أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024
الثلاثاء , 07 أيار/مايو 2024


بلاتر.. .. من عاشق للهوكي إلى محتكر لـ "فيفا"

29-09-2013 01:18 AM
كل الاردن -
ما وجه الشبه بين لعبة الهوكي.. ولعبة كرة القدم؟.. في المنطق ليس هناك أي خصال مشتركة ولا أي قواسم.. لكن في مراجعة صفحات التاريخ نتفاجأ بأن الأمين العام الأسبق للاتحاد السويسري لاتحاد الهوكي أصبح رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- اللعبة الشعبية الأولى في العالم!.
الهوكي تلعب على أرضية درجة حرارتها تحت الصفر -الجليد- فيما كرة القدم القدم تلعب وفق معايير مرتفعة من الحرارة التنافسية، وبينهما اختلافات يصعب بها الالتقاء عند نقطة حرارية معتدلة.. لكن جوزيف بلاتر استطاع ان ينتقل من صقيع الهوكي الى لهيب واثارة كرة القدم، ليكشف عن مواهب استثنائية بل وخارقة!.
في تفاصيل الحكاية .. بعد الهوكي تحول بلاتر الى -مهنة المتاعب- وتحديداً الصحافة الرياضية من بوابة الادارة الاعلامية لجمعية الصحافة السويسرية، فهو عرف كيف يعزف على وتر تأثير ووهج الاعلام ليمضي في طموحاته نحو المزيد من الشهرة والتلميع ما مهد له الطريق للانضمام الى لجان تنظيم الالعاب الأولمبية في ميونيخ 1972، فالاعلام له تأثير السحر.. والحكاية تواصلت بل وزادت بريقاً في أولمبياد مونتريال 1976!.
..تلك النجاحات شكلت الضمانة الرئيسة للهدف الأهم: اقتحام اسوار الاتحاد الدولي لكرة القدم -فيفا- وبذريعة التطوير، لجنة التطوير، وجد بلاتر الفرصة مناسبة لتحقيق اولى خطوات الاهداف الرئيسة!.
لم يكن بلاتر بحاجة الى أكثر من خمس سنوات لكي يظهر مواهبة -بين قوسين- ليبهر الرئيس السابق لـ فيفا البرازيلي جو هافيلانج، ليزكيه لمنصب أمين عام الاتحاد، ما فتح الآفاق لـ بلاتر للكشف عن المزيد من المواهب التي يتمتع بها.. ليتقدم صوب منصب المدير التنفيذي للاتحاد الدولي .. ومع مونديال 1990 أحكم سيطرته على كل اجواء الاتحاد بل وبدا كأنه الرئيس الحقيقي الذي يقف خلف هافيلانج، بستار شفاف واضح لكل اوساط اللعبة.
..مواهب بلاتر كانت تستند الى براعته في معرفة أين تكمن مصلحته -من أين تؤكل الكتف-، وهذا ما تجلى في عام 1998 عندما وضع كل مصالحه في «سلة» محمد بن همام الرئيس الأسبق للاتحاد الآسيوي، فالمصالح المشتركة بين الجانبين جعلت الطريق سالكة أمام عاشق الهوكي لرئاسة الاتحاد الدولي -فيفا-.
..خطابات رنانة وشعارات مزخرفة اطلقها الرئيس الجديد -آنذاك- وعود وعهود ومع ذلك فإن البيت الداخلي لـ فيفا أخذ يتصدع بقضايا الفساد والشكوك والظنون.. وعاشق الهوكي يراهن على النجاح، رغم كل الاتهامات.. فسلاحه يعتمد -كالعادة- على شعارات وخطابات وتصريحات وردية تطلق في مؤتمرات صحفية تتزين بوهج عدسات -فلاشات- المصورين!.
.. عاشق الهوكي يمضي في خطاباته الرنانة رغم الشكوك التي تواجه بيت فيفا وتهدد تماسكه، فالكرسي والمحافظة عليه لأكبر قدر ممكن من سنوات العمر أصبحت تشكل أولوية رئيسة بل ووحيدة، حتى ولو أقتضى ذلك الأمر تغيير الحلفاء، بين ليلة وضحاها، ولا -حسافة- على العهود والوعود !.
.. كلمة السر في السنوات الأخيرة عند عاشق الهوكي ارتكزت على العزف على وتر العاطفة، فقبل كل انتخابات يتم الاشارة الى ان الولاية المقبلة هي الأخيرة -احكام العمر- وبعد ضمانها -التربع مجدداً على الكرسي- يبدأ التفكير بكفية الحصول على ولاية جديدة وتحت شعار.. حتى آخر نفس!.
.. عاشق الهوكي، يخلف بوعوده، فبعد تعهده بدعم كرة القدم الفلسطينية من خلال زيارات استندت الى تصريحات رنانة واعلامية.. وقف عاجزاً أمام غطرسة الاحتلال الاسرائيلي.. فهو لم يقو على مواجهة التحدي الأول بعرقلة اقامة بطولة غرب آسيا للناشئين في الاراضي الفلسطينية وبعدما تدخل سمو الأمير علي بن الحسين، نائب رئيس الاتحاد الدولي عن القارة الآسيوية، وبعد موقفه الحازم الذي مهد لاقامة البطولة رغم كل الصعاب والتحديات.. اطل عاشق الهوكي -بعد حالة صمت- ليبحث عن الطريقة التي تسمح له استثمار أي فرصة تضمن له حفظ ماء الوجه، وكأنه المنقذ للكرة الفلسطينية.. لكنه نسي أو تناسى أن لعبة استغلال الفرص بهدف تمديد فترة احتكار الرئاسة، أضحت مكشوفة.. وأن الكرسي -الذي يعشقه- بات يهتز في ظل الحرارة التي تهدد برودة جليد -الهوكي-.(الراي)
التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012