أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


\"بدنا حقنا\"

بقلم : جمال الدويري
20-02-2013 10:33 AM

وأخيرا...خرجت الأفاعي من جحورها, وامتدت أيادي الطغاة للوطن في الأوكازيون الكبير لتصفيته. دون حرج أو وجل أو خجل أو غضاضة خرج رفث اللسان والعهر السياسي الذي كنا نسمع عنه في صالونات مغلقة ذات لون وطابع ومنبت واحد والذي طالما حذرنا منه ومن أخطار حَمَلَتِه على الأردن ونسيجه المجتمعي, الى العلن, لا بل أصبح جزءا اساسيا للتحالفات البرلمانية وقاعدة رئيسة لمنح الثقة او منعها عن الحكومات ورئيسها المحتمل.
مات الاصلاح, مات الفساد, مات الوطن, وعاشت الاقليمية البغيضة وعاشت المحاصصة الكريهة وعاش من رفع صرح دعايته البرلمانية بكل رخص الكون القائم على المصالح الشخصية الجهوية لأردنيّ دون آخر ولفئة مواطنية دون غيرها.
مرشحون للسابع عشر رفعوا شعارات بذيئة صغيرة لا تقوم على وحدة وطن ومصلحة وطن ولا الخوف على مستقبل وطن, حلبوا ضرعه وجففوا زرعه وامتطوا جنسيته وجواز سفره جسرا للعبور الى الحسابات الدسمة والمصالح والمشاريع والعطاءات, ليس إلا, باتوا يستخدمون بكل وقاحة وصلف, تحت قبة السابع عشر نفس الشعارات واللغو للتهديد والوعيد وحجب الثقة وتسمية الحكومات الأردنية ورسم مستقبل الوطن الأردني كما يعتقدون أن بإمكانهم فعله.
تُجّار ومقاولون ورأسمال وسخ, وأسماء لا ينظفها كل صابون \'نابلس\' تعتقد للتو بأنها قد ملكت القول الفصل تحت القبة, وبأنه قد دانت لها رقاب العباد في البلاد, وبأنه لن يتنفس أردني واحد دون رغبتهم ومباركتهم, وقد نسوا عاملا كان من الواجب أن لا يغيب عن بالهم وفكرهم العفن ونواياهم السيئة, لعب وسيلعب الدور الأهم في المعادلة والحسم, الا وهو الشعب الأردني.
عندما يعتقد البعض بأن الرقم الوطني والجنسية هو الوطن, وعندما تصبح الوظيفة والمنصب الوزاري هو الوطن والمبتغى, وعندما يستعجل الرماة هبوطهم عن أحد ظنا منهم زورا بأن الأردن قد أصبح ساحة السبايا والغنائم ومتاع الدنيا, فإن هذا البعض المتمثل بالمواطن الردئ والنائب الردئ والموظف العام الردئ, يقترف خطأ تكتيكيا واستراتيجيا جسيما يرقى الى مستوى الجريمة الوطنية بحق نفسه ومجموعته أولا, قبل أن تكون بحق الوطن وشركاءه به.
لقد أحجمت سابقا عن الكتابة بشؤون الانتخابات والبرلمانات والشعارات المريضة البغيضة, وانتظرت معجزة الهية تعيد للذئاب مسحة إنسانية وللضباع ربما صفة بشرية تغريها ولو من فكر المصلحة الذاتية التي تمنعها من عقر صاحبة الضرع الذي تستفيد منه, ولكن الانتظار على طوله, قد أفضى الى أن تحولت الذئاب والضباع الى أسود ونمور تهدد وتتوعد من العبدلي رجالات الوطن وأهله, لا بل والوطن نفسه بالويل والثبور وعظائم الأمور, إن لم يكونوا هم السادة القابضين على زمام المبادرة وحكم الناس.
ولسان حالهم يقول: بدنا حقنا...والوطن لنا ونحن من يقرر لا سوانا كيف يدار ومن يديره, ويأمرون في النهاية الدولة والوطن:
لا تسحبوا جنسية, ولا تمنعوا جنسية, وافتحوا الحدود مشاعا لمن نرى نحن أنه أهلا للمواطنة والجنسية, وابصموا على الوطن البديل فإنه قائم ولا حول لكم ولا قوة الا بنا.
وقاحة وصلف وتعد صارخ على صلات الدم والقربى والنسب, باتت تسمى حوارات ومطالبات جريئة.
شاهت الوجوه وخسئت النوايا وتبت يدي من يعتقد أن الأردن قد أصبح جورعة ومال داشر.
أما الدولة التي قبلت وسمحت أن تقوم حملات الرعاع الانتخابية على شعارات الاقليمية البغيضة والمحاصصة المريضة ومحاكاة الأنانية الإنسانية في جغرافيا وطنية معينة وضمن ديموغرافيا أردنية بعينها, فقد خانت الأمانة ولعبت \'كرتها الأخير\' ولن تنفعها الأسماء التي لا يشرفني ذكرها هنا, والتي تضغط اليوم بنفس النَفَسَ والبُغْض والوقاحة.
وليكن بعلم الجميع, أن الأردنيين ما زالوا جمارا تثقب القلوب, وصقورا ليس لها هدفا الا العيون المليئة بالخبث ولعنة الشياطين, وإن زنودهم السمراء لم ولن ترتخي عن سلاحها وايمانها بالله وبأن الوطن الأردني هو الخط الأحمر الوحيد الذي يهبون دونه وله, ومثل القدر دون سابق إنذار أو تحذير.
وبالمناسبة, أشد التحذير للجميع من التمادي بفتح الخاصرة الأردنية الشمالية لتمرير تهجير وتوطين فلسطينيي سوريا تمهيدا لتبديل الأوطان على حساب الانسان. وكفاكم جميعا لعبا تحت الطاولة, ولنرمي جميعنا النرد فوق الطاولة بجرأة الرجال ومصارحتهم قبل أن تقع الفاس بالراس, وحبذا لو كان لدى البعض حكمة من يُجبّر قبل الكسر.
ومن يريد حقه, فليذهب الى من اغتصب حقه وحقنا معا. ليذهب الى الصهاينة وليس الى الأرادنة.
ولمن سيخرج بكل وقاحته للتذكير بالحديث النبوي الشريف \'دعوها إنها منتنة\' فأقول, ليس أنتن وأسوأ ريحا وسعيا ممن ينفخ في كير المحاصصة والمقاسمة لوطن لم يمت بعد.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-02-2013 10:55 AM

