أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


جاكلين وجون كيندي ... أسطورة الحب والموت
16-06-2010 01:59 AM
كل الاردن -

شيرين صبحي -  بدأت قصة جاكلين وجون كينيدي في مايو 1951 عندما تعرف عليها "جون" لأول مرة خلال حفل عشاء أعدته "مارثا" زوجة الصحفي الأمريكي "تشارلزبارتليت" بعدما شعرت أن زوجها مهتم بـ"جاكي" فقررت أن تعرفها بشخص آخر.

 

بعد دقائق من التعارف أصبح "جون" و"جاكي" على انفراد، حيث نجحت خطة "مارثا" في تلك الليلة وإن كان "جون" وجاكي" لم يلتقيا بعد ذلك إلا في الشتاء التالي حيث كان كنيدي يستعد لخوض معركة انتخابات بمجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ماساشوستس ضد السناتور الجمهوري كابوت لودج، وهذه المرة أيضا كانت "مارثا" هي التي رتبت اللقاء في حفل عشاء في بيتها.

 

لم يمض وقت طويل بعد ذلك حتى شوهد جون كينيدي يحتضن جاكلين برومانسية بعد أن تناولا العشاء في أحد المطاعم الفاخرة بناء على دعوة جون كنيدي لها. ثم تكررت اللقاءات وأخيرا بدأت بينهما علاقة عاطفية ساخنة، لكن في سرية كاملة حيث كانت "جاكي" مخطوبة في ذلك الوقت لشخص آخر.

 

سرعان ما فسخت "جاكي" خطوبتها وبدأت تعلن علاقتها بكنيدي، وتدريجيا قل اهتمامها بعملها كصحفية وأصبحت علاقتها بـ"جون" تحتل قائمة أولوياتها.

 

في منتصف مايو 1953 اتفقا على الزواج لكن مع تأجيله بعض الوقت حتى تنشر إحدى المجلات تحقيقا صحفيا عن "جون كيندي" السناتور الشاب الأعزب المولع بالنساء والحياة، حتى يستفيد من تأثير هذا التحقيق إعلاميا أولا، ثم عندما يتزوج يصبح لزواجه أيضا تأثير إعلامي رائع.

 

وهنا يتساءل أيمن التهامي في كتابه "ملوك وملكات.. مائة عام من الحب مائة عام من الخيانة"، هل تزوج كيندي من جاكلين من أجل الدعاية الانتخابية؟!

 

ويقول أنه خلال فترة الانتظار سافرت جاكلين إلى لندن لتغطية الاحتفالات بتتويج ملكة بريطانيا، وبعد أسبوع تلقت برقية من كيندي يقول فيها أن مقالاتها ممتازة ولكنه يفتقدها.. وهي واحدة من البرقيات النادرة التي بعث بها كيندي طوال حياته لكنها تسربت وانتشرت محتوياتها بين الناس في ذلك الوقت، فهل كان ذلك عن عمد بهدف الدعاية الانتخابية؟!

 

بمجرد عودة "جاكي" أعلنت الخطبة الرسمية وبدأت مباشرة ترتيبات الزفاف، لكن كيندي قام فجأة برحلة بحرية استغرقت أسبوعين تاركاً لجاكلين مهمة القيام بالترتيبات النهائية للزفاف، وقد أثار ذلك بالطبع غضب "جاكي" ووالدتها.

 

وأخيرا تم الزفاف حيث طار العروسان إلى "أكابولكو" حيث أمضيا أسبوعين هناك بعدها توجها إلى سان فرانسيسكو حيث تصاعد التوتر بينهما بسبب إصرار كيندي على الخروج كل ليلة مع أصدقائه تاركا "جاكي" وحدها.

 

في عام 1956 فشل كيندي في الحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي كنائب للرئيس في الانتخابات، بعدها قام بالاستجمام في البحر المتوسط تاركا "جاكي" وحيدة وهي حامل، وفجأة ساءت حالتها الصحية وأجريت لها عملية ولادة قيصرية إنقاذ الجنين لكنها باءت بالفشل، ولم يعرف كيندي بذلك إلا بعد ثلاثة أيام، ومع ذلك لم يعد مباشرة بل أكمل رحلته.. وكانت هذه هي الصدمة الحقيقية الأولى التي سببها "جون" لـ"جاكي".

 

في ذلك الوقت ترددت شائعات باحتمال وقوع الطلاق بينهما، كما ترددت شائعات قوية بأن والد جون كيندي قدم لها مليون دولار كهدية في مقابل ألا تطلب الطلاق فتفسد عليه خطته في أن يصبح رئيسا لأمريكا.

