أضف إلى المفضلة
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
الأحد , 05 أيار/مايو 2024


الرهان على القوائم والعمل الجماعي

بقلم : حماده فراعنه
27-12-2012 10:42 AM

كنا نبشر بالقائمة الوطنية ، في غياب معرفة القطاع الواسع من الأردنيين بها ، بإستثناء أصحاب الخبرة والعاملين بالحقل السياسي ، فإذا بالقائمة الوطنية تضم العدد الأكبر من المرشحين ، وتعكس إهتمامات الأردنيين وإنحيازهم ، حتى غدت عنوان إنتخابات المجلس السابع عشر ، ومفاجأته ، ولذلك يستوجب السؤال ، لماذا هذا الأنحياز للقائمة الوطنية وماذا يعني ذلك طالما أنها خيار الأغلبية الأردنية ، وتطلعاتهم ؟؟ .

أولاً : هي فشل لأولئك الذين قاطعوا الإنتخابات ، حيث دلل قرار مقاطعتهم أن قراءتهم للأردنيين سطحية ، ولم يدركوا أهمية وعي الأردنيين لمصالحهم ، ورغبتهم الجامحة في الأسهام في التأثير على مؤسسات صنع القرار التشريعي أولاً والحكومي ثانياً ، وصياغتها وتشكيلها وفق نتائج صناديق الأقتراع ، فالشرعية البرلمانية والحكومية ستكون حصيلة صناديق الأقتراع وإفرازاتها ، ومدى إنحياز الأغلبية الأردنية للكتل النيابية وللقوائم الحزبية ، بعد إنتهاء فترة التصويت والفرز والفوز يوم 23/1/2012 ، فالمستقبل هو للقوائم الحزبية والتحالفات السياسية ، وصولاً نحو حكومات برلمانية حزبية .

الذين قاطعوا ، قاطعوا الشارع وإنحيازاته ، ووعيه الذي يزداد تشكلاً وحضوراً إستجابة للمشهد الإنتخابي وإستحقاقاته .

ثانياً : رهان الأردنيين على العمل الجماعي ، وإنحسار الرهان على البطولات الفردية والوعود الشخصية ، والنزوع العائلي والقدرات الأحادية وتراجعها ، فالعمل الجماعي هو عنوان المرحلة ومتطلباتها ومستقبلها ، فقد سقط الرهان على الفرد الواحد ، وإنتقل إلى التمسك والدعوة والركون إلى العمل الجماعي ، عبر القوائم .

ثالثاً : لم تعد العائلة والجهة المحلية هي الحصان الرابح لتحقيق المصالح وحمايتها ، بل غدا الكل الوطني هو البديل ، فالقوائم كما هو واضح من أغلبيتها تتشكل على أساس الوطني ، جامعة بين صفوفها ممثلين عن أبناء المدن والريف والبادية والمخيمات .

رابعاً : دورة إنتخابات مجلس النواب السابع عشر ، دورة تدريبية ، إمتحان ، محطة إنتقالية ، ومقدمة ضرورية لتجربة سياسية جديدة تتوسل إنهاء التمزق والأنقسام والجهوية والشرذمة ، لتعيد وصل الأردنيين مع بعضهم البعض على أساس المساواة والعدالة وتكافؤ الفرص على أساس المواطنة لكل الأردنيين ، وفق المادة السادسة من الدستور التي تنص روحاً على أن ' الأردنيون أمام القانون سواء لا تمييز بينهم في الحقوق والواجبات وإن إختلفوا في العرق أو اللغة أو الدين '

إنتخابات مجلس النواب السابع عشر ، بشرت بالخير الإقتصادي ، إعتماداً على الأداء السياسي وأهمية الأردن عربياً وإسلامياً ودولياً ، وها هي زيارة رئيس الوزراء المصري ، وزيارة رئيس الوزراء العراقي ، ونتائج مفاوضاتهما تعكس حالة التفاهم ومد روح التعاون وتوفير متطلبات ضرورية نحتاجها كأردنيين وهي لا شك مبشرة بالخير على وجه البرلمان الجديد المقبل .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
27-12-2012 08:24 PM

كلام جميل وموزون من شخصيه اردنيه وطنيه ... وفقكم الله لما فيه خير الاردن

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012