وثلاثين صعلوكاً من ارباب السياسة والوظيفة العامة يملكون ثلاثين مليار داخل البنوك المحلية والمخفي أعظم , وتشكين الفقر ومحدودية الموارد والرشى السياسية لطبقة رؤساء حكومات الضياع ووزراء التازيم تناهز المئة مليون تدفعها الارامل والفقراء كُرهاً على كره لتغذية كروش السادة وابناء السادة في زمانٍ فيه ( العرص ) قد سادَ.

اوعدينا تستحي ,, كلما تكاثر الباحثين عن لقمة الأكل على اطراف الحاويات في احياء المترفين , وكلما اصبحت الولاية العامة تقية سياسية لنيل ثقة المواطن وتطمينه بشأن مستقبل بلاده وهو من يشاهد تلك الولاية تنحني ضعفاً ووهناً امام كل فاسد ومارق ولص وزنديق وحين جعلتي من بلادي ( شحاداً ) سياسياً يتكفف المعونات بين دول غنية لا تعترف بكرامة الفقير .

اوعدينا تستحي ,, حين تأخذ الضيافة للغريب طابعاً مختلفاً يجاوز حقوق المستضيف , يتسيد فيه العراقي والسوري والاجنبي على حقوق ابن البلد الأصيل وتترك لنا الحكومات ما تبقى من فتات الكرامة والسيادة والسكن لنتقاتل ونتزاحم وننافق من اجل الحصول على بعضها لنسبح بحمد الحكومات التي وهبتنا الحد الادنى من حقوقنا كمواطنين .

عزيزتي حكومة البلاد ,,, حين ازلفت مسؤولية القرار للرجال ( الخداج ) في العقد الماضي والبسونا في برامج التحول الاقتصادي ثوباً ليس لنا فبدت عورتنا ولم نعد نميز بين الكوفية وطاقية الكابوي وكوفيء عرابيها لاحقاً فدفعنا وما زلنا اثمان خيانتهم , نحن المسكونين بطعم الوجع والفقر وفقدان الهوية الجامعة , نحن الايتام على مأدبتكم ايها اللئام كلما اوقدنا بصيصاً للدفيء واطفأها الفاسدون بغلاء الاسعار وجشع الكبار وجعلوا من معادلة تسعير المشتقات النفطية احد اسرار مثلث برمودا , يا حكومة بلادي حين قلتي للفاسدين وجمهور اللصوص في وطني لا تثريب عليكم ,, اوعدينا تستحي .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
03-12-2012 11:00 AM

رااااااااااااااااااائع جدا

2) تعليق بواسطة :
03-12-2012 11:55 AM

يسلم لسانك استاذ خلدون المجالي في احد الدوائر هذا اليوم اشيع عن محاضرة في قاعة مترفة اعدت منذ سنوات وخرجت من الدائرة لارسال بعض الاوراق البريدية وألا بموكب من سيارات المرسيدس السوداء يتراوح عددها من عشرة الى خمسة عشرة بنمر حمراء مكتبوب عليها المراسم تدخل تباعاً وفي كل واحدة يجلس فيها لجانب السائق شخصية مزمجرة كلها من طراز ثلاثمائة اس وراجت اطباق البيتي فور والكاتوة وزجاجات مياة الصحة وأصناف متعددة من الحلوى العجب في الامر ان كل الشخوص اللذين حضرو جاؤ من جهة واحدة اي من مؤسسة واحدة وكان بإمكانهم الحضور بثلاث سيارات او اربعة على اكثر عدد ودخلت الشخصيات المزمجرة الى تلك القاعة وبقيت السيارات تصطف ومحركاتها شغالة لأجل تدفئة السائقين في داخلها مع ان الجو دافيء ومشمس اما ماهو موضوع المحاضرة فلا تضن انه عن صناعة الذرة وأنما هو عن موضوع مكرور وممجوج ثلاث ارباع الشعب يعرفه ودمت ودام قلمك ؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
03-12-2012 11:58 AM

كلام رائع وزادته الروعة في واقعيته و طريقة عرضه ، و لكن الى متى سننتظر تنفيذ هذه الوعود اذا لم تستحي او يستحي اصحاب الأمر ؟!!!

4) تعليق بواسطة :
03-12-2012 12:30 PM

قد تخونني الكلمات وابحث في امهات الكتب عن ما يمكن ان اصف به قلملكم فلا أجد غير بورك القلم وبوركت اليد التي خطّت وبوركت عزيزي الكاتب لك مني ومن كل شريف في هذا الوطن المعطاء الف الف تحيه

5) تعليق بواسطة :
03-12-2012 02:16 PM

الاخ خلدون مع التحية لك ولكلماتك الرائعة ،ولكن اخي اذا شرش الحياء طق من وين الحكومه بدها تستقرض حياء صندوق النقد والبنك الدولي لا يقرض حياء ...وبعض من شعبك مثل حكوماتنا شرش الحياء طاق عنده .........عوفيتم

6) تعليق بواسطة :
03-12-2012 02:28 PM

سلمت يااخي ولكن المشكله ان كل الشعب الاردني يعرف هذا ولكنهم يلقون باللائمه على من يدافع عنهم ضد هؤلاء المجرمون وينجرون لاعلامهم الفاسد المأجور ويرددون مايقال لهم ويتركون من سرق لقمه عيشهم يسرحون ويمرحون والادهى والامر من ذلك بعض الناس يعتبروهم وطنيون
اما موضوع حياء الحكومات لن تستحي اي حكومه في بلدي من اصدار قرارات ضد الشعب مادام حولهم اناس يسحجون لها ويطبلون ويزمرون
فمتى نوحد كلمتنا ضد الفساد والمفسدين ونقف صفا واحدا وبعدها خونوا ماشئتم وقولوا ما انتم قائلون فالاولى محاربه المفسدين والانتصار عليهم وبعدها لكل حادث حديث وستبدي لنا الايام من هو المخلص والوطني ومن هو الذي يطبل ويركض وراء الفاسدين عن قصد او عن جهاله
الكره الان في ملعب الشعب ان اتحد وواجه هذا الاعصار باعصار اقوى منه فسوف نرى اشياء تشيب منه الولدان كانت في بلدي ونحن ساكتون
هدانا الله جميعا لقول الحق والدفاع عن الحق وسحقا للفساد والمفسدون

7) تعليق بواسطة :
04-12-2012 08:43 PM

اخي خلدون ..خلدك الله في الجنة ياشيخ انت ووالديك.
سطورك الرائعةاحتوت مافي قلب وضمير كل مواطن من ابناء هذا التراب الذي كان فخرا عندما تنتسب اليه كلما سئلت من اين انت.
نعم يا اخي والله اني اخجل عندما يسألني احدهم لماذا وصل الحال في بلدي لهذا الحال البائس بعد ان اضحى متسولا على يد هذه العصابة التي استباحته وجعلته قزما ذليلا يتسول رواتب موظفيه.
بورك قلمك الذي اسال حبرا اسودا سودت به وجه هذه الثلة من عديمي الضمير لصوص الوطن الطحالب التي نمت وترعرعت على قوت المواطن التعس وعلى حساب دفئه
في زمهرير كانون وهم يرتعون غرب عمان في قصورهم التي تنعم بالفير بليس والتدفئة المركزية متلذذين في بانيوهات الماء الساخن الذي لو كان من زمزم لن ينظف ويطهر اجسادهم التي نمت وترعرعت من المال السحت الحرام.
شكرا لك اخ خلدون على جلد هم وكشف عورتهم.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012