أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


العرب والغناء

بقلم : العميد المتقاعد بسام روبين
23-06-2013 09:39 AM
بات مؤكدا وواضحا ان الاغلبية من الشعوب العربية تسير خلف حكوماتها كحال الوطواط من غير ترددات فما تجيزه الحكومات تتهافت علية الشعوب حتى انه يصبح شبيها بالازدحام على ابواب مقعد الطب في الجامعة الاردنية لطلبة الثانوية العامة وان ما لا تتشجع عليه الحكومات لاجازته او يتعارض مع توجهاتها واهدافها فان تلك الشعوب عادة لا تحاول المقامرة في الاقتراب من تلك المناطق المحظورة وها هي الامة العربية في هذه الايام العصيبة وبينما هنالك شعوب تقتل وشعوب تتعرض للظلم والاضطداد والبعض يعيش ضنك العيش ودماء لم تجف بعد ومهجرين يعيشون اسوء الظروف نجد ان الملايين العربية الاخرى تقوم بمتابعة برنامج غنائي سيفرز للامة نجم الغناء العربي لعام 2013 حتى ان الزعماء والمسؤولين والحكام باتوا مهتمين في هذا البرنامج ويتابعونه ويرسمون الخطط الهجومية والدفاعية من اجل ان يفوز مرشح احدهم انما يجري بهذا الخصوص وفي هذه الظروف فعلا يعتبر امرا عربيا مخزيا لا بل مقززا وانني اوجه سؤالا مباشرا لتلك الملايين ماذا يعني لفلسطين و للامة العربية نجاح المغني الفلسطيني في هذه المسابقة هل بذلك النجاح ستعود القدس ام به سيتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ام بموجبه سيعود اللاجئين والنازحين ويستردوا حقوقهم ماذا يعني نجاح المغني السوري هل ستعود سوريا لما كانت وهل نجاح ذلك المغني سيعيد الاستقرار ويعيد المهجرين الى اوطانهم وهل نجاح المغني المصري سيمكن عجلة النهوض والنمو من المسير وهل ذلك سيمكن الشعب المصري من القضاء على الاعتصامات والاضرابات بالتأكيد لا شيء من ذلك سيحصل باستثناء ان اولئك الحكام والساسة سيكونوا قد نجحوا في تحقيق احدى اهدافهم الاستراتيجية واقنعوا من يخطط لهم من الغرب بانهم اي الحكام على الدرب سائرون وان تلك الشعوب مازالت نائمة وان قصة الربيع العربي لم تكن الا دعاية في مسلسل .. ما هذا الهراء الذي يجري على الارض العربية والارض الاسلامية انني هنا وبصدق اصبحت لا الوم اي حاكم من الحكام فقد تكون احدى مكونات بقاءه زعيما ان يبقى الشعب في حالة من اللهو واللعب يركض ويلهث خلف المسابقات والمباريات فبمقدور اي واحد منا ان ياخذ حصانا الى البحيرة ولكن احدا منا لن يكون قادرا على اجبار ذلك الحصان على شرب الماء مالم يكن ذلك الحصان راغبا بذلك ولذلك فان الزعماء و الساسة يستطيعون تمهيد الطرق وتوجيهها باتجاه اهدافهم ومصالحهم ولكنهم غير قادرون على اجبار الشعوب على الهرولة خلف مخططاتهم مالم تتوفر عند تلك الشعوب الرغبة لذلك وبغض النظر عن ان الرغبة جاءت نتيجة للاقناع او الخوف او لاي سبب اخر وعليه فان الشعوب التي تذهب في ذلك الاتجاه لن تكون قادرة في اي يوم من الايام على استعادة القدس او استعادة الكرامة العربية او النهوض بالمواطن العربي او تحقيق العدالة والمساواة .. يبدو ان توقيت وتاريخ الصحوة العربية لم يقترب بعد وعلينا ان ننتظر جيلا اخر ولكن اذا ما كان هنالك دور استلام وتسليم ما بين الاجيال فان الامر سيطول لان الجيل الحالي سيكون بالتاكيد افضل من القادم مالم تحدث معجزة ربانية تغير من حال هذه الامه وتخلق منها امة جديدة نتشرف بالانتماء اليها واخيرا اردد تلك الكلمات الجميلة : وين الملايين؟ الشعب العربي وين ؟ الدم العربي وين ؟ سائلا العلي القدير ان يعيد هذه الامة وشعوبها الى طريق الصواب انه نعم المولى ونعم النصير .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012