أضف إلى المفضلة
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
الإثنين , 06 أيار/مايو 2024


السيسي ليس عبد الناصر.. وهذه أسبابنا

بقلم : عبدالباري عطوان
01-08-2013 11:24 AM
ان يختلف البعض مع حركة الاخوان المسلمين ويشهر سيف الكراهية تجاههم ومعتقداتهم الدينية والسياسية، فهذا شأنه، بل وحقه المشروع، طالما تحلى بأدب الخلاف، لكن ان يحاول هذا البعض ان يترجم هذه الكراهية بدعم انقلاب عسكري، اطاح برئيس منتخب، ويجعل من قائده الفريق اول عبد الفتاح السيسي نسخة اخرى، ربما اكثر بياضا، ووطنية، من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فهنا نختلف ونرفع الكارت الاحمر معترضين.

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كان صاحب مشروع تحرري، له شق داخلي عنوانه الاصلاح الزراعي والقضاء على الاقطاع واجتثاث الفساد، وتطبيق خطة تنمية صناعية ثقيلة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مختلف المجالات، بحيث يأكل المواطن المصري مما يزرع، ويلبس مما يصنع.

اما الشق الخارجي من المشروع الناصري، فكان عنوانه التصدي لحلف بغداد والمشروع الصهيوني في المنطقة، والاستعمار الغربي في العالمين العربي والاسلامي، ومساندة حركات التحرر في العالم باسره، وتكوين التيار او التكتل الثالث الممثل في دول علم الانحياز.

عشت عاما من عصر الرئيس عبد الناصر، او بالاحرى العام الاخير (نوفمبر 69 الى سبتمبر 1970) عندما توجهت الى مصر بهدف الدراسة الثانوية والجامعية، وكان جميع المصريين سواسية تقريبا، يلبسون نفس الملابس، ويدخنون نفس السجائر، وينظفون اسنانهم بالمعجون نفسه، ويرتدون الاحذية نفسها وجميعها من صنع محلي وتستخدم خامات محلية، والبضائع المستوردة من الخارج كانت محصورة في شارع صغير في احد ازقة القاهرة يسمى شارع الشواربجي لا يزيد طوله عن خمسين مترا، يضم 'بوتيكات' صغيرة فيها بعض الملابس التي يهربها الى البلاد من كان يسمى في ذلك الحين 'تجار الشنطة'.

الجمعيات التعاونية كانت تطفح بالاطعمة من مختلف الانواع ابتداء من الدواجن وانتهاء بالاسماك واللحوم وباسعار رخيصة مدعومة، وبعد وفاته وتولي الرئيس السادات مقاليد الحكم بدأ مسلسل الازمات والحديث عن طوابير الفراخ امام الجمعيات، وتضاعفت عدة مرات اسعار اللحوم، وانكمش حجم رغيف الخبز وساءت نوعيته.

الرئيس عبد الناصر انحاز للفقراء المعدمين، وفتح الجامعات امامهم، ووفر لهم الوظائف والعيش الكريم وكان واحدا منهم في طعامه وشرابه ومسلكه ويكفي انه عاش ومات دون ان يملك بيتا او عزبة او حتى استراحة.

حتى عداؤه للاخوان المسلمين الذي يستغله اهل الحكم اليوم لتبرير اطلاق النار على المعتصمين السلميين في ميدان رابعة العدوية فلم يتبلور الا بعد اقدامهم على محاولة اغتياله اثناء القائه خطابا في ميدان المنشية في الاسكندرية.

السؤال الذي نطرحه بقوة الآن هو حول هوية مشروع الفريق الاول عبد الفتاح السيسي بشقيه الداخلي والخارجي، فعلى الصعيد الداخلي لم نر غير معاداته لحركة الاخوان المسلمين وتصميمه على انهاء اعتصام رابعة العدوية السلمي بالقوة، والانحياز بالكامل الى مجموعة من الليبراليين وتقسيم الشعب المصري الى معسكرين، واحد من الشرعية الديمقراطية وآخر ضدها. معسكر مع الانقلاب العسكري وآخر ضده. اما على الصعيدين العربي والاسلامي فلم نسمع الفريق السيسي ينطلق مرة واحدة باسم فلسطين او التصدي للمشروع الصهيوني، وتحرير القدس، او دعم المقاومة، وكل ما سمعناه وشاهدناه حتى هذه اللحظة، هو اغلاق معبر رفح، وان فُتح فلساعات محدودة جدا (اربع ساعات) ومن اجل الحالات الطارئة فقط، وتدمير الانفاق التي كانت تشكل شريان حياة لاكثر من مليوني انسان على جانبي الحدود مع قطاع غزة.

