سرقوها منا الطليان

لم يعرف التاريخ أمة أرحم من أمة الإسلام حتى بأعدائها. قال تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". صدق الله العظيم.

لم يأمر الإسلام أتباعه بالرأفة بالناس فحسب بل وصل الأمر بأدبياته أن حضت على الرأفة بالحيوان والنبات والجماد حتى في حالة الحرب. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موصيا جيش مؤتة: "أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيرا، اغزوا باسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغلوا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة ولا كبيرا فانيا ولا منعزلا بصومعة، ولا تقربوا نخلا، ولا تقطعوا شجرا، ولا تهدموا بناءً". وقال الخليفة الأول أبو بكر الصديق موصيا جيش أسامة بن زيد: " لا تخونوا، ولا تغلوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلا صغيرا أو شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تعقروا نحلا ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لمأكلة، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له".

ما أعظم الإسلام! والله إنه سبق شرعة الأمم المتحدة ومواثيق حقوق الإنسان بأكثر من 1400 عام! هذا هو إسلامنا الصحيح لا إسلام "القاعدة" ولا "جبهة النصرة"، ولا إسلام "حزب الله" ولا "عصائب أهل الحق".