المساجد كانت مواقع اتخاذ القرار عندما كان تعداد السكان لا يتجاوز ألفين أو ثلاثة في المدينة و كان المسجد مكان الالتقاء و الصلاة و العمل لأن المرحلة كانت تتطلب ذلك حيث كان القرار بيد الرسول و هو المرجعية الأولى و الأخيرة و كان يوجد مسجد واحد يقصده الجميع و يلتقون فيه فالجماعة كانت صغيرة.
أما الآن اختلف الوضع فالسكان يعدون بالملاين و بمئات الملاين و المساجد كثيرة و الأمر بيد الدولة و القانون و السلطة التشريعية و القضائية و لا يصلح أن يتكلم الآئمة في السياسة فلكل واحد هواه و اتجاهه و طريقه و كلهم يستخدم كلمات القرآن الكريم لتبرير موقفه و دعم اتجاهه و يبقى المصلي ضائع بين اتجاه الإمام و رغبته و بين تعارضها مع اتجاهات أخرى و بين وسائل الإعلام كله في وقت أتى فيه ليرفع قلبه إلى الله تعالى في الصلاة لا لكي ينضم إلى اتجاه سياسي.
المقارنة هنا لا تصح بين الماضي و الحاضر و أي شخص يستطيع أن يرى الفرق واضحا ً فلكل مرحلة تحدياتها و طرق التعامل و التعاطي فيها و الدليل من التاريخ نفسه حيث أن الخليفة عمر أقام الدواوين و مراقبي الأسواق و لم يقمهم الرسول و الأموين خالفو الراشدين في طريقة اختيار الخليفة و في الحكم و خالفهم العباسيون و لكل زمان دولة و رجال.
بالمناسبة هولندا الأوروبية دولة علمانية تضمن حرية التعبير للجميع و النصر القادم إليها الذي تتوعدهم به أجدى أن نرى ثماره في ديار الإسلام بدل تصديره لأناس كل ذنبهم أنهم قبلونا بينهم و لا يعلمون ما في قلوب بعضنا لهم و لا ما قدرنا عليه عندنا لأنه ما عنا حرية و عنا ظلم فقلنا نصدره للناس اللي عندهم حرية و ما في ظلم، سبحان الله!
لا أدري يا عزيزي كيف يلغي الكثر دور المسجد، ومن هو الذي قال لك إن دولة الاسلام التي كانت تنطلق من المسجد كانت ألفا او الفين، في عهد عمررضي الله عنه،صاحب الدواوين كانت السرايا تخرج من المسجد وكان النصر حليفنا، وفي زمنك هذا زمن الدولة تقاعست كل الجيوش ان تنصر شعبا يحرق من الصهاينة او الانطمة العميلة التي تقتل شعوبها، سرايا الانظمة المتطورة يا عزيزي التي تدعي انها عجز المسجد عن استيعابها صارت تخرج بالالاف لتقمع الشعوب فقط، ولو كانت الدولة اسلامية كما كانت في ايام عمر االعادل لما عبأ كل إمام في المساجد كما يحلو له، على انني ابشرك ولا ادري ان كنت تستمع للخطب فان 1لك سيغنيك عن بياني، إذ الائمة لا يعبؤون بشيء سوى طاعة الانظمة، ولا يتطرقون الا أمور تعبدية ليست محل خطبة ولا موعظة وأكثرهم لا يحسنها ولهذا اختيروا على هذه الهيئة حتى يفقد المسجد دوره، أرجو أن تراجع التاريخ وتقرأ الاسلام جيدا قبل ان تسلط فهمك بما يشبه الفتوى على ركائز عزة دولة الاسلام ....أما النصر الذي توعدت به هولندا فليس كما فهمته يا عزيزي،فانا لم اتوعدها بشيء ابدا انما هو عنوان ساخر، اقصد به ان تتصبر هولندا ما دامت تشبهنا الى حد المطابقة في السياسة وسلطة القانون، وشكل الحكم، حتى يأتيها النصر ويخلصها مما هي فيه من الاذلال ...أرجو أن تتروى ياصديقي عند القراءة وأن تعلم أن للكلام سياقا يفسر آخره ما أبهم من أوله،أو يقدم أوله لما تأخر منه.....وتقبل تحياتي.
ولكن يا اخ رائد وانا مختلف عن رقم واحد يبدوا التخبط واضحا في مقالك وكأنك تريد شيئا لا تعرفه او تحاول ان تنتقم من شيئ لا تدركه
اعذرني على مخاطبتك برقم كالاشياء ولكن لم أجد شيئا مما أدركته إلا انك اخترت أن تكون رقما ..............ومادمت متابعا فستصل ولا شك الى ما اريده ولم أدركه المهم أنك انت المتابع الحثيث الذي لا يتخبط فيما يدركه ولعل متابعتك مع إدراكك يرشداني الى ما لم أدركه ...اشكر متابعتك.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .