أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


الإتصالات السرية بين الولايات المتحدة وبين إيران

بقلم : الدكتور حسين عمر توقه
30-09-2013 01:13 PM


من أجل التعرف على المراحل التي مرت بها هذه الإتصالات لا بد لنا من أن نحيط علما بكافة المواضيع التي تخللتها هذه الإتصالات والأهداف المرجوة منها والتي بدأت تتضح خلال العامين الماضيين مدفوعة بالعامل الإقتصادي الذي يبحث عن مصدر للغاز يتم عن طريقه تزويد خط أنابيب الغاز نابوكو بعد أن تعثرت المباحثات في التزود بغاز تركمانستان بفعل النفوذ الروسي . مما أرغم الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي إلى البحث عن مصدر جديد لتزويد خط أنابيب نابوكو بالغاز وإيصاله إلى أوروبا من هنا كان البديل الأقرب والأمثل هو التوجه إلى كل من إيران وقطر لأخذ مكان تركمانستان علما بأن قطر تدفع نسبة مئوية كبيرة إلى إيران عن كل الغاز المباع من حقل غاز الشمال أو ( حقل فارس الجنوبي ) وهو حقل غاز طبيعي مشترك بين قطر وإيران في الخليج العربي مساحته 9700 متر مربع 6000 متر مربع في مياه قطر الإقليمية و3700 متر مربع في مياه إيران الإقليمية .
وعليه فإن الولايات المتحدة قد عمدت إلى إجراء مباحثات سرية مع إيران من أجل تزويد خط أنابيب نابوكو بالغاز.
طوال الأعوام العشرة الماضية عمدت الولايات المتحدة إلى رسم خطتها في استصدار قرارات من مجلس الأمن الدولي بحجة البرنامج النووي الإيراني حيث تم استصدار عدد من القرارات تضمنت فرض عقوبات بحق إيران أعتبارا من تاريخ 23/12/2006 صدر قرار رقم 1737 والذي يطالب إيران بتجميد نشاطاتها النووية الحساسة . كما صدر بتاريخ 24/3/2007 القرار 1747 والذي ينص على فرض حظر على شراء وبيع أسلحة إلى إيران بالإضافة إلى فرض عقوبات على الصعيدين المالي والتجاري وبتاريخ 3/3/2008 صدر القرار رقم 1803 والذي ينص على حظر السفر على المسؤولين الإيرانيين الضالعين في البرنامجين النووي والبالستي وتفتيش الحمولات المتوجهة إلى إيران أو الآتية من الموانىء الإيرانية . وبتاريخ 9/6/2010 صدر القرار رقم 1929 والذي ينص على فرض إجراءات ضد بنوك إيرانية يشتبه بصلتها بالبرنامج النووي الإيراني وحظر إجراء أي معاملات مع أي بنك إيراني بما فيه البنك المركزي الإيراني بالإضافة إلى بند خاص لتوسيع حظر الأسلحة المفروض على إيران سواء العتاد العسكري أو الدبابات والعربات المدرعة والطائرات الهجومية والمدفعية المتطورة وكل ما يتصل ببرامج الصواريخ البالستية .
ونتيجة للإتصالات السرية فلقد أصدرت وزارة الخزينة الأمريكية ترخيصا عاما يسمح للأمريكيين والشركات الأمريكية ببيع أجهزة الكومبيوتر والإنترنت وخدمات الإتصالات للإيرانيين تحت ستار حرية التعبير وتمكين المجتمع الإيراني من التعبير عن رأيه والإتصال بالعالم . علما بأن أجهزة الكومبيوتر هي من أهم الأجهزة المستخدمة في البرنامج النووي وبرنامج الفضاء الإيراني وبرنامج الصواريخ الإيرانية وشبكات الرادار وفي مجالات القيادة والسيطرة. وجاءت قمة الإتصالات في لقاء وزيري الخارجية الإيراني والأمريكي في نيويورك بتاريخ 26/9/2013 وفي الإتصال الهاتفي بين الرئيسن الأمريكي أوباما والإيراني روحاني
مشروع خط أنابيب الغاز نابوكو :
لا شك بأن توجه أوروبا إلى استخدام الغاز الطبيعي عالي الكفاءة اعتبارا من عام 2020 بدلا من مصادر الطاقة البديلة وعلى رأسها الفحم الحجري . وإن بدء ألمانيا في استخدام الغاز القادم من روسيا وتصريحها بإمكانية التخلي عن الطاقة النووية قد دفع الكثير من الدول إلى عقد مفاضلة بين النفط والغاز لا سيما وأن الكثير من دول العالم لا زالت تعتمد اعتمادا كليا على النفط وترغب في الإنتقال إلى الغاز فالنفط يعتمد اعتمادا كليا على شركات النفط الأمريكية ومدى سيطرة هذه الشركات على الدول المنتجة للنفط ومدى إنصياعها لتوجيهات الإدارة الأمريكية بالإضافة إلى تعرض أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى التذبذب وعدم الإستقرار نتيجة مضاربات أسواق البورصة . كما أن ناقلات النفط العملاقة لا زالت هي الوسيلة الوحيدة لإيصال النفط إلى الدول المستهلكة وعلى رأسها الدول الأوروبية والصين واليابان والولايات المتحدة . وإن مرور هذه الناقلات من خلال ممرات مائية استراتيجية وعلى رأسها مضيق هرمز ومضيق باب المندب وقناة السويس وجميع هذه الممرات هي في قلب العالم العربي . وإن أي هزة في النظام السياسي في أي من الدول المصدرة للنفط يؤدي إلى الهلع وإلى إرتفاع الأسعار والتسبب في هزات إقتصادية عالمية .
ولا زالت الأنظار تتجه نحو ثورة الغاز الصخري والتكنولوجيا المصاحبة له والتي يقدر الخبراء أنها ستحدث تغييرات هامة في معادلات الطاقة خلال عقدين من الزمان .

