أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


حماس: تعادل في الهزيمة، تساوي في الخسران.!

بقلم : د.عادل محمد عايش الاسطل
13-02-2013 11:27 AM
تح – حماس: تعادل في الهزيمة، تساوي في الخسران.!
د. عادل محمد عايش الأسطل
يبدو أن اجتماعات القاهرة بين حركتي (فتح وحماس) بشأن تنفيذ بنود المصالحة، التي اتفق بشأنها في لقاء القاهرة بين الرئيس الفلسطيني \'محمود عباس\' ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس \'خالد مشعل\' في يناير/كانون الثاني الماضي، وأهمها، حسم ملفات هيكلة منظمة التحرير وتحديد موعد بدء مشاورات تشكيل حكومة التوافق، وتحديد موعد إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وقضايا أخرى، لم تسفر عن أي شيء، بالرغم من الكم الهائل من المنتظرين التوّاقين للتوصل إلى الهدف المنشود، ومن المراقبين والساسة والخبراء، المحليّين منهم والدولييّن، وحتى الدقيقة 90 من زمن الاجتماعات الأصلي. وفي الجانب الآخر عمّت البهجة أولئك الذين لا يُسعدهم إتمام تلك المصالحة أو تنفيذ أي شيء من هذا القبيل.
في البحث عن أسباب الفشل أو الإخفاق، في إحراز نتائج مرضية في المواضيع التصالحية والمُتفق عليها أصلاً، نجد أن كل من حركتي فتح وحماس، هما السبب المباشر في ذلك الفشل أو ذلك الإخفاق، بعد أن استبعدنا بالقدر الكافي جملة المؤثرات والضغوطات الخارجية المحتملة، مثل (الولايات المتحدة) التابعة لحركة فتح، و(إيران) التابعة لحركة حماس، وذلك اعتماداً على الموافقة الشرعية، التي أعطتها الإدارة الأمريكية للرئيس المصري \'محمد مرسي\' في المضي بشأن رعايته لاجتماعات المصالحة، بغض النظر عن المقابل الذي يتوجب على الرئيس \'مرسي\' دفعه، سواءً كان معجلاً أو مؤجلاً.
أيضاً فإن إيران يُفهم من تصريحات قادتها، بأنها تنصّلت وما زالت تتجافى، من أن تتدخل في هذا الشأن. وبناءً عليه، فكأن ما كان وما حدث خلال اجتماعات الوفدين(المتفاوضين)، هو (اتفاق) جرى التراضي عليه، (في ظل القليل من الثقة بين الحركتين) على أن تكون النتيجة لتلك الاجتماعات هي (تعادليّة)، ولسوء الحظ أنهما اختارا التعادلية السلبية بدل أن تكون بالإيجاب.
لقد ثارت العديد من التساؤلات، وتولّدت الكثير من الاستفهامات، التي غالباً ما تتعاظم في مخيلة المرء، أيّاً كان، حول إمكانية البحث والتقصي للقبض على المسببات الحقيقية أو النقاط الخلافية التي أوصلت الطرفين إلى تلك النتيجة.
لقد طالعتنا الصحف والفضائيات ووكالات الأنباء المختلفة، بسيلٍ جارف من الصور والتحليلات والبيانات والتكهنات، التي تتعلق باجتماعات القاهرة، وما تمخضت عنه، وبما أن جميعها كانت تغنّي بما يروق لها، وتعتمد ما هو على عقيدتها ونهجها، فقد فضّلنا واعتمدنا الأنباء والروايات المحايدة للطرفين، والمستقلة عن المتحاورين مع عدم الاستغناء عن حجج ومبررات الخاصة بالحركتين مع الأدلة والشواهد. وأهم هذه التقاط:
أن د. موسى أبومرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة \'حماس\'، أتهم الرئيس الفلسطيني \'أبومازن\' بالتنصّل من الاتفاق الموقع بين الفصائل، وأصر على تغيير قانون الانتخابات وعلى فتح الورقة الموقعة من جديد للحوار، وأن حركة فتح، أصرت على إدانة المقاومة المسلحة، لعدم إيمانها بالمقاومة المسلحة، لأنها تضر بالمصالح الوطنية. والاكتفاء بالمقاومة السلمية الشعبية باعتبارها السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق. ومن جانبه أعلن مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس، \'أسامة حمدان\'، أنّ إصرار \'أبومازن\' على تحديد موعد الانتخابات وتشكيل حكومة الكفاءات الوطنية في آنٍ واحد، خلافًا لاتفاق القاهرة الموقع، أدى إلى عدم حدوث اختراق مهم في اجتماعات الإطار القيادي لمنظمة التحرير.