طيب انت من وين حضرتك؟ من الانباط مثلا؟ ولا من الرومان وجدك صب الصبه على عمدان جرش؟

2) تعليق بواسطة :
20-02-2013 12:11 PM

راى نحترمه رغم عدم اقتناعنا بكل ما فيه و تبدو عليه معالم التشنج الفكرى و التطرف . كل هذا يمكن التغاضى عنه و الجدل حوله بالتى هى احسن .

لكن سا سيدى الكريم ما لا يمكن قبوله و السكوت عنه رفضك للحديث الشريف فى آخر المقال . و ان من سيذكرك بالحديث الشريف تعتبره وقحا . الهذه الدرجه بلغ الاستخفاف و النكران لاحاديث الرسول عليه الصلاة و السلام اذا عارضت اهواء العباد ؟؟

هذا كلام خطير جدا . و هنا اتكلم عن هذا التصرف من حيث المبدأ و ليس من حيث الموضوع الذى كتبت فيه. اقول لك اتق الله و لا تنفعل وتتشنج و تتفوه بكلام يضرك انت شخصياً. الفكره السقيمه التى طرحتها وصلت للقارئ و لست بحاجه لرفض الحديث حتى تثيت اى شيئ. بل بالعكس تماما . اخر سطر من المقال كان كارثيا و اظهر الخلل و طريقة تفكيرك كانسان مسلم . واذكرك بان هناك آيات قرآنيه عديده تتحدث حول نفس الفكره , فهل سترفضها ايضا و تتهمها و من يذكرك بها بالوقاحه؟

(( ما اتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا)) ...(( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )) صدق الله العظيم .و اخيرا اريد ان اكون كما وصفت واذكرك بالحديث الشريف من الرسول عليه السلام و الذى لا ينطق عن الهوى ( اتركوها فانها منتنه ) و السلام على من اتبع الهدى

3) تعليق بواسطة :
20-02-2013 12:13 PM

لماذا لا تذهب انت ايضا الى الصهاينه لانهم اغتصبوا حقك و حقنا كما تقول ؟ الا تريد حقك ام تنازلت عنه ؟ مقابل ماذا . من يتنازل مره سوف يتنازل مرات و مرات .