ربما يجادل البعض، بان الفريق السيسي ليس رئيسا لمصر، وان وظيفته الرسمية هي نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقائد القوات المسلحة ولهذا من الظلم مطالبته بمشروع سياسي، وهذا صحيح نظريا، ولكنه عمليا هو الحاكم الفعلي للبلاد، وهو الذي وجه الدعوات للشعب للتظاهر، وعين الرئيس المؤقت ويتلقى التهاني من الزعماء العرب.

الرئيس عبد الناصر اتفقنا معه او اختلفنا جعل من مصر دولة عظمى مهابة ومحترمة عربيا ودوليا، وحقق لها الاكتفاء الذاتي، وبنى جيشا قويا لها وللامة العربية واذا لم يكن ديمقراطيا مثلما يتهمه البعض، وهذا صحيح، فارجو ان تسموا لي دولة عربية واحدة غير لبنان كانت ديمقراطية قولا وفعلا في زمانه.

نحن مع مصر قوية موحدة وديمقراطية ايضا، يكون الخيار فيها للشعب مصدر كل السلطات. والحكم لصناديق الاقتراع.. نحن مع الحاكم المنحاز للفقراء والمعدمين الذين يشكلون الاغلبية الساحقة، وعندما يتبنى الفريق السيسي هذه القيم ويضعها على قمة اولوياته داخليا ويحقق لمصر الحرية والكرامة ويعيدها الى مكانتها التي تستحق عربيا ودوليا، ودورها في دعم القضايا الوطنية العربية والاسلامية فلن يختلف معه الا اصحاب الاجندات الخارجية التي لا تريد لمصر وللامة العربية والاسلامية الا الدمار والخراب.

نتمنى ان يكون الفريق السيسي عبد الناصر جديدا، ولكن عليه اولا ان يقرأ تاريخ الرجل جيدا، ويستفيد من تجربته وايجابياتها، ويتجنب اخطاءها في نظر خصومه واولها او بالاحرى على رأسها، عدم ارتكاز حكمه على قواعد ديمقراطية راسخة تحترم الارادة الشعبية.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-08-2013 12:47 PM

سأعترف بأنني أُعلق الآن قبل قراءتي للمقال ,,, وسأعتمد على الحدس وأقول من وحي العنوان :-

أمـّا بالنسبة لي فموقف السيسي أفضل مليون درجة من موقف ناصر لإختلاف الزمان والتحديات والعناصر ,,, فالإخوان كانت حركة محبوسة تحت الأقبية وبمقدرات معدومة على عكس الحال الآن فالتنظيم الأممي قد اشتد عوده بسبب الخليفة العثماني الجديد أردوغان وبسبب ركوب موجات الخريف العربي والقفز من عرباتها الى كرسي الرئاسة في أكثر من دولة عربية زوراً وبهتاناً واستغلالاً للظروف ,
وعليه أرى إنّ ما قام به السيسي لا يُقدر بثمن ولا يجوز مقارنته بانقلاب عسكري بنسبة 1000% بشهادة التاريخ وتنظيم الضباط الأحرار ,,,
ربما أكون متسرعاً ولكنني وأقسم على ذلك لن أقرأ المقال لسبب آخر ألا وهو أنه بقلم عبد الباري عطوان المعروفة مواقفه من تمجيد الناصرية حتى بعد إنتهائها كالشيوعية العالمية

2) تعليق بواسطة :
01-08-2013 02:15 PM

أضم صوتي لصوت مهند.
و عبدالباري عطوان بعمره ما بقدر يخبي انحيازاته و بعمره ما بكون حيادي. هو أساسا عدو الحيادية