كما اتّهمت حماس الرئيس \'عباس\'، بأنه رفض تشكيل الحكومة قبل زيارة الرئيس الأمريكي \'باراك أوباما\' باعتبار أنه لا يستطيع تحمل تبعات سياسية الحكومة التي سيشكلها، والتي ستضم مؤيدين لحماس، لأنها ستكون كفيلة بإفساد جولة \'أوباما\' للمنطفة.
إلى جانب ذلك فقد نقلت الأنباء ما يُفيد بوجود خلافات، تحول دون حسم قانون انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني، وهذه الخلافات تتعلق بآليات النظام الانتخابي وعلاقة عضوية المجلس التشريعي بعضوية المجلس الوطني، وإشراف لجنة الانتخابات المركزية على انتخابات الشتات، وتحديد عدد دوائر لانتخابات ونسبة الحسم فيها.
بالمقابل فقد أصرّ وفد حماس، على عدم فتح الورقة الخاصة بقانون الانتخابات لأن هذا الاجتماع تم تخصيصه لتطبيق ما تم الاتفاق بشأنه، وليس للحوار من جديد، واعتبر ذلك مضيعة للوقت. وهذا ما شهِدت عليه ورفضته القوى المشاركة في الحوار، حيث أكدت جميعها وخاصةً حركة الجهاد الإسلامي، على أن المقاومة بكافة أشكالها هي التي تحقق النصر، في إشارة إلى أن حركة فتح، هي من يُعطل المسيرة الوطنية.
وفي الجانب الآخر فقد اتهمت حركة فتح حركة حماس، بأنها هي من تقوم بعرقلة المصالحة باعتبارها انتقلت منذ العام 2005، من صراع ضد السلطة إلى الصراع عليها، ومن صراع ضد المنظمة إلى المنافسة عليها أيضاً، وأن حماس باتت تغريها السلطة ولكنها تخشى الانتخابات في هذه الفترة، وهي تترقب التغيرات الإقليمية الجارية فى المنطقة، لأنها تشعر أنها تصب لصالحها. ولو كان شعارها هو المشاركة في السلطة والمنظمة لاختلف الموضوع، وبالتالي، حمّلتها مسؤولية تعطيل المصالحة بشكلٍ عام.
وشهِد بذلك \'نايف حواتمة\' الأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، واتهم حركة حماس بأنها هي من تُعطل إنجاز المصالحة، بسبب خروجها على الإجماع الفلسطيني، بسبب رفضها مقترحات فتحاوية ومنها: استصدار قانوناً موحداً للانتفال إلى الوحدة الوطنية، والذي أشارت به جُلّ الفصائل الفلسطينية، وأن حركة حماس هي فقط من أصرّت على الفصل بين انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني وقانون انتخابات المجلس التشريعي. كما حمل الحركة مسؤولية تعطيل الوحدة الوطنية ليس الآن وحسب، بل منذ إعلان القاهرة في مارس/آذار 2005.
نسبة كبيرة من الشعب الفلسطيني والشعوب الصديقة، هي مع حصول المصالحة، ولكن هناك نسبةً أكبر تعتقد أن كل من الحركتين (فتح وحماس) تريدان المصالحة، ولكن بطريقة أن تُسيطر إحداها على الأخرى على نظامها وتحت برامجها. ودليل ذلك، أن سبق وتوصلت الحركتين إلى اتفاقيات عديدة للمصالحة، بدأت باتفاق القاهرة في مارس/آذار 2005، واتفاق مكة في أوائل فبراير/شباط 2007، ووثيقة الوفاق الوطني (الأسرى) في يونيو/حزيران 2006، في قطاع غزة، ثمّ اتفاق مايو/أيار 2010، برعاية مصرية، والأخير في فبراير/شباط 2011، برعاية قطرية، غير أنها ظلت حبراً على ورق، وأُرسِلت إلى المتجمّد، على أساس التساوي في الخسران. وتبقى الإشارة هنا إلى أن هناك لجنة عليا برئاسة مصرية وبمشاركة عربية مهمّتها تولىّ الإشراف والمتابعة لتنفيذ اتفاق المصالحة، سننتظر ونرى.
خان يونس/فلسطين

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012