بتاريخ 15/7/2009 تم التوقيع على إتفاقية في العاصمة التركية أنقرة من قبل تركيا وأذربيجان وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا بحضور ألمانيا المشاركة في تنفيذ المشروع وبحضور رئيس المفوضية ألأوروبية جوزيه مانويل باروسو وبحضور المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي أوباما لشؤون الطاقة ريتشارد مورننج ستار . من أجل إقامة مشروع خط أنابيب ضخم لنقل الغاز من أواسط آسيا عبر الأراضي التركية في اتجاه دول الإتحد الأوروبي ويصب في مستودعات كبيرة للتخزين في النمسا . ولقد أكد المشاركون تبني حلف الأطلسي ودعمه السياسي والإستراتيجي لهذا المشروع . وتمت تسمية هذا المشروع بإسم ( نابوكو ) تيمنا بإسم مقطوعة موسيقية كلاسيكية حول التحرر من العبودية من تأليف المؤلف الإيطالي جيوسيبي فيردي والمأخودة قصتها من التوراة والتي تناولت المآسي التي مر بها اليهود عبر التاريخ .
ويهدف هذا المشروع إلى نقل الغاز الطبيعي مباشرة من وسط آسيا من تركمانستان التي تملك رابع أكبر مخزون احتياطي غاز في العالم إلى وسط أوروبا دون المرور بالأراضي الروسية بمسافة 3300 كيلو متر . وكان من المتوقع أن تبدأ أولى عمليات التسليم عام 2014 بطاقة سنوية أولية تقدر بين ثمانية مليارات وعشرة مليارات متر مكعب .
ولقد اعتمد هذا الخط على استراتيجية حلف الأطلسي العمل على تحرير جمهوريات الإتحاد السوفياتي السابقة من الهيمنة الروسية.
ولكن الهيمنة الروسية السياسية والعسكرية والتجارية والإقتصادية وقفت في وجه تنفيذ خط نابوكو والعمل على تفريغه من جدواه من النواحي القانونية والإقتصادية والسياسية وقبل التطرق إلى هذه المحاور الثلاثة لا بد لنا من إلإحاطة بالمعلومات الأساسية لبحر قزوين والدول المشاطئة لهذا البحر . بعد انهيار الإتحاد السوفياتي والخلاف على توزيع مقدرات هذا البحر وثرواته والإستمرار في فرض النفوذ الروسي على بعض دوله من أجل التوصل إلى صيغة قانونية يقرر من خلالها التساؤل المطروح بين دوله هل هو بحر أم بحيرة مغلقة .
ولقد عرف بحر قزوين عبر التاريخ ببحر الخزر وهو يعد أضخم بحيرة مغلقة بطول 1200 كيلو متر وعرض 300 كيلو متر . تحده روسيا من الشمال والشمال الغربي وأذربيجان من الغرب وإيران من الجنوب وتركمانستان وكازاخستان من الشرق .
ولقد عمدت روسيا الى المحور الأول وهو المحور القانوني والتي أثارت موضوع الصفة القانوية لبحر قزوين وتبنت تعريف حوض قزوين على أنه بحيرة متجددة بمياه أنهار الفولغا وبناء على ذلك فالقانون الدولي يعطيها الحق بتقاسم مياهه وثرواته بالتساوي بين الدول المحيطة به . هذا المحور من الإستراتيجية الروسية جعل من المستحيل ليس فقط إنشاء خط أنابيب الغاز عبر حوض قزوين بل حتى تطوير تركمانستان أو أذربيجان لأية حقول غاز على سواحل حوض قزوين في ظل هذا التعريف إلى أن يتم الإعتراف به كبحر. وفي حال الإعتراف به كبحر يتم تقاسم مياهه وثرواته حسب طول شواطىء الدول المحيطة به وأتساع جرفها القاري .
كما عمدت روسيا إلى اتباع محورها الثاني المتمثل في بناء قوة شراء وبيع واحتكار قطاع الغاز محليا ودوليا فعمدت إلى شراء كامل الغاز المنتج في أواسط آسيا وبالتالي احتكار بيعه عن طريقها وعبر أنابيبها العابرة للقارات
ودخلت في عقود شراء غاز طويلة الأمد مع كل الحكومات للدول التي كان من المفروض منها ضخ الغاز في خط أنابيب نابوكو فوقعت عقود شراء مع كل من تركمانستان واوزبكستان لشراء كامل إنتاجها من الغاز حيث انسحبت هذه الدول من أي تعهد لإمداد خط نابوكو . كما قامت روسيا بتوطيد علاقتها مع كل من إيران وقطر وقامت بإنشاء منظمة الدول المصدرة للغاز وجعلت من الدوحة مركزا لهذه المنظمة .
وبالرغم من أن العلاقة الروسية الإيرانية قد رافقتها علاقة المد والجزر وصاحبتها بعض الصداقات والخلافات لا سيما في مجال التسلح حيث لم تتمكن الأجهزة الإستخبارية العالمية من استشراف مدى عمق التعاون العسكري بين إيران وبين روسيا وبين إيران ودول الإتحاد السوفياتي سابقا لا سيما في مجال التعاون النووي . ولا أحد يعلم أعداد الصواريخ التي تم شراؤها من هذه الجمهوريات وعدد العلماء السابقين من علماء الإتحاد السوفياتي الذين انتقلوا إلى إيران وساهموا في تطوير الكثير من المنظومات العسكرية الإيرانية لا سيما في مجال تصنيع الصواريخ وتكنولوجيا الأقمار الصناعية . وبالرغم من إمتناع روسيا تزويد إيران بمنظومة صواريخ إس 300 تطبيقا لقرارات مجلس الأمن بعد أن قبضت مبلغ 4,2 مليار إلا أن هناك مباحثات جارية من أجل تزويد إيران بأنظمة ' أنتيه 2500 ' الصاروخية للدفاع الجوي.
لقد عمدت روسيا إلى بناء أنابيب نقل الغاز الخاصة بها حيث قامت ببناء خط غاز الأنبوب الشمالي الواصل مباشرة بين روسيا والمانيا عبر بحر البلطيق . بالإضافة إلى أنبوب آخر يمر عبر أوكرانيا إلا أن وقوع خلافات مالية وسياسية بين أوكرانيا وروسيا قد أدى إلى توقيف ضخ الغاز الى أوروبا في فصل الشتاء مما أدى إلى توجه الأوروبيين إلى عدم الإعتماد على الغاز الروسي والبحث عن مصادر غاز جديدة . ولكن روسيا أصرت على التعويض عن هذا الأنبوب وبناء خط غاز ألأنبوب الجنوبي لتصدير غاز كل من تركمانستان وأوزبكستان من بحر قزوين ومرورا تحت مياه البحر الأسود وصولا إلى بلغاريا ملتفا على أوكرانيا وذلك بتكاليف إنشاء تبلغ 14 مليار دولار تتقاسمها مع إيطاليا ويمكن أن يكون جاهزا عام 2015.
