أضف إلى المفضلة
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الجمعة , 17 أيار/مايو 2024


انقلاب غير معهود ... مقابلة الملك بين الرفض والقبول

بقلم : خالد عياصرة
23-03-2013 11:16 AM

تحدث عن المخابرات وقال الحقيقة، تحدث عن الإخوان وقال الكثير من الحقيقة، تطرق إلى قوى الشد العكسي وقال أكثر من الحقيقة، تحدث عن فئه تسيطر على العشائر الاردنية تتسم بالطفيلية والمتسلق، ووصفها بما وصفها وقال كل الحقيقة، في مقابلته مع مجلة Atlantic الامريكية.
أين الخطأ في ذلك ؟
المقابلة، التي اثارت من اللغط أكثر ما تضمنته من أفكار، سيما وأنها – اي المقابلة - لم تسئ لأحد، هذه الحقيقة أساسية للبناء عليها، دون الاعتماد على أساليب الإثارة المتبعة في تجييش الشارع الأردني، سيما وان الرأي العام لم تصله ترجمة امينة للمقابلة، فصحفنا ومؤسساتنا الاعلامية، صادرتها ولم تعترف بمضامينها، الا بما يخدم اساليبها القائمة على التكذيب المحتوى لأنه لم يتناسب مع رؤى قادتها، هذا يعني تكذيبا للملك بكل ما قال، للأسف هذا زاد من منسوب الشك واللغط، فمن المسؤول عن ذلك.
لو دققنا الى طبيعة التعامل مع المقابلة لوجدنا 'الاغلب' نظر لها كأفيون، لابد من منعها، ولا يجوز ترجمتها، حيث تركت كل مضامينها، لتصب حمم غضبهم، على الصحفي Jeffrey Goldberg اليهودي الصهيوني الداعم لإسرائيل ، دون أن يسأل هؤلاء أنفسهم، لما ركزتم على هذه، مع أن الرجل كان زائرا مرحب به من قبل جميع من يهمه الأمر منذ اعتلى الملك عبد الله العرش. ألم تكتشفوا أن الرجل يهودي وصهيوني وعميل وخطر، الا اليوم.
أن كان ما جادت به أفكاركم، بعد كل هذه السنوات، اكتشفتموه اليوم، فتلك مصيبه لا تغتفر .
المقابلة بثت رسائل عديدة أهمها :
1- رسالة للداخل : تؤسس لنظرية قطع الطريق على التيار الوطني الأردني والفلسطيني، تمهد للدور الأردني في الضفة الغربية .
2- رسالة للخارج : الملك شفاف في نظرته لطبيعة الحكم، لكنه لا يستطيع التغيير، جراء قوة منظومة الفساد وقادتها.
هنا مكمن الخطورة، وما تبقى مجرد مساحيق تجميليه لا أكثر ولا اقل .
فمثلا استخدام الملك للفظة ' الديناصورات ' أخذت حملت على الأكف باعتبارها إساءه للعشائر الأردنية، مع أن الحقيقة غير ذلك، كونها جاءت كوصف للقاء أحد المسؤولين في الدولة، والذي خرجت ضده الكثير من المظاهرات بسببه، الذي ينطبق على هذه الشخصية ينطبق على مثيلاتها، هذا أولا .
ثانيا: الحقيقة المرة تقول: إن عشائرنا مازالت تحمي الفاسدين، تفتح صدرها لهم، تدافع عنهم، مع علمها المسبق بفسادهم. هؤلاء يعتبرون قادة رأي وعشيرة، بقدر ما يجلبون من منافع لها، دون ذلك لا أحد يعترف بهم.
لننظر مثلا للمتهمين بقضايا الفساد الكبرى، لما لا تستطيع الحكومة الاقتراب منهم، من منا يذكر المظاهرات التي خرجت للاعتراض على إدانة أحد الشخصيات الأمنية، أو تلك التي خرجت دفاعا عن أمين عمان السابق، أو مسؤولي مصفاة البترول، وغيرها.
اذن كيف لنا أن نطالب بتغيير الواقع، ونحن لا نؤمن بإسقاط هؤلاء !؟.
كيف نطالب بالتغيير و 'البعض' يصر على تفعيل ادوات الجاهات، وتطييب الخواطر ؟
في قرارة النفس يعترف الأغلب منا أن ' الديناصورات ' استغلت لعقود العشائر الأردنية لصالحها، امتطتها ومازالت، ابتزت النظام على ظهرها وما تعبت، بل الأدهى والأمر أنها تقوم بتوريث هذه الوظيفة لأبنائها وأحفادها، باعتبارها قدر مكتوب للابد.
لنكن صريحين، ماذا لو قام الملك بإسقاط هؤلاء عن كراسيهم، واستبدلهم بجيل شاب، لا يؤمن بالابتزاز، والاستغلال؟ من يدافع عنهم في هذه الحالة ؟ وهل يُدعم الملك في خطوته، أم ستخرج مظاهرات تطالب العشائر بحمايتهم؟
في عين السياق اختلف مع يروج أن الملك أخذت تصريحاته وحملت مالا تحتمل، بحيث صنعت مغالطات أفقدت المقابلة اهميتها وأساءت له وللدولة، داخليا وخارجيا. مع أن الملك يقصد كل حرف تلفظ به، وهو يعي ما يقول.
البعض يعتبر تصريحات الملك تسئ للدولة الأردنية خصوصا ما تعلق بآرائه الشخصية ببعض رؤساء الدول – اردوغان، الأسد، مرسي - لهؤلاء نقول: الذي يحكم علاقات الدول المصالح الا الآراء حتى وإن كانت صادرة عن قادة الدول.
لننظر مثلا إلى تصريحات اردوغان النارية ضد اسرائيل وقادتها، أأعملت على قطع العلاقات التجارية مثلا بين البلدين، هل أنهت المعاهدات الاستراتيجية بينهما.
اتفقنا أم لم نتفق مع مقابلة الملك الأخيرة كان لابد من التعامل معها بعقلانية لا تقوم على المظاهرات وتجييش الشعب، بقدر ما تقوم على نقاش وتحليل خير الطروحات من شرها.
ختاما: أكاد أجزم أن الكثير ممن خرج في المظاهرات والاعتصامات الأخيرة، لم يطلع على المقابلة، ولم يكلف نفسه عناء قراءتها، والتفكير بمحتوياتها.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-03-2013 04:24 PM

اشكرك اخ خالد العياصرة على هذا التحليل الواقعى والمنطقي لمقابلة جلالة الملك, نعم ان مكافحة الفساد لم تستطيع مكافحة الفاسدين المحمى ظهورهم من الديناصورات ,بالمقابل نرى فاسدين يتم محاكمتهم مثل الذهبى لانه ليس لديه عشيرة قوية وديناصورات تحميه.

2) تعليق بواسطة :
23-03-2013 10:44 PM

لقد قراءت المقاله مثلي مثل كل اردني اما كلام الملك وانتقاداته فهي لاتتعدى وجهه نظر شخصيه لما يدور في الوطن
الخطير في المقابله والذي لفت انتباهي وجعلني اضرب كفا بكف هو ما المح اليه الملك من انه يواجه صعوبات كبيره وخطيره في قراراته وانه لايستطيع ان ينفذ ما يجول بخاطره نظرا لما يتعرض له من ضغوطات جعلته يفكر بالاستقاله ....
هذا اخطر من اي وصف لعشيره او جماعه هذا هو بيت القصيد ....؟؟؟
من هو الذي يقرر اذن اذا كان الملك لايملك القرار....؟؟؟
لماذا لم يصارح الملك شعبه وان يجري مقابله مع صحفي اردني ويشرح فيه الحال كما هو ليقف الشعب معه لمقارعه من يقف في وجه قرارات الملك....؟؟؟
هل سيبقى الملك متسترا على الموضوع ليقع الملك والوطن كله في ايدي عصابات لايهمها مصلحه البلد والخاسر الوحيد هو الشعب الاردني ...؟؟؟
من يدق جرس الانذار ويعلن حاله الطوارئ لانقاذ الوطن قبل فوات الاوان ....؟؟
هل من مجيب ام كلنا اصبحنا نخافهم ولانخاف على مصيرنا ومصير بلدنا ....؟؟؟

3) تعليق بواسطة :
23-03-2013 10:58 PM

كبير يا باشا يا ابو سهل ليهمك الله يطول عمرك

4) تعليق بواسطة :
23-03-2013 11:11 PM

With all do respect, this article ignores some basic facts about the Atlantic article. The King's opinion is the opinion that matters. The King has mislead the US journalist and acted as if he has no control over anything. In a way, and in a deceitful way the King distanced himself from all the wrong doings of the royal court and his men over the past twelve years. To claim that the Mukhabarat undermined his (the King's) efforts for reform is a misrepresentation of the facts. Over the past 12 years, the King changed the head of Mukhabarat on many occasions, he installed whoever he wanted to lead the Mukhabarat. The same thing goes with the Army and the same thing goes with the prime ministers and governments. In this interview, the King blamed everybody but himself, when he is the one who is supposed and effectively was making all the decisions. Reading this interview is sickining to say the least. The King told the American's through this journalist and through a respected magazine what he wanted the Americans to hear. He is positioning himself far from the corruption that not only Jordanians are tired off but also the rest of the world. The timing of publishing this interview days before Obama's visit to Jordan is the best evidence of what I said before. The Journalist has been around and visiting Jordan on many occassions, this interview could have been published a couple of months ago and could have been published a month from today. Yet, it was published just days before Obama's visit. I'll give it to the King, he is smarter than what we give him credit for

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012