أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


في عرس الشهيد .. عندما غنّى الوطن ...

بقلم : صالح ابراهيم القلاب
21-03-2013 11:08 AM

في ليلة من ليالي شهر اذار .... وقف مرتديا كوفيته الحمراء ممسكاً بسلاحه وعيناه ترقب ارجاء المكان وبين الفينة والاخرى تداعب وجنتيه نسمةٌ ربيعيةٌ ناعمةٌ مرت من فوق مياه نهر الاردن المباركة تحمل في ثناياها رائحة القدس وعبق الصخرة والاقصى والقيامة والمهد ، حركت في النفس ذكريات الامس القريب عندما غادر بيته القروي البسيط ملبيا نداء الواجب ملتحقاً بوحدته العسكرية

يذكر لحظات الوداع عندما شاهد صورة الوطن وقد بدت مشرقةً وضاءةً تلوحُ من بين ثنايا الوشم الذي خلفته الايام على وجه الام الاردنية وهي تحاول جاهدة ان لا يخالط البكاء صوتها الندي وهي تقول : ( اعملك الشاي على حطب من زعرور ديرتنا ؟ ام اعد لك (الفطور ) زعتر .... وزيتون .... وزيت من شجر قريتنا ؟)

يسمع صدى صوت الاب (الختيار ) وهو يقف امام الدار ينتظر لحظة الوداع ، يحس بحركة يديه الحانية وهو يضمه ويعدل له الكوفية والعقال ويقول : ( عنقر عقالك يا ولِدي .... عنقر عقالك يا ولِدي وعلق عليه التاج .... تاجك جواهر يا ولِِدي مثل الشمس وهّاج وهذا الوطن يا ولِدي يبغي حمى وسياج ...... وبنت الوطن يا ولِدي ... نشميةٍ .... نذرت ظفايرها لعيون أسود بالوغى حمراٍ نواظرها .... وصقور يوم العز تحلق بالسما وتعلا ... وتسقي العدا كاس .. امرّ من عود الشرى واحر من جمر الغظا ...)
على ثرى تلك الارض رابط فتيةًٌ صدقوا العهد والوعد فربط الله عل قلوبهم وعمّان تصيح بهم ان اصبروا وصابروا واستبشروا بنصر من الله وفتح قريب
مع ضوء الفجر الاول .... كانت تلك الارض الطهور .على موعد معهم ... كانت تعرفهم بصدى صوت سنابك الخيل ... خيل الله وخيل الرسول التي جاست خلال الديار بوعد الله المفعول في اليرموك ومؤتة والمزار ، في القدس وعسقلان وجبل النار ... كانت تعرفهم بسيماءِ اجدادٍ لهم سبقوا ... الصدّيق الصدوق وعمر الفاروق ... كانت تعرفهم بريح ابائهم ..عليٍّ الكرّار وجعفر الطيار وخالد المغوار ....كانت تعرفهم بانفاس الشريف حسين والقسام ..عز الدين ...والملك الشهيد ...كانت تعرفهم لانهم كانوا حماة عذرتها والان اصبحوا ابناء بجدتها وسيوف عزتها وتيجان رفعتها ..

مع ضوء الفجر الاول ... سالت الدماء الزكية من خلال روافد الاردن لتروي تلك الارض حول ضفتيهِ دماً طهورا فتنبت نصراً... وسيوفاً ... ورماحاً ... وبنادق غضبى ... سالت لتروي تلك الارض ماءً قراحاً فتنبت ورداً ودحنوناً وشقائق نعمان ليفوح عبيرها عبر وادي السلط بخوراً على جبال جلعاد والعالوك .... وعجلون وجرش ..على سهل اربد وسفح شيحان وهضاب عمان... يزف بشائر دحر المعتدي يوم كرامة الوطن والانسان ... يزف بشائر عرس الشهيد لأم الشهيد في... يوم الأم.... لتشدوا بزغرودة اردنية تعانق اهزوجة البندقية ... وعندها غنى الوطن مغناة العز والشرف والكبرياء ...


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2013 12:05 PM

رائع وكانت الكوفيه السودا والبيظه تعانق اختها الحمراء في ساحه الشرف ايضا

2) تعليق بواسطة :
22-03-2013 04:46 PM

نعتذر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012