أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


إستنكاف وزراء الخارجية العرب

بقلم : حماده فراعنه
09-12-2012 11:40 AM


قاطع وزراء الخارجية العرب بما فيهم أمين عام الجامعة العربية ، جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 29/11/2012 ، المكرسة لبحث الطلب الفلسطيني ، والتصويت على قرار قبول عضوية فلسطين دولة مراقب ، ولم يتجاوبوا مع دعوة زميلهم رياض المالكي ومع قرار مجلس الجامعة العربية الذي أكد على ضرورة حضورهم جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة لأهمية الموضوع وعنوان القضية التي تشكل محطة إنتقالية على طريق إستعادة الشعب العربي الفلسطيني كامل حقوقه غير المنقوصة : حقه في المساواة في أراضي 48 ، وحقه في الأستقلال في أراضي 67 ، وحق اللاجئين في العودة .

وزراء خارجية البلدان العربية ، ولا أستثني أحداً منهم – وأكرر لا أستثني أحداً لا القريب منهم ولا البعيد – لم يتجاوبوا مع الرغبة الفلسطينية ، بل تجاوبوا مع ضغوط السيدة كلينتون ، و' تحججوا ' أن هناك دعوة ولقاء مسبقاً ، عربياً تركياً ، بهدف تعزيز العلاقات العربية التركية ، مع أن جوهر لقاء أنقرة كان بحث الأزمة السورية ، فسافروا إلى تركيا وإجتمعوا هناك ، ولكن وزير خارجية تركيا تركهم في بلده ولبى الدعوة الفلسطينية وذهب شخصياً إلى نيويورك ، لأنه سبق وأن شارك مع إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة الذين أيدوا خطة منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها لتقديم طلب العضوية ، بما فيها ضرورة حضورهم جلسة مجلس الجمعية العامة للأمم المتحدة للأهمية السياسية والمعنوية ولهذا فاجأ أحمد داود أوغلو ، وزراء الخارجية العرب وغادر إلى نيويورك لأهمية الدعوة الفلسطينية ، وترك أقرانه العرب يستمتعون في مطاعم وفنادق تركيا ولا أقول غير المطاعم والفنادق إنتظاراً لمضيفهم التركي الذي تأخر عنهم في نيويورك .

وزراء الخارجية العرب ، لم يتجاوبوا مع الدعوة الفلسطينية ، ولكنهم تجاوبوا مع التحذير الأميركي الإسرائيلي ولم يحضروا جلسة نيويورك ، يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني في 29/11/2012 ، وقد راهن عدد منهم على عدم نجاح الطلب الفلسطيني ، ونصحوا في عدم الأقدام على الخطوة حتى لا يفشل التصويت لصالح فلسطين كما سبق وفشل في مجلس الأمن العام الماضي ، حينما قدم الرئيس أبو مازن طلب العضوية العاملة يوم 23/10/2011 ، ولهذا الوقت لم تفلح منظمة التحرير في توفير النصاب من تسع دول لقبول فلسطين عضو عاملاً وبالتالي ' ضربتين بالرأس بتوجع ' وسيشكل ذلك ضربة عنيفة لعدالة القضية الفلسطينية ، ويصبح الفشل عنواناً لفلسطين ، لأن الضغط الأميركي قوياً ، وإسرائيل ' مستشرسة ' بسبب ذلك ، وموقف البلدان الأوروبية مترددة ولن تصوت لصالح فلسطين ، ولهذا نصح العرب القيادة الفلسطينية في عدم التورط في الذهاب إلى الأمم المتحدة خشية عدم النجاح ، ولكن القرار الفلسطيني كان حازماً ، وإنتصرت الأرادة الفلسطينية وإنهزم التحالف الأميركي الإسرائيلي ومن سانده ومن خاف منه .

ولذلك يمكن تلخيص موقف وزراء الخارجية العرب بما يلي :

أولاً : أن لديهم حالة رعب ( فوبيا مرضية ) من ' البعبع ' الأميركي والوحش الإسرائيلي .

ثانياً : أنهم لا يبذلون جهداً كافياً للتدقيق في معرفة مواقف الأطراف الدولية والمجموعات الأقليمية ، وكأن الأمر لا يعنيهم ، فالأمن القومي والمصالح القومية باتت من تبعات الحرب الباردة ، ومن تراث عبد الناصر وسياسات صدام حسين البالية .

ثالثاً : أن الفلسطيني وحده صاحب كرة الثلج الصغيرة ، مهما بدت متواضعة ، إذا تحلت بالشجاعة والحكمة والأصرار ، فإنه قادر على قيادة العرب جميعهم – ورغماً عنهم – نحو خطوات واقعية عملية تراكمية في مواجهة التحالف الأميركي الإسرائيلي الرجعي ، ولمصلحة الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة .

هكذا كان أيام إنطلاقة الثورة الفلسطينية ، وهكذا كان التصويت على الأعتراف بمنظمة التحرير من قبل العرب كممثل شرعي ، وهكذا كان عند كافة المحطات السياسية الهامة ، وعلينا أن نتذكر قول كبارنا في المثل العامي الذي يقول ' ما بيحك ظهرك سوى ظفرك ' ، إذا لم يبادر الفلسطيني نفسه بالفعل والأداء والقول والقرار فإن ذلك يوفر على العرب فرص المواجهة والحرج والتهرب من تحمل المسؤولية ضد التحالف الأميركي الإسرائيلي .

إستقبال الملك عبد الله بن الحسين للرئيس الفلسطيني في عمان بما يليق به كرئيس دولة ، وزيارته إلى رام الله ، تأكيداً على أهمية القرار الفلسطيني ، ومدى تفهم وإنحياز الأردن لفلسطين ، ليس لأسباب قومية فقط بل لأن الفلسطينيين في نضالهم ضد المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي وفرض الحل الفلسطيني الواقعي على الإسرائيليين ، إنما يدافعون عبر هذا النضال عن الأردن ويحمون هويته وأمنه وإستقلاله ، فإحدى عناوين الحل الإسرائيلي للقضية الفلسطينية هو إعادة الحل خارج فلسطين ، بالوطن البديل في الأردن ورمي غزة للحضن المصري .

وزير خارجيتنا الفهمان ناصر جودة ، لم يذهب إلى نيويورك فقط لأن لديه موقف مسبق ، بل سبق وأن صرح به بشجاعة منفلتة قل نظيرها أمام جلسة مغلقة لمجلس الأعيان ، وتوقع أمام الأعيان فشل الطلب الفلسطيني في الأمم المتحدة ، وقال حرفياً ' إن مندوبي الدول سيخرجون من القاعة نحو المراحيض أو لتناول الشاي والقهوة أو للتدخين حتى لا يصطدموا مع الأميركيين والإسرائيليين ' ، ولكن الوزير جودة الفهمان والذكي والمُطلع خاب تقديره وساءت قراءته ولذلك لم يذهب إلى نيويورك ، وصّوت فقط 138 دولة في العالم بما فيها دول أوروبية محترمة وقوية مع فلسطين ، ولم يتجاوب مع أميركا وإسرائيل سوى كندا و التشيك ولتوانيا وأربعة جزر هي مستعمرات وقواعد أميركية ، ومبروك للدبلوماسية الأردنية ولحكومة عبد الله النسور نجاحها وتفوقها ووزيرها العابر للحكومات ناصر جودة على سعة أُفقه وعلى وطنيته الأردنية وقوميته العربية ، وذكائه المفرط

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-12-2012 01:13 PM

رغم اني اعتبر نفسي متابع للحدث سواءا كان عربيا او اجنبيا ومع اهتمامي بموضوع
التصويت من الفه الى يائه ابتداء من اتصال اوباما بابو مازن وتهديده الصريح له لثنيه عن مجرد التطرق للموضوع وعرضه على الجمعية العامة
وتهديدات اسرائيل ايضا بقطع الضرائب والتهديد بتدمير السلطة الفلسطينية
او حتى اغتيال عباس ...كل ذلك كنت متابعا له وبقيت على ذلك رغم حضوري للتصويت والكلمات مباشرة على الهواء
لكن لم يخلد بفكري ان وزراء الخارجية العربان لم يحضروا التصويت لاني وككثير من العرب نعتبر ذلك من المسلمات وخصوصا
وزيرنا العابر للحكومات جوده لان العلاقة الاردنية الفلسطينية تسموا على كل العلاقات مع جميع الدول وخصوصا هذا الموضوع الذي كنا كمتابعين فيما لو نجح
وقبلت دولة فلسطين سيكون المسمار الأهم في نعش موضوع الوطن البديل..لكن يبدوا ان ساستنا في واد والعالم وتغيراته في واد آخر وبعبع امريكا واسرائيل لايزال
كما هو ذلك المارد. وليس هو الذي قزم في العراق
وافغانستان واليمن والقرن الافريقي
والأهم الازمة الاقتصادية التي قصقصت
طموحات واجنحة امريكا التوسعية.
كذلك ربيبتها اسرائيل التي بدأ نجمها في الأفول من حرب تموز التي كشفتها على حقيقتها واثبتت تلك الحرب انها نمر من ورق..وتبعتها ايضا حربي غزة الاولى والثانية لتعريها تماما.
حكومتنا على هبوب الريح عند امثالها من الانبطاحيين وين ما هب هواهم بتذري
هذه هي نتيجة ان يفرض على الشعب الاردني هيك حكومة وهيك وزير عابر للحكومات...فاشلين داخليا وخارجيا.

2) تعليق بواسطة :
09-12-2012 01:17 PM

سعيد من لا يرى أفعالهم وسعيد من لا يسمع أقوالهم والله يعين من يسمع ويبصر فإنه يتعذب مما يرى ويسمع من حكومات ووزراء هم أكثر ضرراً على فلسطين من الصهاينة
لكن التاريخ لن يرحم الخونة والنار والعذاب ينتظرهم على ما فرطوا وتآمروا

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012