4) تعليق بواسطة :
20-02-2013 06:13 PM

كلام الكاتب خارج الزمن وخارج التغطية بالكامل الزمن هذا زمن المواطنة والحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة شأت ام ابيت!!! اما السلاح والتهديد والوعيد هذا زمن ذهب الى غير رجعة زمن قبل 40 سنة هذه الايام خاصة بعد البوعزيزي ما حرق حاله زمن العولمة والتكنولوجيا وزمن المواطن والمواطنة فقط وزمن الانتماء للوطن وللمواطن فقط وخلي عنجهياتك تنفعك قال شو قلبه على الوطن؟؟؟!!! هزلت

5) تعليق بواسطة :
21-02-2013 04:44 PM

الى العلقين هل هنات الاراضى المقدسة عند البعض واعتقد جازمان ان المساد الاسرائيلى متغغل من زمان وان اهل فلسطين يجب ان يتمسكوا بحقهم بالعودة هم ومن لف لفهم ولظاهر ان هناك توجة يقودة ناس لخدمة العدووان هذة الطروحات من مصلحة من احتل الارض وتحيل هذا البلد حمل فوق طاقتة وبدل ان يكون الحمل على من احتل الارض على من استقبل هؤلاء واضرب مثل لوا السورين الفارين من الظلم بكرة او بعد سنين كذلك يطلبوا محصاصة داخل الاردن والعراقين كذلك وغيرهم وغيرهم وهكذا نكون وقعنا جميعا بالفخ الذى نصب لنا عن علم او عن جهل وهنا الطامة الكبرى واخيرا علينا ان نتعلم من اليهود كيف يشجعوا الذى يدعى انة يهودى للعودة من جميع اصقاع العالم ونحن لا يفصلتا الا النهر بالفعل شعوب مهزومة من زمان واليهود يشتغلوا على هذا الموضوع من زمان ومثل ما كانت تقول امى اللة يعطى كل واحد على نيتة

6) تعليق بواسطة :
21-02-2013 05:06 PM

هزلت حتى بان طحالها .. وسامها كل سخيف.
في هذا الزمن صار من هب ودب ينظر علينا بالوطنية والحقوق .. وصار كل من يطلب الشهرة , يرفع عقيرته بالتميز بين المواطنين , وفق أصولهم
مع انهم من أصل واحد , ومعظم سكان فلسطين والآردن من اصول عائلية واحدة
بالإضافة لم يكن وعلى مر التاريخ كيان اردني وىخر فلسطيني , بل هما جزء من بلاد الشام ..

7) تعليق بواسطة :
21-02-2013 10:05 PM

فعلا حديث تجاوزه الزمن والمشكلة انك لا تعترف بنواب انتخبهم الشعب وانك لا تعرف كيف يتكلم البرلمانيون والغريب ان تفكيرك ذهب بعيدا بعيدا مع ان الموضوع بسيط فالنواب لهم الحق بان يشترطوا على الحكومة ما يلبي مطالب ناخبيهم والا لم انتخبوا
ثم كل ما في الموضوع ببساطة ان هناك تجاوزات في موضوع سحب الجنسيات من مواطنين منذ 50 عاما وهم اردنيون وتسحب جنسيته لان زوجته مواطنة في الضفة بدعوى انها لم تقدم له لم شمل وهذا مهازل تحصل في دائرة المتابعة
ولا يوجد احد يطالب لا النواب ولا غيرهم بفتح باب التجنيس المغلق اصلا باحكام
اما المحاصصة فلا ادري هل ان السؤال عن مكان ولادة الجد والبلد الاصلي حين تقدم طلبا للتعيين واغلاق باب التعيينات تماما في بعض الوزارات \ اليس هذا تطبيق فعلي للمحاصصة والاقليمية والجغرافيا والجهوية
وبالتالي من الطبيعي جدا هذا المواطن الذي ولد على هذا التراب وولد اردنيا ان يطالب بحقه بالعيش بمساواة وبكرامة .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012