كما أن روسيا تدرك أهمية سوق النفط والغاز في المحيط الهادىء وبالذات الصين واليابان وكوريا الجنوبية من خلال بناء خط انابيب شرق سيبيريا / المحيط الهادىء وخط ثاني يصل آبار النفط في سيبيريا الغربية والشرقية بميناء كوزمينو في منطقة بريموري الشرقية الروسية
السؤال الهام الذي تواجهه أوروبا والولايات المتحدة إذا كانت روسيا قد تمكنت من توقيع عقود شراء لغاز كل من تركمانستان وأوزبكستان وسوف تقوم ببيعه إلى أوروبا عن طريق خط أنبوب السيل الجنوبي فمن أين تحصل أوروبا على مورد للغاز لأنبوب نابوكو . هنا برزت المباحثات السرية مع إيران من أجل إقناع إيران وقطر بتصدير الغاز الإيراني والقطري من خلال خط أنبوب نابوكو . لقد كانت إيران تفكر ببناء خط من إيران عبر العراق إلى الشواطىء السورية . ولكن اكتشاف الغاز بكميات كبيرة في الشواطىء الشرقية للبحر الأبيض المتوسط المتاخمة لسوريا ولبنان وإسرائيل وغزة ومصر وقبرص . بالإضافة إلى اكتشاف حقول الغاز في سوريا كان أحدثها حقل قارة قرب الحدود اللبنانية بالإضافة إلى حقل جديد في طرطوس على البحر الأبيض المتوسط وبالرغم من التعتيم الإعلامي السوري على هذه الإكتشافات إلا أن الكميات المكتشفة هي كميات ضخمة جداً وكان قد تم توقيع إتفاقية بين روسيا وسوريا لبناء مصفاة غاز في تدمر منذ عام 2007.
كما أن إكتشاف الغاز عالي الجودة بكميات هائلة في إسرائيل عام 2009 في كل من حقل تامار بالإضافة إلى اكتشاف أحد أكبر حقول الغاز البحري في لافياتان هذا المخزون الإستراتيجي يكفي إسرائيل لمائة سنة مقبلة . هذه الإكتشافات وضعت إسرائيل على قائمة الدول من أجل تصدير غازها إلى أوروبا ولقد تم الإعلان رسميا بتاريخ 3/5/2013 عن إنتاج الغاز في حقل تامار ولقد أبدت إسرائيل استعدادها لتصدير الغاز لكل من الأردن وتركيا. كما أنها تفكر ببناء خط أنبوب للغاز من خلال قبرص واليونان أو من خلال تركيا . وهي في نفس الوقت تحاول جاهدة منع وصول الغاز الإيراني إلى البحر الأبيض المتوسط من خلال الموانىء السورية أو اللبنانية مرورا بالعراق .
إن الدول الأوروبية وبالذات دول حلف الأطلسي لا تريد أن تعتمد على الغاز الروسي فهي تدرك أن روسيا قد تتحول من خلال غازها وبترولها إلى دولة مؤثرة ومسيطرة سياسيا واقتصاديا وهو ما ترفضه الولايات المتحدة وترفضه دول حلف شمال الأطلسي . والبديل المطروح الآن هو الغاز الإيراني والغاز القطري لضخه في خط أنبوب غاز نابوكو فهل تنجح الولايات المتحدة في الحصول على الغاز الإيراني وهذا يتطلب رفع الحظر وإلغاء مجموعة قرارات مجلس الأمن الدولي بحق إيران .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
30-09-2013 04:19 PM