 

يقول المؤلف أن جاكلين كانت تتميز بالجرأة والشجاعة والقدرة على تحدي التقاليد وإثارة إعجاب النساء حيث جسدت لهن أحلامهن بالقوة والحرية، وقد صرحت ذات مرة في حوار صحفي أنها نادرا ما تقوم بطهو الطعام بنفسها، كما أنها لا تهتم بالشئون المنزلية لأن لديها خدما يقومون بذلك.. كان ذلك في الوقت الذي يجب فيه على زوجة الرئيس الأمريكي أن تبالغ في إظهار نفسها بصورة ست البيت التقليدية على طراز الريف الأمريكي.

 

جاءت "جاكي" واختارت الطريق الصعب غير التقليدي، بينما كان الأمريكيون أيضا يبحثون عن طريق غير تقليدي يعجبون به بزوجة الرئيس، وكانت النتيجة الطبيعية أنهما التقيا في منتصف الطريق. كما كان الأمريكيون قد سئموا من زوجات الرؤساء التقليديات اللاتي يفتقرن إلى الذوق والأناقة والاهتمام بمظهرهن، فجاءت "جاكي" موديلا يقلده جميع نساء العالم في الأناقة والرقة والذوق الرفيع.

 

ويحكي لنا المؤلف أن جاكلين كانت امرأة قوية أيضا في الطريقة التي تحملت بها العلاقات الغرامية لزوجها الرئيس، حيث تعددت من البداية علاقات والدها النسائية وكان نموذج الأب الخائن زير النساء.

 

لكن الجزء الأكبر من الأسباب التي جعلت جاكلين تتحمل غراميات كنيدي يرجع لأنه كان يعني الكثير بالنسبة لها بصفته رئيسا لأمريكا قبل أن يكون زوجا، ولعل هذا السبب الأهم الذي جعلها تتحمل غرامياته ولا تبالي بفضائحه المتعددة التي تحولت على مدار السنين إلى ما يشبه الأساطير.

 

ويقول التهامي أن المفارقة الدرامية المثيرة في حكاية "جون" و"جاكي" أننا لم ولن نعرف أبدا إلى أي مدى كانت علاقتهما ستنجح لولا أن جمعهما إطار العمل السياسي؟

 

فجاكلين قد استمرت مع كينيدي في القتال السياسي والدعاية الانتخابية الشاقة حتى أصبح الرئيس.. لم تجرب الحياة معه أبدا كمجرد زوج فقط وأب لابنتها، ولم نجرب نحن إذا كانت سوف تنجح أو تفشل، فحتى الأوقات التي كانا يقضيانها بعيدا عن العمل كانا يقضيانها كلّ بمفرده.

 

وتحكي بربارة ليمنج في كتابها "جاكلين كينيدي.. القصة الضائعة" قصة اغتيال كينيدي وزوجته بجواره في السيارة الشهيرة المكشوفة في أحد شوارع دالاس.. إنها قصة مأساوية بكل معاني الكلمة، فبعد أن أصابته الرصاصة القاتلة في الرأس استدارت نحوه جاكلين وسألته: ماذا حصل لك؟ ماذا حصل؟ وعندما عرفت بحقيقة الأمر انحنت عليه وهي تبكي وتقول: إني احبك يا جاك! إني أحب.. ولكن كل شيء كان قد انتهى، وهكذا حدثت أشهر قصة اغتيال في القرن العشرين.

 

وبعد ثلاثة اشهر من مقتل كينيدي أرسل هارولد ماكميلان رئيس وزراء بريطانيا رسالة إلى جاكلين يقول فيها: لقد برهنت على اكبر شجاعة أمام العالم الخارجي، والآن بقي عليك أن تكوني شجاعة أمام العالم الداخلي، أمام أطفالك وأهلك. والآن سوف تعيشين بدون جون كينيدي.

 

لكنها في الواقع قد أحست بصدمة رهيبة لان زوجها سقط أمام عينيها مضرجا بدمائه، ولذلك عندما عرض عليها جونسون أن تختار سفارة في الخارج لكي تديرها رفضت واعتذرت بأنها تريد تكريس نفسها لتربية ولديها. فهما الشيء الوحيد الباقي من جاك، رفضت أن تكون سفيرة في باريس على الرغم من أن فرنسا كانت سترحب بها أجمل ترحيب. ولكن السياسة لم تعد تعني لها شيئا يذكر بعد أن أودت بحياة زوجها.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012