أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


عبودية الإستبداد

بقلم : م أمجد الشباطات
16-09-2013 10:15 AM

في عام ١٨٦٣ أصدر الرئيس الأمريكي (إبراهام لنكولن) قراراً بتحرير العبيد، ويقال أن أغلب هؤلاء العبيد المحررين قد عادوا إلى لنكولن واضعين أنفسهم تحت تصرفه ومطالبين بالعودة إلى العبودية!!
إن هذه الحادثة تتكرر في ظل حكم الإستبداد والظلم والجور فيعتقد البعض أنهم لا يستطيعون العيش أو التصرف بدون الحاكم وأن وظيفتهم الطاعة العمياء والإنقياد التام له وحتى لنزواته التي يرونها فكراً مستنيراً وفلسفةً لا يستطيع الصغار أمثالهم إدراك خوافيها ومآلاتها
فنحن نرى هؤلاء العبيد أصبحوا ألآت إجرامية إعلامياً باللسان وأحياناً باليد تقتل بلا هوادة إرضاءً لمعبودها المستبد تتماهى معه في سفك الدم الحرام لإخضاع من تأبى نفوسهم الذل والهوان.
وبسياق مغاير لهؤلاء العبيد نرى الذين رفضت أنفسهم العبودية للبشر حتى وهم تحت نيرها مجبرين نراهم أحراراً حتى وهم في القيود وأستذكر هنا عنترة بن شدّاد، حيث قال شدّاد لإبنه عنترة في حرب داحس والغبراء عندما دارت الدائرة على قومه بني عبس:( ويلك عنترة كرَّ) فأجابه العبد الأسود:(إن العبد لا يحسن الكرَّ والفر) فقال له والده الذي كان حتى ذلك الوقت يرفض الإعتراف بإبنه الأسود:(كرَّ وأنت حر) عند ذلك إنقض عنترة على الأعداء غير مبال بالموت فردهم عن قومه.
الحادثة التاريخية هذه تلخص إجمالاً واحدة من أهم أسباب نكباتنا وهزائمنا المتكررة أننا نربي عبيداً لا أحراراً ونزرع في نفوسهم الخنوع والتذلل إرهاباً من سطوة السلطة تارةً وتارةً بتزييف الوعي وغسيل الأدمغة إعلامياً وتربوياً مما يؤدي أيضاً إلى التفرقة بين أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة وفي هذا يقول عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الإستبداد:(....حتى يقال إنه ما من مستبدّ سياسي إلى الآن إلا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله، أو تعطيه مقام ذي علاقة مع الله، ولا أقلّ من أن يتخذ بطانة من خَدَمة الدين يعينونه على ظلم الناس بإسم الله، وأقل ما يعينون به الإستبداد تفريق الأمم إلى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضاً، فتتهاتر قوة الأمة ويذهب ريحها فيخلو للإستبداد ليبيض ويفرِّخ...).

فهل نستفيق قبل فوات الأوان؟؟!


التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-09-2013 11:25 AM

"من أهم أسباب نكباتنا وهزائمنا المتكررة أننا نربي عبيداً لا أحراراً ونزرع في نفوسهم الخنوع والتذلل.."
نقطة، آخر السطر!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012