لم أكن لأتصور أن بوتين بكل هذا الدهاء بحيث يعمد إلى شراء إنتاج الغاز لكل من أوزبكستان وتركمانستان ويعمل على بناء خط أنبوب غاز موازي لخط نابوكو المدعوم من قبل الولايات المتحدة ودول حلف الأطلسي بحيث يبقى خط نابوكو بعد صرف هذه المبالغ الكبيرة في بنائه فارغا ولا يجد من يزوده بالغاز .
إن الولايات المتحدة ودول أوروبا في أمس الحاجة إلى الغاز ولا بديل عن الغاز الروسي وغاز تركمانستان وأوزبكستان غير الغاز الإيراني والقطري وهو ما دفع الولايات المتحدة إلى إجراء مباحثات سرية طوال العامين الماضيين من أجل تأمين شراء الغاز ولا بد لمثل هذه الصفقة أن تقوم الولايات المتحدة والدول الأوروبية بإقناع مجلس الأمن الدولي برفع الحظر المفروض على إيران نتيجة سياستها النووية

2) تعليق بواسطة :
30-09-2013 04:23 PM

الأخ الدكتور حسين المحترم شكرا على هذه المعلومات القيمة حول الصراع الخفي بين روسيا والولايات المتحدة ولا شك بأن ظهور إسرائيل على المسرح الدولي كمصدر محتمل لتصدير الغاز والتنافس على السوق الأوروبي لا سيما ,ان إسرائيل تفكر بتصدير الغاز عن طريق تركيا وعن طريق قبرص واليونان . وهذا يعني أن إسرائيل تريد التغول واستحواذ النصيب الأكبر من غاز الشواطىء الشرقية على البحر الأبيض المتوسط لا سيما شواطىء سوريا ولبنان وغزة وقبرص بالإضافة إلى الغاز المصري
كما أن إسرائيل تعارض تصدير الغاز الإيراني من خلال الموانىء السورية

3) تعليق بواسطة :
03-10-2013 07:10 AM

لا نملك إلاّ أن نرفع لك قبعاتنا تقديراً لجهودك الرائعة فقد انتقلت بنا في هذا البحث من موضوع الى آخر وكلها مواضيع هامة جداً وحساسة وتقرع بها الف جرس وجرس فشكراً لك أخي الدكتور حسين ,,,
من الواضح جداً من البحث أن عاملين اساسين هما الذين يحركان كل الإتصالات السرية ليس بين واشنطن وطهران فحسب بل بين كل منظومات أصحاب القرار في العالم وهذان العاملان هما :-
أولاً :- العامل الإقتصادي ,,, وهذا يرسخ مقولة أن الإقتصاد هو الذي يقود السياسة الى حيث يريد , وما السياسة إلاّ ذلك التابع الذليل لخدمة الجبروت الإقتصادي وبالتالي وعلى ضؤ مفاهيم علم المنطق فإنّ الذي يحكم العالم هم القلة القليلة من أصحاب المال والإقتصاد في العالم ,, واستكمالاً لعلم المنطق أستطيع القول بأنّ الصهيونية العالمية هي التي تتحكم بمصير العالم الإقتصادي وليس من بدأ بذلك ومن انتهى به هم " آل روتشيلد - أي الدرع الأحمر باللغة الألمانية " فقط بل من اسس لمفهوم اثر القوة الاقتصادية لحكم العالم وقد يكون النورانيون ضمن تلك السلسلة المسيطرة على هذا الأمر الحيوي , وليس ببعيد عنا أهم مضامين بروتوكولات صهيون

ثانياً :- وعلى ضؤ ذلك نصل الى ثانياً بشكل اتوماتيكي وهنا أُشير الى أن كل ما يجري من اتصالات سرية بين واشنطن وطهران وغيرهما إنّما يصب في نهاية المطاف في خدمة اسرائيل ...

