أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


معركة الكرامة الجهاد الحق والنبل

بقلم : سامي الاجرب
21-03-2013 11:18 AM

احدى أسرى معركة الكرامة
ان ما يجري اليوم على الساحة العربية , ابتداء من احداث الصومال ,الى تقسيم السودان , الى تدمير ليبيا , وتحطيم اليمن , والى ماجرى في العراق من ثلاثون عام وليومنا هذا , والى مايجري في سوريا اليوم .
يؤكد للباحث في الشأن العربي والتاريخ العربي المعاصر , بان معركة الكرامة الخالدة من يوم الخميس من شهر أذار لعام 1968 , قد كانت ومازالت وستبقى من أطهر وأشرف وأنبل المعارك العربية التي جرت من القرن الماضي . وقبل ان نتسأل وكيف ؟!
انما لابد أن من شهادة بحق الغير من أخواننا أهل لبنان , حيث تأتي من بعد معركة الكرامة , معركة جنوب لبنان عام 2006 التي لا ينكرها الا جاحد وحاقد ومتزمت للفكر الاستسلامي , وهذه المعركة التي سطرت هي الأخرى , من أروع سطور الانتصار العربي من دولة تدعى لبنان الضعيف الصغير , وقد كانت قادة الاحتلال الاسرائيلي تتبجح في احتلال لبنان بفرقة موسيقية , واذا في الاحتلال الغاشم يهزم شر هزيمة أمام نفر قليل من مقاتلي حزب الله اللبناني
وكانت هناك على الساحة العربية من دول عربية الكبيرة بسكانها وقوتها المالية والعسكرية تتمنى هزيمة لبنان , كي لا يسجل التاريخ لدول عربية صغرى وفقيرة ماليا ومعدومة التسليح سابقة تاريخية في النصر على الاحتلال الاسرائيلي , وهي الدول العربية الأقوى لم تفعل شيء سوى الاستكانت والخضوع والاستسلام والخوف من الخروج على طاعة الحلفاء صانعة تلك الدول كما يصنعون صناعاتهم من علب السردين . كما كانوا لا يملكون الأرادة الحرة في الوقوف خارج التحالف الغربي الذي يحتمون في ظلاله , ويساندون دولة شقيقة في حربها امام اسرائيل , ولا يمكنهم مساندة حزب الله اللبناني الذي هو من الطائفة الشيعية والسائر في ركب ايران , ايران التي هي على خلاف مع الغرب وامريكا من يوم رفع العلم الفلسطيني على السفارة الاسرائيليه وطرد السفير الاسرائيلي وقطع العلاقات الايرانية الاسرائيليه , مما أغضب امريكا والغرب على هذا التحدي والخروج الايراني عن بيت الطاعة الأمريكي الاسرائيلي , ومن هنا قامت ايران في أغلاق السفارة الأمريكية وسجن موظفي السفارة الأمريكية , ومن ذلك اليوم وسنة 1980 والعلاقات الغربية وأمريكا واسرائيل والعرب حلفاء الغرب ,على خلاف ومعارك بالوكالة لضرب ايران وحلفاءها من العرب كحزب الله اللبناني والعراق وسوريا اليوم .
ونعود لمعركة الكرامة وكيف ؟!
انما معركة الكرامة فقد كانت الصور والأحدث والأسباب مختلفة , من حيث خروج العرب ككل من معركة حزيران لعام 1967 مهزومين مدحورين , كون الكثير من الدول العربية قد أشتركت في المعركة أما حربا وأما سياسيا والنهاية كانت الهزيمة للجميع من المحيط للخليج , وقد قالت العرب انذاك ماهي الا نكسة عابرة , ومازالت نكسة حزيران تضرب جذورها في الأرض العربية والنفس العربية والتاريخ العربي , لهذا لابد من الاعتراف بأنها كانت هزيمة لكل الدول العربية ولكل عربي فردا فرد .
وجاءت معركة الكرامة , وكانت معركة التحدي , والانتقام , والانتصار الحتمي , والا هزائم فيما بعد هزيمة حزيران عام 1967 , وقد كنا هناك , كنا هناك ثلاثة أطراف يعتمرها حب الانتقام والتحدي والاصرار على الانتصار , كنا ثلاثة قوى متحفزة اليد باليد والقلب على القلب , الغاية والهدف واحد موحد متحد , كان الجيش الاردني الذي يتحرق شوقا لرد الاعتبار له ولدولته ولشعبه , وكان الشعب هذا الشعب الذي مازلت أتحدى به كل قوى الشر العالمي من قوة انتماء وولاء ووفاء لوطنيته وقوميته وعقيدته , هذا الشعب الغاضب من جراء هزيمة 1967 , وكانت هناك المقاومة الفسطينية التي كانت في دور الخداج والتكوين , وقد أجمع الجميع على هزيمة اسرائيل وعدم ادارة الظهر لها مهما كلفتنا الأثمان .
فكانت عقيدة كل المقاتلون والمجاهدون والمناضلون ترتكز على ثلاثة نقاط أو مباديء , التحدي , الانتقام , الانتصار , وجرت المعركة وكان ما كان من تحدي وانتقام وانتصار لا غبار عليها ليومنا هذا .
وهذه العقيدة بصراحة ليست لهذه الأجيال , وهذا الزمان , وليست للأجيال القادمة والأزمنة الآتية , فهذه الأجيال اليوم التي تنظر لتدنيس الأقصى والسيطرة على فلسطين من البحر للنهر , وهيمنة اسرائيل سياسيا على كافة الدول العربية سرا وعلانية , وباتت كل الدول العربية من محيطها لخليجها تدور في فلك الهيمنة الاسرائيلية , فلن تفيدها عقيدة معركة الكرامة الخالدة , نعم ان تلك العقيدة التحدي والانتقام والانتصار , قد اصبحت من الماضي وكأنها أصبحت من بطولات فرسان العرب الاوائل .
وعندما قلنا كنا هناك , فقد شاهدنا وشاركنا جميعا أبناء المملكة الاردنية الهاشمية من ضفتيها كجسد واحد , وشكلنا السد المنيع والبنيان المرصوص بوجه الاحتلال الاسرائيلي , ولم تكن تتنازع نفوسنا النوازع , بل كانت نفوسنا تتنفس نفس الطهر والطهارة النقية كطهر الأنبياء بالمقارنة مع ما يجري على الساحة العربية من خلافات سياسية وصرعات دموية وقتل وذبح طائفي مذهبي وتهجير للصغير والكبير والنساء بيد أبناء الأمة الواحدة , والدمار والخراب يعم البلاد العربية وعلى يد العربي لأخيه العربي .
وعندما قلنا ومازلنا نقولها بملأ الفم أن معركة الكرامة
كانت من أطهر وأشرف وأنقى المعارك العربية , فهي كانت كذلك بكل أحقية ووضوح وتجلياتها الوطنية الاردنية النابعة من وحي مباديء الثورة العربية الكبرى التي كانت غايتها أن تقيم للأمة العربية دولتهم الواحدة من خليج عدن وحتى مرسين أضنه ( لواء الاسكندرونه المحتل تركيا ) والنابعة أيضا من الايمان بالعقيدة الاسلامية التوحيدية , من هنا كنا ومازلنا نفكر ونحلم أن نقيم الدولة العربية الواحدة الكبرى ,تجمع كل أبناءها كما تجمع الدجاجة فراخها دون تمييز وعنصرية وكراهية وبغضاء ودون صراعات الطوائف والمذاهب والفرق ودون تفرقة بين كل مكونات الدولة العربية الكبرى .
هناك في معركة الكرامة كانت تلفنا روح الأخوة المتحدون فتسموا بنا للسماء العلا وفي قلبنا المحبة المغمورة بهذه الروح السامية الشمولية , ولم تكن هناك ادنى ذرة من ذرات الأخوة الاعداء تعبر من قرب خيالنا وأفكارنا , مما الغت لغة العنصرية والتفرقة والبغضاء والكراهية والحقد والاحقاد والتمييز والأنانية والمصلحة الشخصية , هناك الكل ذاب بشفافية في الكل وبات الوطن للجميع ومجد الكرامة للجميع .
لهذا قد نظر الله جل جلاله لنا بلطفه وعطفه ورعايتها وعنايته , وقد تجلت وما تشاءون الا أن يشاء الله جل جلاله , فقد كانت لنا مشيئة الانتصار وقهر الهزائم والتحدي للذل والعار , فكانت وجاءت مشيئة الله في معركة الكرامة لتعيد لنا جميعا الشعب والجيش والمقاومة الانتصار وتعيد لنا الكرامة في معركة الكرامة , ونسجل أنصع صفحة في التاريخ العربي المعاصر وأطهر معركة قامت بها العرب وعلى يد أبناء الضفتين الأخوة التوأم من فجر التاريخ وللأزل .
وفي النظر لما يجري اليوم على الساحة العربية , من مخازي واحتراب واقتتال وسفك الدماء والتهجير و التدمير باسم الجهاد وتقطيع الرؤوس بأسم الله أكبر , وذبح النفس البريئة المسلمة التي حرم الله قتلها , وقد وضع لها تشريعها الراسخ بأن ( دم المسلم على المسلم حرام وماله وعرضه ) وعند النظر نجد أدعياء الجهاد في البلاد العربية في سوريا الى العراق واليمن وليبيا ولبنان والصومال والسودان ومصر والبحرين , لهذا حرم على هذه الأمة العزة والكرامة والانتصار بل سيرفلون في الذل والعار الى ماشاء الله لهم من فتن داخلية لأنهم فقدوا بوصلة الجهاد الحق ونبل الفرسان التي كانت تتحلى بها مجاهدوا معركة الكرامة المقدسة , وسيعانون من بين أنفسهم من يتسلط عليهم في القهر والقمع والارهاب فيما بينهم , وها هو الله ذو الجلال والاكرام ينظر لمجاهدي العرب اليوم ويجدهم يجاهدون لأجل الدرهم والريال والدولار , وشتان بين هذا الجهاد الحالي في سوريا , وجهاد مجاهدي معركة الكرمة ونحن في تلك المعركة لم يكن لنا هذه النزعة المادية والطموحات المادية , لا بل ويجب اليوم أن نسجل تاريخيا أننا حاربنا في الكرامة من جيوبنا الشخصية وبلا رواتب وبلا مساعدات عربية مالية وعسكرية الا الجيش العراقي الذي قدم العون العسكري وله الشكر التاريخي . وكان يعتبر عار لا يغتفر لمن يطلب قرشا او دينار كي يأكل ويشرب , ولأننا حاربنا كأبناء الشعب فلم نكن نؤمن في الجهاد مقابل حفنة من الدولارات والريالات , بل كان جهادنا وقتالنا وكفاحنا ومقارعة الاعداء تبدأ من الذات لكل الذوات الوطنية المشبعة بروح القومية والمجللة بقدسية العقيدة الاسلامية السمحة .
ولم نكن نحارب بأموال المنح من الدول المانحة الاوروبية ومن غيرها من الدول العربية صاحبة الاهداف الخفية , لهذا انتصرنا بعرق جباهنا وبطهر شهداءنا وبتحدي اسرانا .
وجراحنا لم نطببها بمستشفيات اعداءنا بل حشونا جراحنا التراب لوقف نزيفها , وفي القماش القذر من الطرقات ضمدنا جراحنا , وأسكتنا جوعنا من بندورة مزارعنا , وشربنا من نهر الاردن فنحن أصحابه , ولم نكن كمجاهدي هذه الأيام تطببهم اسرائيل وتقيم لهم مشافي على الجولان , وتمدهم في السلاح والتموين وتطالب بتشكيل جيش عربي موحد لعونهم في حربهم ضد سوريا العربية وتبيح لهم في استعمال السلاح الكيماوي بحلب الجريح .
أما في معركة الكرامة فهذه اسرائيل راحت تجعر وتستجير وتطلب العون من أمريكا والغرب بوقف اطلاق النار الفوري فجيشها يهزم على يد الجيش الاردني والشرفاء والفقراء من أبناء الشعب الاردني الأبي والمقاومة الفسطينية الوليدة ,
فحينما نسمع اليوم ممن كنا كشباب معركة الكرامة وختيارية اليوم ممثلي مجاهدي سوريا يطالبون المدد من دعم مالي واسلحة ودعم سياسي من الغرب الاستعماري , فهذا يجعلنا نلطم رؤوسنا ونقول أهؤلاء حاربنا لأجلهم ولنرفع رؤوسهم بكرامة ونكون لهم العبرة والخبرة .
أي جهاد هذا بالمقارنة مع طهر معركة الكرامة ونبلها ونبل مجاهديها الأوفياء لوطنهم وعروبتهم وعقيدتهم ومازالت بطهرها ونقاءها وعفتها وشفافيتها وقدسيتها والتي لن يكون مثلها على الارض العربية في الأزمنة القادمة .