3) تعليق بواسطة :
01-08-2013 11:02 PM

عبد الناصر جاؤا به من اجل تمرير هزيمة 67 . وما ذكره الكاتب من انجازات الطعام والشراب والاحذيه المتساويه .. والاصلاح الزراعي والصناعي والاكتفاء الذاتي اوهام مؤقته بدليل انتهاؤها بموت الطاغيه . نحن امة معتدى عليها نحتاج الى اكثر من جمعيات غذائيه ومعاجين اسنان واحذيه متساويه .. هذه السمفونيه التي يرددها عطوان مهترئه لاتصلح . الهزائم المتلاحقه كشفت زيف هذه الادعاءات الممجوجه والافكار القوميه الخربه وحقبه طويله من الدجل الفكري . عبد الناصر كان في الخطه بداية الانهيار العام . ولكنها كانت بداية حماسيه عاطفيه تصفيقيه خياليه . كان قائد الجيش فيها مستجد يتعاطى الحشيش والضباط يسهرون بين الكاس والطاس واجمل الالحان .. وفي الليلة التي تغني فيها ( الست ) ينشط فيها بيع الحشيش باكبر معدلاته , وسعاد حسني تغني وتمثل !! هل تقصد هذا الاصلاح يا استاذ ؟؟

4) تعليق بواسطة :
02-08-2013 04:53 AM

.
-- اتفق مع الاستاذ دبوس في ما اورده و اود ان اضيف ان لعبد الناصر كوارث لا تغتفر اولها إلحاق الازهر الشريف بوزاره الاوقاف و الغاء دوره التاريخي المستقل كمرجع لفقه السنه بتحويله الى دائره تخضع للرقابه في نشاطاتها .و بتججيم دور الازهر فُتح الطريق لمنتحلي المعرفه بأصول الدين في ارجاء العالم الإسلامي فتعثر إحياء الدين بمفهوم معاصر في اهم فتره بتاريخ العرب الحديث.

-- قاد عبد الناصر حمله تأليب على يهود البلاد العربيه لترحيلهم و مصادرة ممتلكاتهم و خاصه في المغرب و العراق فخدم بطريقه غير مباشره مشروع إقامه دوله إسرائيل بتزويدها بالمهجرين قسرا لها .

-- كانت مصر و سوريا قبل تورة عبد الناصر اكثر تقدما صناعيا من كوريا الجنوبيه و ماليزيا و سنغافوره.

-- كان الملك فاروق ملك مصر و السودان فجائت الثورة لتكرس إنفصال البلدين .

-- احاط عبد الناصر نفسه بفاسدين فاسقين ولصوص مثل صديقه عبد الحكيم عامر زوج الممثله برلنتي عبد الحميد و صلاح نصر زوج القواده إعتماد خورشيد و زوج إبنته منى العميل المزدوج للمخابرات السعوديه و الإسرائيليه ..!! ففسد الامر كله.

-- صرح انور السادات بأن الإنقلاب العسكري تم بمباركه الامريكان . و بعيدا عن الحرب "الإعلامية" نلاحظ ما تلى ذلك من دور لمصر في تحجيم النفوذ البريطاني في المنطقه و في ذلك صالح ترسيخ النفوذ الامريكي كبديل .

5) تعليق بواسطة :
02-08-2013 03:02 PM

ما الداعى للمقارنه بين دكتاتور او حكم و آخر , فهذا ليس مبرر و لا هو شهادة سلوك . (( كل نفس بما كسبت رهينه ))و لكل تصرف اهداف تختلف و قد تتفق . لا بد من وجود مرجعية و مقاييس للحكم على الافعال . و ليس بمقارنة السيئ بالاسوآ.

(( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم , اولئك هم الفاسقون )صدق الله العظيم

6) تعليق بواسطة :
02-08-2013 03:34 PM

باختصار شديد الاثنين وبال على مصر والمصريين - لكني استغرب من عطوان اذ يقول ان عبدالناصر استخدم العنف مع الاسلاميين بعد محاولة اغتياله بينما كتب التاريخ ومذكرات الضباط الاحرار تحديدا تحدثت عن المسرحية السخيفة التي قام بها عبدالناصر وسميت مسرحية المنصة اما الانجازات الداخلية والخارجية التي حققها فهي قتل واذلال وقهر الشخصية المصرية والعربية اذ اصبح الشعب مقهور وذليل حتى الان

7) تعليق بواسطة :
03-08-2013 11:01 AM

لست ادري ان كان السيسي كعبد الناصر ولكنني اعلم بأن عبد الباري عطوان متطفل مرتزق , غوغائي الطرح والاسلوب, يعمل كطابور خامس , هو حالة ومشروع سابق في صحيفةالقدس العربي التي باعها للاخوان المسلمين , هذة السابقة في الاعلام المأجور تطورت في انشاء قناة الجزيرة القطرية التي تبث السم الزعاف والفتنة والتفرقة بين ابناء الامة خدمة للمشروع الصهيوامريكي .
صه ياعبد الباري فلقد بنت وبان معدنك الردي .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012