أخي الدكتور الفاضل

وحول أهمية العامل الإقتصادي الذي أشرت اليه في مساعي روسيا لحصر تعريف قزوين ببحيرة الى ما شاء الله وذلك لمنع كل من أذربيجان وتركمانستان من القيام بأي عمليات استغلال لماء قزوين وما تحت ماء قزوين , تأتي إشارتك البارعة والهامة الى شرائها لغاز معظم دول آسيا الوسطى بما فيها أوزبكستان لتضيف بذلك جوهرة هامة الى أهمية العامل الإقتصادي في صنع القرار السياسي وهذا ما يقوده بوتين بكل جدارة من خلال "" امبراطوريته الكبيرة بروم غاز ""
أخي الدكتور الفاضل
بحثك الهام جعلني اقلب صفحات بعض الكتب والأبحاث وجعلني اتذكر أمور قد حصلت في القريب جداً من ايام التاريخ وها سأُعرج الى الإتصالات السرية الإسرائيلية - الخليجية حيث كُنت آنذاك في قطر فأقول :-
لقد استطاعت اسرائيل ومن خلال اتصالاتها السرية المكثفة من حضور مؤتمر القمة الإقتصادي الذي عقد في الدار البيضاء في المغرب عام 1994 وحصل هناك ما يمكن أن نقول عنه " أول تماس خليجي -اسرائيلي كان من نتائجه ابداء الخليجيون اعجابهم الشديد بمستوى التقدم التكنولوجي والعلمي في اسرائيل لا سيما من الجانب القطري حصراً , حيث كانت تسكن نفوسهم الرغبة في التفوق على دولتين جارتين لها وهما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية .
ومن خلال ذلك الغزل الذي بدأ بالإعجاب استطاعت اسرائيل وبفضل اتصالات سرية حثيثة من إحداث إختراق سياسي واقتصادي خطير مع دول الخليج تمكنت بعده من كسر المقاطعة العربية ومن تسريع خطوات الهرولة ,
وكنتيجة مباشرة لتلك الإتصالات تمكنت اسرائيل من افتتاح أول مكتب تجاري رسمي ومعلن لها في العاصمة القطرية الدوحة ولاحقـاً تجول شيمون بيريز على كورنيشها وكان ذلك عام 1996 وبعد الإنقلاب العائلي الذي قاده حمد الإبن ضد أبيه " الشيخ خليفة " بقيادة العرّاب الكبير " حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني " وهو بالمناسبة أكبر أخطبوط اقتصادي ليس في الخليج فقط في العالم ,,, وقد كانت الخطوة القطرية آنذاك بعدما تبين أن دولة قطر تنام فوق أكبر احتياطي غاز في العالم ويقدر بنحو ( 25 )) تريليون متر مكعب , ولذلك لم يكن غريباً أن تبدأ وأيضاً أن تنتهي كذلك أوهام تصدير الغاز القطري الى العالم عبر الأردن واسرائيل من خلال " شركة أنرون " التي قيل عنها الكثير في بطون الكتب !!!

أخي الدكتور الفاضل
موضوعك هام جداً ويجب على الباحث والمهتم أن يقرأه مراتٍ ومرات ,,, فبعد قراءتي له أكثر من مرة كانت تقفز الى خاطري أشياء جديدة ونقاط مهمة ,,, ومنها أنني وجدت نفسي اربط تصاعد نفوذ الإخوان المسلمين في كل أقطـار الخريف العربي المهتريء منذ عام 2011 الى حتمية وجود اتصالات سرية وتفاهمات سياسية مع الإدارة الأمريكية , ولا شك فإنه علينا الإنتظار 30 عاماً على طريقة الخارجية البريطانية لمعرفة حقائق تلك الإتصالات أو يفرجها علينا " ويكيليكس " مرة أُخرى , ولكن مما لاشك فيه أن قنوات سرية ومباحثات على أعلى مستوى قد تمت وبشكل اتصالات سرية بين امريكا وبعض دول أوروبا مع الإخوان سواء في جزيرة قبرص أو باريس أو على ظهر بارجة أمريكية هنا أو هناك ....
أما عن الإتصالات السرية بين العاصمتين واشنطن وطهران فهي قديمة جداً وقرأت مؤخراً بأن إيران قد حظرت رسمياً ومنعت تداول مذكرات " آية الله حسين منتظري " لأنه تناول في مذكراته بعض اسرار الإتصالات السرية بين البلدين لا سيما أثنـاء الحرب العراقية- الإيرانية ومعارك تحرير خرمشهر من الجاني الإيراني وتحرير الفاو من الجانب العراقي ,
بل أن الكاتب " تريتا بارسي " قد كشف في كتابه " التحالف الغادر " العلاقة ذات الأبعاد الثلاثية الجوانب بين امريكا وإيران وإسرائيل على الرغم من التطاحن الظاهري بينهم من خلال خطابات التحريض الإعلامية التي تُوجّه في العدة لإستهلاك عامة الناس , ويشير الكاتب الى سبب تلك الإتصالات بين الأطراف الثلاث بقوله :- إنّ الصراع بين اسرائيل وايران ليس صراعاً ايدلوجياً بل صراع استراتيجي , وذلك يفسر حتماً المقترح الإيراني الذي قدمته لواشنطن أثناء تحضير الأخيرة لغزو العراق عام 2003 حول ثلاث ملفات هي
1- ملفها النووي.
2- سياستها تجاه اسرائيل .
3- المساهمة في محاربة القاعدة .

أخي الدكتور حسين ... شكراً لك على بحثك فلقد أطلعتني على الكثير كما وقد حفّزتني على البحث عن المزيد .
لك صادق التحيات والتقدير

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012