أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
مديرية الأمن العام تحذر من الحالة الجوية المتوقعة طقس العرب: المنخفض سيبدأ فجر الإثنين محافظة: إعداد منهاج يمزج التربية المهنية ومهارات الحياة لـ3 صفوف بلدية برقش تنفذ حملة بيئية في مناطقها السياحية الفنان محمد عبده يعلن إصابته بالسرطان تقديم آذان المغرب 4 دقائق بالمساجد .. و"الافتاء" للصائمين: اقضوا الخميس الملكة: استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة اكبر تهديد للنظام العالمي انتهاء مباحثات الهدنة في القاهرة .. ووفد حماس إلى الدوحة الزميل الرواشدة يؤكد ضرورة التركيز على الإعلام الجديد ومواقع التواصل لمتابعتها من قبل مئات الملايين يجب ان تكون منتسبا للحزب حتى تاريخ 9 اذار الماضي وما قبله ،حتى يحق لك الترشح على القائمة الحزبية أورنج الأردن تعلن عن فتح باب التسجيل للمشاركة في هاكاثون تطبيقات الموبايل للفتيات تصنيف المناطق في الدوائر الانتخابية المحلية وعدد مقاعدها القوات المسلحة الأردنية تنفذ 5 إنزالات جوية لمساعدات على شمال غزة - صور الكنائس تقتصر الاحتفالات بالفصح على الصلوات نتنياهو: لا يمكن قبول إنهاء الحرب والانسحاب من غزة
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


عنف الجامعات وليد ذهنية وتراث لم نتجاوزهما بعد

بقلم : نصوح المجالي
08-04-2013 02:05 PM
رغم التخريجات والتحليلات التي نقرأها عن اسباب العنف الذي يضرب جامعاتنا على أيدي طلبة جامعيين, احياناً او على أيدي شباب من خارج الجامعات, ينتصرون لذويهم من الطلبة المشتبكين مع زملائهم, إما لأسباب استعراضية او نعرات محلية عفا عليها الزمن أو لأسباب تتعلق بانتخابات الطلبة اذا لم تراعي البعد العشائري او لأمزجة حادة لجيل يعاني من الضياع والفراغ والحاجة لاثبات الذات ليس بالتنافس في طلب العلم واعداد النفس وانما بالعنجهية والعنف واشاعة الفوضى.
هؤلاء شباب المستقبل يسيئون لانفسهم وفرصهم في الحياة وجامعاتهم قبل ان يسيئوا لغيرهم.
في دول ومجتمعات العالم, معاهد العلم والجامعات عادة تنقل المجتمعات من التخلف الى التقدم والتمدن ومن الماضي الى المستقبل الا في بلادنا يصر نفر من طلبة الجامعات ومن يؤازرهم في المجتمع لاسباب عصبوية على نقل جامعاتنا من منابر العلم الى ساحات التخلف ومن تداول المعرفة والفكر الى تداول العصبية والعنف والفوضى المدمرة حتى وصل الامر الى أن اغلاق هذه المعاهد اقل كلفة وضرراً على المجتمع اذا كان هذا هو نتاج ما يفرضه المجتمع على معاهد العلم.
يقول بحث شيق للدكتور سليمان ابراهيم العسكري نشر في مجلة العربي «ما زالت حياتنا ومدننا الحديثة تعاني الكثير من مظاهر التناقض التي نراها حولنا فنحن نسكن المدن والقرى التي تحول بعضها الى حواضر ونستخدم احدث التكنولوجيا ووسائل الاتصال والحواسب الشخصية والسيارات الفارهة لكننا على مستوى التفكير والسلوك والقيم الشخصية لا نرى انعكاساً لقيم الحداثة والتمدن في حياتنا, فمنظومة العادات والقيم والاعراف التي سبقت الدولة المدنية بقيت سائدة في المجتمع وهي تطل برأسها من فوق مظاهر التمدن والتحديث البادية على السطح».
لقد فرضنا موروثنا القبلي والريفي المحافظ بكل ابجدياته على المدن التي انتقلنا اليها من الارياف, ريفنا المدينة وفرضنا على دولنا موروثنا الريفي والقبلي والاجتماعي والسلوكي بدل أن تقوم المدينة والدولة بنقل ثقافة الحداثة الى الريف والبادية.
والامر ينطبق على الجامعات بدل أن تنقلنا الى الامام هناك من يسعى الى نقل الجامعات الى الخلف ليفرض عليها ايقاع التخلف بدل أن تنقلنا الجامعات الى عوالم المعرفة والتقدم والتمدن.
العلة تكمن في موروثاتنا الثقافية وبعض عاداتنا تقاليدنا التي تجعل البعض يفضلون الفزعة للخطأ على الانتصار للصواب, وتوهم البعض ان النجاح مرتبط بالسطوة والفزعة العائلية والاسرية والقبلية وليس بالقيم العلمية والمهارات والامكانات والاستعدادات الفكرية.
ما نراه في كثير من مؤسساتنا التي تقوم على الانتخاب الشعبي انها ما زالت اسيرة هذه الروح ونتاج هذه الحالة وانعكاساتها.
ولهذا تعثرت مجالس برلمانات عديدة في بلادنا وبلاد العرب لأن الثقافة السائدة نتاج الماضي وليس الحاضر أو المستقبل ولأن ممارساتنا احياناً تتناقض مع الأسس التي تقوم عليها المجتمعات في الدولة المدنية وهي المؤسسات وسلطة القانون والمبادئ والبرامج الوطنية والسلم الاجتماعي.
وبعض التراجع في جامعاتنا مرده ايضاً الى أن الاعتبارات الاجتماعية والواسطة, دفعت بالكثيرين من غير الاكفياء الى هيئات التدريس مما ساهم في تدني مستوى التعليم في العديد من جامعاتنا.
فمجتمعاتنا العربية لم تمر بالتطور الذي ينظم المجتمعات وفق تقسيمات العمل المنتج, وقيم الحداثة وتنوّع المصالح, فمجتمعاتنا بقيت مجتمعات ما قبل الحداثة, وهي تلقي بمضمونها الذي يميل الى التعصّب, وثقافة الريف والبادية القائمة على الفزعة والفردية على مؤسساتنا القائمة, مما يهدد امن المجتمع وسيادة القانون وشرعية الاختلاف في الرأي, والتعدد المشروع في المجتمعات ويحول دون تنظيم المجتمع ودفعه نحو دولة القانون والديمقراطية.
قد يكون أحد اسباب العنف الضيق الاقتصادي والاجتماعي وفراغ الجامعات من النشاطات, والفراغ الذي يعيشه الشباب, إلا أن محرّك العنف تخلّف الثقافة المعاشة وتأصلها في مجتمعاتنا, رغم مظاهر التمدن المادي الخارجي, فالتغيير يبدأ دائماً بتغيير الثقافة والذهنية وطرق التفكير وللاسف الذهنية السائدة في مجتمعاتنا وجامعاتنا ما زالت اسيرة الماضي وطرائقه واعتباراته ولهذا ما زالت مجتمعاتنا تائهة على ابواب الحاضر والمستقبل.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012