أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


مثل ما تفضل معاليه ؟

بقلم : ا.د. أنيس خصاونة
16-06-2013 09:36 AM


جمعتني إحدى الجلسات بوزير سابق كان يتحدث بلهجة ولغة ونبرة توحي بأنه ما زال وزيرا عاملا وأنه ما زال يعيش في أوضاع ما قبل الربيع العربي .الوزير كان ملكيا أكثر من الملك وكان يتحدث عن الإخوان المسلمين وكأنهم يهود يريدون احتلال الدولة الأردنية متناسيا أن هؤلاء الإخوان اتفق معهم أم لم يتفق هم أردنيون يدفعون الضرائب ويقومون بواجباتهم ويمارسون حقهم الذي منحهم إياه الدستور .الوزير يتساءل لماذا تملك جماعة الإخوان المسلمين 52 مؤسسة خيرية وتعليمية وجامعية في الأردن ' متناسيا أن هذا الأمر يحسب لصالح الإخوان وليس ضدهم إذ تساعد هذه المؤسسات الدولة المنكوبة على القيام بواجبات الأصل أن تقوم هي بها ؟ الوزير المبجل يقول بان قيمة المؤسسات الاستثمارية التي يشرف عليه الإخوان المسلمون تصل الى مليارين من الدنانير وأنا لا أعلم ما الخطأ في ذلك ؟ هل نسي أو تناسى الوزير أننا في الأردن نناضل من أجل جلب الاستثمار للأردن لما لذلك من مساهمات متوقعة في تنشيط الاقتصاد وتخفيض البطالة فكيف إذا كان هذا المال الاستثماري هو من المصادر المحلية؟ لماذا هذا الاستعداء للإخوان المسلمين وتذكروا أن الهجوم على جماعة الإخوان من مثل هكذا شخصيات ووزراء متقاعدون هو هجوم على أي فئة أو جماعة أو حزب سياسي بغض النظر عن انتمائه السياسي.
ما أثار اهتمامي الأكبر في تلك الجلسة مع معاليه الأفخم هو تنافس الحاضرين لدعوته والقيام بواجبه وقد لحظت بساطة اهلنا إذ ما زالوا يعتقدون أن هذا الوزير المتقاعد يمكن أن ينفعهم بشيء علما بانه لم يقم بعمل استثنائي في خدمة البلاد والعباد أثناء عمله في وزارته العتيدة. لا أعلم أسباب هذا التزلف من بعض الناس الذين يعتقدون أنهم نخب وأنهم 'المتنورين والي بيفهموا' يتزلفون للوزير ويطلقون عبارات مثل 'ما تفضل معاليه' 'وأشار معاليه' وهو لم يتفضل بشيء إلا الهجوم على الإخوان والدفاع عن النظام الذي وزره علما بأن هذا الوزير الأشم كان في يوم من الأيام مناضلا وقائد معارضا وبعثيا صلفا. بعض الأردنيين على ما يبدوا لم يشاهدوا رؤساء دول أطاحت بهم جحافل الجماهير وظهروا خلف القضبان وآخرون هاربون هائمون على وجوههم في حين ينتظر البعض الآخر من قادة الدول العربية الرافضين للإصلاح دورهم إما في الهروب أو المحاكمة على تغطرسهم وتجبرهم بشعوبهم المظلومة وعند ذلك لن ينفع هؤلاء القادة دعم أصحاب الدولة أو المعالي لأنهم سيكونون قد سبقوهم في الهرب من سخط الشعب.
إن استمرار القيادة السياسية في التشكيك بمقاصد المعارضة ومن ضمنها جبهة العمل الإسلامي وعدم تجاوبها مع المطالب الإصلاحية للشعب سيؤدي الى مزيد من مظاهر العصيان المدني التي نرى بداياتها تطل علينا من معان والتي يمكن أن تنتقل الى أي مكان في الأردن . يا أهلنا في الأردن كفا نفاقا للمسؤولين الحاليين والسابقين فهم يقاومون مطالبكم لأنهم مستفيدون من الوضع الحالي وعيونهم على مناصب ومكاسب يغدقها النظام السياسي عليهم مقابل دفاعهم عن ظلمة وجبروته.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-06-2013 12:15 PM

الأخ الكاتب الكريم هل قرأت تاريخ الإخوان المسلمين في مصر منذ نشأتهم إلى اليوم؟ هل قرأت عن طريقتهم في العمل السري و تنظيمهم و بنائهم للخلايا؟ هل قرأت عن لجوئهم للعنف؟ هل أنت مضطلع على الكثير من الحركات الإرهابية التي ضربت مصر و كان مؤسسوها أعضاء سابقين في جماعة الإخوان؟

هل ترى واقع مصر اليوم؟ ألا ترى أن الإخوان لا يملكون لا رؤية و لا تخطيط و لا برنامج و لا آليات للحد من البطالة و إنعاش الاقتصاد و استغلال الموارد و النهوض بالمؤسسات و الاستثمار الاقتصادي و الاستفادة من العائدات و زيادتها و استدامة المدخول للخزينة؟

هل الإخوان يقبلون الحوار و يؤمنون به و يستطيعون استيعاب الآخر المختلف في الرؤية السياسية أو المذهبية؟ هل يعترفون بحدود الوطن الجغرافية و يكون ولاؤهم له أم ولاؤهم للمرشد في مصر؟

يا أخي الكريم، الوزير الذي تحدثت عنه حضرتك و إن كان من زمن راح و مضى و ما زال يعيش على حد تصويرك له بعالم اندثر و حقبة راحت حين كان يأمر و ينهى لكنه ينبه إلى حقيقة مهمة و هي أن الإخوان ليسوا مشروع وطن و لم يكونوا في يوم من الايام و لن يكونوا.

