أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 28 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 28 أيار/مايو 2024


نهاية الاخوان

بقلم : ناجي الزعبي
06-07-2013 10:50 AM

جاءت الاشارة الاولي لبداية النهاية لحقبة حالكة السواد من تاريخ العمالة للولايات المتحدة الاميركية , وخدمة المشروع الصهيوني , والرجعي العربي من تاريخ الاخوان ' المتأسلمون ' , منذ ان تم اقصاء - حمدي – قطر , فقد ابتدأت رحلة السقوط المريع الذي سيمتد من المغرب , لتونس , وليبيا , ومن ثم مصر , وغزة , ثم تركيا .لينتهي الى الابد مشروع هذا الهلال , بعد العري الفاضح الذي ظهرت علية هذه الفئة التي ارتدت عباءة الاسلام زيفا وضلالاً , وتبين انها صناعة بريطانية اورثت للولايات المتحدة الاميركية اسوة بكل ارث سايكس بيكو .
المؤامرة السورية القت بتداعياتها ومفاعيلها على مستقبل الاخوان الذين علقوا مشانق حقبتهم الراهنة بسلوكهم السياسي القاصر , مما عجل ببداية السقوط , فالهزائم التي حاقت بسيناريوهات المؤامرة على سورية , عجلت باللجؤ لسيناريو الفتنة الطائفية والمذهبية , واوكل هذا الملف للسعودية , وكان ان اقصي ( الحمدين ) القطريين لدعمهم المطلق للاخوان , وليس سراً العداء السعودي للاخوان النابع من قلقهم العميق من رغبة الاخوان واطماعهم وتطلعهم للاستيلاء على السلطة في كل بلد يتواجدون فيه , (اضافة لعلاقة التبعية للولايات المتحدة ) وذلك خط سعودي احمر فهم يرون انهم اولى بالحضوة للسادة الاميركان, بالتالي كان لابد من اقتلاع هذا الخطر لتمكين المشروع من اخذ مفاعيله .
لم تكن تركيا بمعزل عما يجابهه الاخوان ومشروعهم في المنطقة , فعند انتهاء مفاعيل المساحيق وعمليات التجميل التي اجريت من قبل الولايات المتحدة وحلفائها للواقع الاجتماعي , والاقتصادي , والسياسي التركي , تبدت الازمات باسطع تجلياتها , وظهر الاخوان الاتراك على حقيقتهم , ادوات اميركية , وثلة من الانتهازيين باطماع عثمانية اقليمية وتطلع لتولي السلطة باي ثمن دون مشروع يلبي مصالح الغالبية الساحقة من الشعب التركي .
ازمة الاخوان الحالية مختلفة نوعاً , فقد تسلموا السلطة في مصر , وتركيا ,وتونس , وغزة , وتبين عجزهم عن مجابهة المعاضل الاقتصادية والاجتماعية , والسياسية , بحكم بنيتهم وارتباطهم العضوي بالاقتصاد الاميركي الذي يعاني من لوكيميا اقتصادية غير قابلة للشفاء , وبحكم خطابهم الغيبي القاصر, فالثابت من فكرهم الغيبي غير قادر على مواكبة المتغير من الواقع الانساني الموضوعي , اي الاستحقاقات الاقتصادية , والاجتماعية , والسياسية ,وروح العصر , وحركة التاريخ , فالخطاب الديني يوظف الفكر اللاهوتي الثابت من مئات السنين للتصدي لتحديات العالم المعاصر المتحرك , فكيف يستقيم ذلك ؟.
ازمةالمعسكر الراسمالي بالغة العمق , والحدة , وازمة الانظمة التابعة بحكم ارتباطها بهذا المعسكر اعمق كنتيجة طبيعية لازمة المركز , وللازمات المحلية , وخطاب الاخوان الغيبي فاقم ذلك كله , وكشف قصورنهجهم وعجزهم وانتهازيتهم وعمالتهم .
كما ان استحقاقات المرحلة لاستكمال المؤامرة على سورية كما اسلفنا هي : اللجؤ لسيناريو الفتنة الطائفية , والمذهبية الموكل للسعودية , مما ينبغي اقتلاع الاخوان من المشهد برمته , بالتالي سيتوالى سقوطهم , واول المرشحين هي تركيا .
برغم تخلييها عن الوصفة الاسلاموية على الطريقة الاخوانية , القطرية , ونفض يديها من الاخوان , ستُعد الولايات المتحدة البديل لتتشبث بمواقعها , وعلى صعيد مصر ستناط الادوار للبديل الُمعد , كالبرادعي , وعمر موسى .
لقد ادركت ملايين الجماهير المصرية قدرتها على التضامن و التغيير , وارتقى حسها العفوي لمرتبة الوعي الثوري , واحدثت اعجازاً ثورياً غير مسبوق على مستوى التاريخ الانساني , أسقط عبره الغلالة عما سمي بالديمقراطية –المهزلة- التي ولدت من رحم المؤامرة , والمليارات القطرية , وتتسابق القوى السياسية المصرية وتنضج ضروفها الذاتية لترتقي لمستوى هذا الوعي والاعجاز . لذا سيضل رهان المستقبل على بوصلة التجربة المصرية الخارقة , وعلى وعي وحس الجماهير العفوي وبوصلتها الثورية ذات القامة التي بحجم مصر فلن ترتقي قامة بعد عبد الناصر لتطاول قامة مصر الا جماهيرها العظيمة .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012