أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024
الأربعاء , 11 كانون الأول/ديسمبر 2024


برنامج الحكم الاخواني: تكتيك مرحلي يخلو من الإستراتيجية

بقلم : قيس عمر المعيش العجارمه
23-12-2012 11:34 AM

إن الولادة السريعة للحكم الاخواني في كل من تونس ومصر الذي أنتجته الديمقراطية وصناديق الاقتراع لم يكن مستغربا أو مفاجئا ؛ فهذا التنظيم كان الأكثر جاهزية من النواحي التنظيمية لخوض معركة الانتخابات، إضافة إلى الاستعداد النفسي لدى الجماهير والقواعد الشعبية لقبول هذه الجماعة ومناصرتها ، فهي تمثّل المعارضة التقليدية للأنظمة الحاكمة في كثير من الدول العربية خاصة دول الربيع العربي، عزز هذا كله توافر البيئة السياسية الملائمة على المستوى الدولي التي ترجمها بحث القوى العالمية عن بديل مناسب للأنظمة المخلوعة وحليف جديد يكون معروف لديهم يمكّنهم من السيطرة السريعة واحتواء الفوضى المفاجئة لتوقعاتهم!!!!
ولأن الغرب يبنى سياساته على إستراتيجية طويلة الأمد لا يحتوي قاموسها على مصطلح الصدفة؛ وله شبكة علاقات وخطوط خلفيه توفر له على الدوام بديلا لكل شيء، فلم يكن صعبا عليه التوصل لعقد اتفاق مبدئي وبناء علاقة تحالف مع القيادات الإسلامية الجديدة في الشرق الأوسط، وهذا واضح وجلي ترجمته دلائل كثيرة أهمها الموقف من سوريا و احتواء حماس وعودة خالد مشعل إلى غزة وهذه الدلائل لا يوجد أدنى شك بأنها رغبة وإرادة غربيّة تصب في صالح إسرائيل وتتعدى أرنبة الأنف التي هي سقف النظرة السياسيةعند العرب!!!!!
هذا بالطبع أمر لا نجرّمه ولو أن فيه مخالفة صريحة لنهج الإخوان المعلن طوال المائة عام الفائتة ومأخذا لطالما استخدموه ضد الأنظمة الليبرالية تحت عنوان التبعية للغرب، لكننا سنضعه في باقة الاستثناءات الكبيرة للإخوان وما سوف يندرج تحت قاعدة الضرورات تبيح المحظورات.
لكن الأهم من هذا وذاك وبعد أن نجح الإسلاميون في ممارسة تكتيك مرحلي مكّنهم من الحكم ما هي الرؤية والإستراتيجية التي سيتبعونها وهل هي موجودة أصلا؟؟؟ أم أنهم لا يملكون سوى تكتيك مرحلي يعتمد على ما يستجد من وقائع عملّية تحكمها الظروف ؟؟
ربما أن الإجابة على هذه الأسئلة لا يملكها سوى الإخوان أنفسهم، لكن المعطيات التي نشهدها على الأرض لا تبشر بخير، فمن خلال التجربتين التونسية المصرية تظهر مؤشرات تدل على فقر الحكم الاخواني للإستراتيجية ففي تونس مثلا بدا واضحا عجز وفشل المنصف المرزوقي عن إجابة أهالي مدينة سيدي بو زيد حول أسباب بقاء هذه المدينة على حالها على الرغم من دورها ورمزيتها للثورة التونسية، مما يثبت عدم وجود برامج أو خطط تشكّل مفردات لإستراتيجية حزب النهضة الحاكم، أما في مصر فإن التخبط السياسي وحالة الانقسام الخطيرة في الشارع تدل أيضا كما هي تونس على عدم وجود برامج أو خطط سوى تكتيك انتقل من مرحلة الوصول للحكم إلى مرحلة التمكين والاستحواذ على السلطة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-12-2012 12:40 PM

ما تم تدميرة من الانظمة العربية قاطبه

بدك الاخون يبنو بيوم وليلة

مبسوط انت

2) تعليق بواسطة :
23-12-2012 05:37 PM

اسمحلي اخي الكاتب لقد خانك التعبير في اكثر من موضع كان اكثرها فداحة المثال التونسي وربط المنصف المرزوقي بالاخوان... عموماً وهل كنا ننعم نحن الشعوب العربية باي نوع من التخطيط الطويل الامد خلال القرنين الماضيين... التخطيط الاستراتيجي قيمة مجتمعية وليس تحليل SWOT كما يحب ان يصوره اشباه المتعلمين انظر لنا نحن كمثال نشكو من نقص المياه منذ نصف قرن ولا استراتيجية للمياه حتى هذه اللحظة.. الاخوان فصيل سياسي محترم لكنه يشكو من نفس ما تشكو منه الانظمة وحتى المجتمعات العربية...غياب القيم... القيم التي تجعل الشعب عصي على الاستعمار 

3) تعليق بواسطة :
23-12-2012 06:13 PM

صدقت ايها الكاتب واصبت كبد الحقيقه فالإخوان هم طلاب سلطة لا اكثر وأود الرد على الاخوة المعلقين مثل صاحب التعليق رقم 2 الاخ الحارثي الذي من الواضح انه خانه الفهم حيث ان المقال واضح بخصوص تونس فمعلوم حتى لدى انصاف المتعلمين وليس العلماء امثاله ان حزب النهضة الاخواني هو المسيطر على المجلس الوطني التأسيسي التونسي والمرزوقي ليس الا دميه وضعوها في االواجهة اما بخصوص التخطيط الاستراتيجي فلا يمكن ان يكون قيمة اجتماعية فالقيم الاجتماعية تتعلق بالسلوك والعادات والتقاليد ولا اعلم من اين حصلت على معلوماتك المغلوطه التي خلطت فيها الحابل بالنابل !!ليس المهم ان تضمن تعليقك كلمات كبيرة لا تفهمها فتقع في الغلط على اعتبار ان القراء انصاف متعلمين فقد تجد من يحرجك ارجو ان تتقبل نقدي ايها الحارثي وعودا على المقال فانني اشكر الكاتب الدكتور العجارمة واشكر موقع كل الاردن على ما يقدمه من مساحة حرة للتعبير عن وجهات النظر المختلفه