ليس الحل إذا كنا في ضائقة أن نزيد من ضائقتنا بتسليم أمرنا إلى مجموعة ستؤدي بنا إلى الخراب العاجل و هي جماعة الإخوان و كل جماعات الإسلام السياسي.

لا تجعل عداءك للنظام يعميك عن رؤية الحقيقة، فأنت رجل أكاديمي و ما كتبته ضد الأسلوب العلمي و البحث الأكاديمي.

2) تعليق بواسطة :
16-06-2013 01:03 PM

المعلق 1 ليس لأي جهة أخرى أي طروحات للمستقبل والاخوان لهم طروحات تؤكد على انهم لن يديروا البلاد لوحدهم وانهم مع المؤسسات الديمفراطية .ما رأيك بحزب العدالة في تركيا ألم ينقذ اقتصاد تركيا ويعيد لها كرامتها؟ ما رأيك بالاخوان في المغرب وهم يحكمون الان فهل سيطروا على الدولة وقوضوا الديمقراطيه؟ من جانب آخر أود أن اقول لك اخي الكريم وعلى افتراض ان الاخوان وصلوا للحكم ولم ينجحوا في ادارة شؤون البلاد فما المشكله في إزاحتهم ديمقراطيا واستبدالهم بالحهة التي يقتنع فيها الناس. لا نستطيع ان نطالب بالديمقراطيه وننكرها على جهة معينة إخوان كانوا او شيوعيون. اخي انا اقول بان الدولة الاردنية تفعل كل ما تستطيع لابعاد الاخوان وتمارس التخويف منهم مع اننا لم نجربهم. النظام الاردني يمارس التخويف حتى لا يخسر امتيازاته وصلاحياته التي حولت الاردن الى مزرعه يمتلك الحاكم فيها مساحات واسعة من ارض الدولة لدرجة صنفته احدى المجلات العالمية بانه تاسع مرتبة في ملكية الاراضي بين قادة العالم.انا اخي الكريم مع الديمقراطية ومع ارادة الشعب فلتفرز ما تفرزه اخوان مسلمين او شيوعيين او بعثيين سأقبل بهم لانها ارادة الشعب .اما بالنسبة عن المنهجية العلمية فأعتقد بأنك لم تراعها في تعليقك على ما كتبنا كما ان ما كتبناه نحن ليس ورقة علمية تعرض في مؤتمر ولكنه مقال صحفي يعكس وجهة نظر الكاتب ومن يومن بفكره.نحترم وجهة نظرك

3) تعليق بواسطة :
16-06-2013 02:07 PM

شكرا ً لتعقيبك دكتور أنيس.

عندما أنظر إلى دول مثل المغرب و مصر فأنا لا أرى تحسنا ًفي دخل المواطن أو القدرة الشرائية أو تراجع نسب البطالة أو استثمار الموارد أو ما هناك من بوادر انتعاش الاقتصاد أو الإصلاح.

بالنسبة لتركيا الوضع مختلف تماما ً أخي الكريم. العثماني ينتهج نهجا ً إسلاميا ً يتناسب مع بيئته كتركي و لا يفصل نفسه عن واقعه و مجتمعه، كما أن العقلية التركية تحكم التوجه الديني و بما أن عقليتهم مختلفة عنا و هي منتجه بحد ذاتها و لا تحتكم للبداوة و قساوة الصحراء و لا ترتبط بالحجاز و التاريخ الأموي العباسي الشيعي و ما تلاه من أحداث تاريخية فهم يستطيعون أن ينجحوا لأنهم لا يرون في الحضارة خطرا ً عليهم.

بينما إخوان الأردن لا يمتلكون هذه العقلية الإنتاجية و التي تترك التاريخ للتاريخ و تنطلق من عقيدة بناءة.

نقطة مهمة جدا ً أثرتها دكتور أنيس و هي أنه من المانع تجربتهم ثم استبدالهم إن لم ينجحوا، المانع هو أن تاريخ حركات الإسلام السياسي كلها يعلمنا أنهم إذا استلموا لا يذهبون، لأن الديموقراطية هي وسيلة يستخدمونها لكي يتسلموا الحكم و بعدها يلغون الديموقراطية و يُظهرون وجههم الحقيقي الذي لا يؤمن لا بديموقراطية و لا خلافو.

لك كل الاحترام.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012