فعذرا يا معركة الكرامة المقدسة أمام المعارك العربية البينية .
عذرا ان هذه الأمة قد عادت لحرب داهس والغبراء , واني أبشركم بأن هذه الحروب التي بدأت من الحرب العراقية الايرانية 1980 وليومنا هذا لن تتوقف وتنتهي خلال هذا القرن الحادي والعشرون , الا اذا سقطت ايران ثانية في الحضن الغربي , وهذا لن يكون فالشعب الايراني من أكثر الشعوب الشرق أوسطية غلاظ الرقبة . وهذه الحروب القائمة هي حروب تمهيدية لضرب أبار البترول وزوال عصر البترول , لتعود البشرية لعصور الظلمات والحروب الشمولية سعيا وراء لقمة العيش , ولهذا سيخرج أبناء العرق الأصفر ( الصين ) وهم هاجوج ومأجوج كما الجراد بحثا عن الغذاء في دول العالم أجمع , وهي حروب المقدمة لعودة السيد المسيح عليه السلام في الربع الاول من القرن القادم , وعود المسيح يجب أن تسبقه الفتن وها هي الفتن في الارض العربية تعج كعجيج الغبار واهم الفتن ما يجري في سوريا , حيث بات يحارب المسلم واليهودي والمسيحي صفا واحدا أمام مسلمي الشيعة , ولهذا السيد المسيح هو آت ليوحد الديانات السماوية بدين جامع وهو الاسلام الجامع , وسيقاتله المسلمين واليهود والمسيحية وسيتهم في المسيح الدجال , كونهم يسيرون في تلك الايام مع المسيح الدجال دون أن يعلموا ويؤمنون به , لأنه يقدم لهم مالا وطعاما كما يحدث اليوم مع مجاهدي سوريا والبلاد العربية الأخرى . والفتن لا تكفي لعودة المسيح بل يجب أن تسبقه الأمراض والأوبئة والزلازل والبراكين والعهر والدعارة وحب المال و النساء والرعيان تعلوا في البنيان وتكاثر عبدة الشيطان وستلعب دور كبير في تعميم الكفر والالحاد والعلمانية عقيدتهم لابعاد العباد عن عقائدهم السماوية .
ولهذا قلنا دون مبالغة أن اخر المعارك العربية الطاهرة النقية هي معركة الكرامة المقدسة , والتي نالت قدسيتها لقيام حروب عربية عربية تسفك بها الدماء العربية البريئة المسالمة .
وفي الأمس يوم الجمعة 15/3/2013 كانت درجة الحرارة 33 في الأغوار وقد قمت أنا وزوجتي في رحلة الى منطقة الكرامة للذكرى وللراحة من عناء الحياة والعمل , مررنا من جانب نصب الجندي المجهول لمعركة الكرامة , قالت وفاء زوجتي هل يدعونك للاحتفالات بمناسبة ذكرى معركة الكرامة , تبسمت وقلت لها لماذا يدعونني وأنا يوميا موجود في ساحة المعركة ممثلا في نصب الجندي المجهول والشهيد المجهول والاسير المجهول والمقاتل المجهول , وأنا موجود تاريخيا في ذاكرة الانسان والتاريخ وهذا يكفي ونحن لم نقاتل لأجل المال والشهرة ولجل حور العين قاتلنا بما كنا ومازلنا نؤمن بأننا شعب واحد وأمة واحدة وأبناء عقيدة واحدة .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
21-03-2013 11:39 AM

نقف احتراما واجلالا لابطالنا الذين تصدوا للعدو وقضوا شهداء ولاؤلئك الذين لا زالوا احياء بيننا ، ونستذكر شعبنا الصامد المرابط الذي وقف موحدا مستعدا للتضحية بكل شيء دفاعا عن تراب وثرى الوطن وقد اكرمنا الله بالنصر لاننا كنا مع الله وكنا انقى سريرة واكثر حبا لبعضنا بعضا باختصار \ ان تنصروا الله ينصركم .

2) تعليق بواسطة :
23-03-2013 11:58 AM

نعم يا دكتور جهاد ابو الرب
كنا في تلك الأزمان أكثر نقاءاً وأكثر طهراً وسريرة , صدقت , ولهذا إن تنصروا الله ينصركم , والحمد لله الذي لا يحمد سواه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012