خالد المجالي : اليوم سأكتب للمرة الثانية عن عبدالهادي المجالي بصفته الحزبية بعد ان كتبت عنه قبل عام ونيف عندما كان على سرير الشفاء ، مع علمي الاكيد بأن شخصية الباشا وتاريخة لا يمكن ان يقزم بمقال عابر يبنى على قرار الحزب الذي يرأسه بعد خطوة انا شخصيا اعتبرها خطوة كبيرة وصحيحة وان كنت اتمنى ان يكون الحزب قد اتخذها قبل الانتخابات ووقف مع للجهات التي قاطعت الانتخابات رفضا لقانون الانتخاب .

عبدالهادي المجالي اكثر شخصية اردنية استطاعت ان تفرض نفسها على امتداد ساحة الوطن واكثر شخصية اصبحت مؤثرة خلال السنوات العشر الاخيرة خاصة بعد فوزه في انتخابات عام 2003 التي حاولت في وقتها كثير من الجهات العمل على اسقاطة ولم تستطع ثم حاولت العمل على تنحيته عن رئاسة المجلس ولم تستطع .

عبدالهادي المجالي اخطأ بحق الوطن في كثير من المواقف التي كان يفترض فيها ان يكون له دور بفضحها ورفضها مما ساهم ' بجعل كثير من الجهات تتهمه بالتواطؤ وربما المشاركة ' لانه الوحيد وقتها الذي يستطيع فضح معظم القضايا الخاصة في الفساد وغض الطرف عن امثال باسم عوض الله وغيره ممن استطاعوا اختراق الديوان الملكي وباعوا واشتروا في الوطن وهو لم يحرك ساكنا ودون ان يرفض تمرير بعض القوانين لتلك المرحلة .

اليوم للاسف يكتشف الباشا انه اخطأ عندما قرر هو والحزب المشاركة في الانتخابات ، واليوم يكتشف الباشا ان السنوات لم تغير اصحاب القرار بنظرتهم له ولغيره ممن للاسف يستخدمون لتمرير اجندات سياسية واقتصادية لم تكن لصالح الوطن او بنية الاصلاح الذي يدعون ، واليوم يكتشف الباشا حجم الخدعة التي تعرض لها ولكن كل ذلك بعد فوات الاون للاسف .

قرار الحزب والباشا اليوم هو اهم قرار في حياة الباشا السياسية على الاطلاق في نظري خاصة وان الوطن يمر في مرحلة مخاض خطيرة جدا وللاسف ان النظام واركانه لا يريدون ادراك ذلك وابتعاد الحزب عن دور الكمبرس اليوم هو الرسالة الاقوى بعد مقاطعة الاخوان المسلمين الذين ادركوا ذلك مبكرا وكم اتمنى ان يتبعه احزاب اخرى وشخصيات مستقلة .

قرار الحزب اليوم هو اكبر واقوى رسالة للنظام واجهزة الدولة التي ما زالت غير مدركة لحجم الخطر المحدق القادم وما زالت تراهن على صبر المواطن الاردني وخوفه على وطنه من الخراب والدمار وربما تكتمل الرسالة اذا ما ذهب الحزب بشكل مباشر الى المعارضة الحقيقية عندها لن يتبقى للنظام واجهزته الا بعض السحيجة والشخصيات التي لا يتعدى حجمها وتاثيرها ' اصلاح ذات البين ' .

اخيرا اقول عندما يتولى ' فاقدي البصر والبصيرة ' ادارة دولة فلا نتوقع منهم الا التخبط وهنا لا بد لي من الاشارة لبعض التعليقات التي سمعتها ان الباشا استقال لانه لن يأتي رئيس مجلس ولا يوجد له حزب قوي لانتخابه وجوابي فقط اذا كان عبدالهادي المجالي لا يملك حزب قوي ولا يملك من الخبرة والقدرة لادارة مجلس النواب في مرحلة حساسة وخطيرة رغم تحفظي على بعض قراراته فمن هي الشخصية الافضل منه؟؟؟ ولنا في مجلس 111 خير مثال .

سؤال اترك الاجابة عليه لقابل الايام وان غد لناظره لقريب .