4) تعليق بواسطة :
23-12-2012 11:41 PM

 للايضاح للاخ عبدالله العدوان التخطيط بعيد المدى هي قيمة مجتمعية وبعد ثقافي معتبر يتم استخدامه بالاضافة الى قيم الفردية والانتاج والانصياع لمن هم اعلى في السلم المؤسسي والاجتماعي لتصنيف ثقافات الدول حيث تجد ان دول كاليابان والمانيا من اعلى دول العالم مرتبة في هذا البعد بالذات. مما يفسر تقدمهم الاداري والصناعي بعد سنوات قليلة من الهزيمة في حرب كونية. ما قصدته ان التخطيط يجب ان يتخطى قصاصات الورق ليصبح طريقة حياة وسلوك وعادة...بالنسبة للكلمات فهي صغيرة جداً لتصف واقعنا المؤسف وقد تحرج صاحبها فعلاً ان كانت غايته الجدل والسفسطائية والاستعلاء على الآخرين ... بالنسبة لمعلوماتي فيمكنك ان تجدها في اي كتاب تنظيم مؤسسي ... لن اناقشك في السياسة لان الفكر اهم وابقى شكراً لك على ملاحظاتك

5) تعليق بواسطة :
24-12-2012 09:07 AM

بعض الأمور التى اثارها الكاتب صحيحةتماما و بعضها غير دقيق , اتمنى ان نكتب و نحلل الامور بموضوعيه و حيادية . مع ان هذا ليس بالامر السهل عمليا . فكل انسان يرى الامور من زاؤية معينه و من منظار القيم و الافكار التى اقتنع بها . طبعا يستثنى من ذلك الاقلام الماجوره و النفاق بكافة اشكاله , السياسى و الفكرى و الأجتماعى و هذا ليس موضوع الكلام هنا .

فالاخوان المسلمين مثلا ليسو على وعى سياسى محترف فى المواقف و الوسائل التى يتبعونها . و هذا يرجع لعدم وضوح المنهج لدى كافة قيادات الاخوان . والدليل على ذلك انك كمراقب لا تستطيع ان تتوقع موقف اخوانى صريح تجاه اى قضية حتى من الاخوان انفسهم .

فغالبا يتخذ الموقف ثم تساق التبريرات الداعمة و المساندة .

و الأمر الاخطر فى رايى انها جماعة اسلامية تتخذ الاسلام طريقا و منهجا لتحقيق هدف شرعى و اسلامى .. و لكن هل كل ما تمارسه على الواقع له مستند شرعى واسلامى ؟؟ هل يتم ربط أى موقف سياسى من تحالفات و مشاركه او مقاطعه او تعامل مع الأنظمه و القوانين بالمنهج الإلهى و الشرع ؟؟؟ هذا أهم ما تفتقده حركة الاخوان و هو ليس بالأمر البسيط .و كان من نتائجه وجود صقور و حمائم كما يقال.. مبادرات فردية من قيادات اخوانيه ثم يقال هذا راى و اجتهاد شخصى !!!فى العمل الجماعى و الحزبى هذا تصرف غير مبرر و ليس مقبولا . . يفترض أن تكون هنالك ثوابت و قناعات راسخه لدى كافة اتباع الاخوان بمجمل القضايا التى يتم التعامل معها و ليس حكرا على بعض القيادات و التى لا تسأل و لا تحاسب عن ممارساتها مهما كانت !!

لو كان لدى الحركة منهجا واضحا موحدا لرأينا وحدة المواقف فى كل مكان . و لا تترك الامور متلونه هكذا حسب الواقع و بحجة أن "اهل مكه ادرى بشعابها " فمع وجود مساحه للاجتهاد لكن الاسلام بمجمله ثوابت و احكام شرعيه . و بلورة هذه الثوابت من اهم ما يميز الجركات مهما كان توجهها!!

و من ناحية اخرى هناك هجوم عنيف على كل ما هو اسلامى .. فليس من العدل محاسبة الاسلاميين على تركة مثقلة من انظمة بائده و يطلب منهم معالجتها بسرعة ( كن فيكون ). علاوة انها فعلا و عمليا لم تمكن من الحكم . فما زالت المؤامرات تحاك ضدها على اكثر من جبهة. حيث يتم وضع المعوقات و و افتعال معارك جانبية و حرب اعلاميه و غيرها كثير . و إلا كيف يفسر ما يجرى فى مصر مثلا , من تحالف بقايا النظام مع شباب الثوره و الذين كانو يقتلون قبل فتره قصيره على ايدى النظام البائد و العسكر ؟؟؟

هناك فئات مشبوهة و مأجورة تحارب كل ما هو اسلامى سواء كان مصيبا او مخطئا .

كل هذه العوامل مجتمعة ,إضافة الى تدخلات خارجية لتبقى على مصالحها و هيمنتها , كل ذلك لا يساعد و لا يبشر بغد أفضل و استقرار طالما حلمنا به جميعا .. و استبشرنا به خيرا مع هذه التطورات ...

فليرحم بعضنا بعضا .. و ليكن الوعى ثم الحوار هو الأداة و السبيل الآمن لنا جميعا .....

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012