.
-- الخبر حتما من مصدر غير محترف لا يتقن حتى التلفيق.
.
العلاقات الأميركية السعودية قامت على مبدأ النفط مقابل الحماية. أما وقد أعلنت واشنطن عزمها الاكتفاء ذاتيا من هذه السلعة الاستراتيجية بحلول عام 2020 فلم تعد الرياض في ميزان العلاقات الاستراتيجية تعني الكثير لصانعي السياسية الأميركية.
الولايات المتحدة لن تنسى أبدا أن 15 شخصا من أصل 19 هاجموها في عقر دارها، ودمروا اثنين من أبرز معالمها الاقتصادية في نيويورك، وضربوا رمز قوتها العسكرية في ضواحي واشنطن سعوديون قاموا بعملهم بسبب سياسات آل سعود وطريقة حكمهم ونتاج ثقافتهم ومدرستهم الفكرية.
الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى السعودية ولا إلى غيرها من الدول الضعيفة في المنطقة. العرب لم يعودوا في ميزان الاستراتيجية أصحاب وزن. ستنسحب الولايات المتحدة من المنطقة قريبا ولكن بعد التفاهم مع طهران وأنقرة وتل أبيب على ضبطها. الخاسر الأكبر في المعادلة نحن والدول التي ظلت لعقود فرشاة الرسم التي ترسم بها واشنطن مستقبل المنطقة وفي مقدمتها السعودية ومصر.
أرى أنها بداية النهاية لحكم آل سعود، ومقدمة لفوضى تضرب دول الخليج وأنظمتها الحاكمة.
رأت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن رفض السعودية للمقعد غير الدائم في مجلس الأمن ,لا يشكل ضربة في وجه مجلس الأمن كما ترغب السعودية, بل يمثل خسارة للسعودية. ويظهر موقف السعودية ،غضبها من اتفاق الولايات المتحدة مع روسيا حول تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية, إلا أن تصريح الدبلوماسية السعودية جاء ليعلن أن الرفض نتج عن فشل مجلس الأمن في حل القضية الفلسطينية, كذلك فشله في حل الأزمة السورية مما أدى إلى قتل العديد من المدنيين السوريين أمام أنظار العالم. ولفتت الصحيفة إلى عدم إشارة الدبلوماسية السعودية إلى إيران, حيث لا يغفل عن أحد حساسية الموقف السعودي من التطورات الأخيرة الخاصة بإيران. كما تؤكد الصحيفة على عدم ملائمة مجلس الأمن لدولة مثل السعودية اعتادت الإتفاقات والمساعي السرية ، حيث لايمكن أن تقبل بمنصب في الأمم المتحدة يعمل بشفافية أمام أعين الجميع. كذلك تراجع دول المملكة السعودية كطرف مؤثر في منطقة الشرق الأوسط. فطبقاً لاسطلاع قام به مركز "بيو" البحثي, لم تعد للسعودية صورة إيجابية بين دول المنطقة سوى في الأردن ومصر, خاصة بعد تنازلها عن قضية الحدود الفلسطينية. لذلك, تؤكد "فاينانشيال تايمز" على أن رفض السعوديية للمقعد لن يعمل على تحقيقها لأهدافها, بل سيزيد من عزلتها الدولية ويضع علامات الاستفهام حول آليات اتخاذ القرار في المملكة.
الترفع السعودي - ان صح التعبير - عن قبول العضوية في مجلس الامن الدولي، يثير ما هو اكثر من الحيرة التي عبرت عنها موسكو.
فقد كان الاولى بالديبلوماسية السعودية وهي تذكر في بيان الاعتذار، بـ«بقاء القضية الفلسطينية من دون حل عادل ودائم لـ 65 عاماً» ان تمارس دورا اكثر فعالية يتناسب على الاقل مع ما تدعيه من ثقل في الساحتين العربية والاسلامية، للدرجة التي تجعلها تتخلى عن دورها في مجلس الامن الدولي للمرة الاولى في تاريخها.
تقتضي بديهيات ممارسة العمل الديبلوماسي، من اصحاب الدور المفترض، امتلاك اوراق اللعب، او بعضها، واحيانا استخدامها. ولهذا، كان الاولى على سبيل المثال، برئيس الديبلوماسية السعودي سعود الفيصل، الا يمتعض استهجانا كلما كان يسأل في سنوات الانتفاضة الفلسطينية قبل نحو عشرة اعوام ما اذا كانت المملكة ستمارس دورها في التلويح بخيار المقاطعة النفطية لإجبار الغرب على وقف المذبحة التي أطلقتها إسرائيل لإجهاض الكفاح الفلسطيني المشروع.
لم يتم التلويح، ولم يهرب سلاح، ولم يجر استدعاء سفير اميركي او تقديم احتجاج رسمي الى واشنطن لا في سنوات الانتفاضة، ولا في الحربين اللتين تلتاها على غزة. وفي حرب الـ2006 على لبنان، اتُّهم المقاومون بـ«المغامرة».
يوحي بيان الاعتذار - او الترفع - السعودي وهو يذكر بميثاق المنظمة بحفظ الأمن والسلم العالميين، بديبلوماسية ودور يختلفان كثيرا عن ذلك الذي تمارسه المملكة في الواقع.
ان بذور «الجهاديين العرب» زرعت بأياد سعودية واميركية ما بين جدة وبيشاور وقندهار في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي. لم يعد يختلف سياسي او باحث على ان ذلك شكل البدايات الاولى لـ«الارهاب الحديث» و«التكفير» باسم الاسلام الذي انفجر لاحقا في الجزائر ومصر والعراق واليمن والصومال وباكستان، وفي نواحي العالم المختلفة. كانت قندهار وقتها أَولى من القدس، ويبدو احيانا انها ما زالت كذلك.
واذا كان من قائل بان حتمية «الجهاد» فرضت على القيادة السعودية مواجهة «الكفار» الشيوعيين وقتها في جبال تورا بورا، فماذا يفعل «الجهاديون» انفسهم الآن في جبال ادلب والقلمون وعلى حدود لبنان؟!
ان هذه الديبلوماسية ذاتها لا تمتلك القدرة على مقاومة الرغبة السياسية في تغيير النظام في سوريا بالقوة، في انتهاك فاضح لميثاق الامم المتحدة الذي تقول المملكة في بيانها امس انها تدافع عنه وتؤمن به.
وهذه الديبلوماسية ذاتها، اختارت الانكفاء عن اللجنة الرباعية الاقليمية التي اقترحت مصر تشكيلها للبحث عن تسوية سياسية للازمة السورية، وتغيبت عمدا عن اجتماعاتها، بينما كانت تسير بخطى حثيثة في خيار الحل العسكري ومحاولة محاصرة دمشق سياسيا واقتصاديا وعسكريا.
لم تكبد الديبلوماسية ذاتها نفسها عناء النفي او التملص من التقارير التي كانت تشير بوضوح الى ضلوع المملكة في انفاق عشرات ان لم نقل مئات الملايين من الدولارات على تمويل فصائل سورية متنوعة، ما ساهم فقط في اطالة عمر المذبحة، وخراب سوريا، ووصول نيرانها الى سفوح جبال لبنان الشرقية... وما بعدها.
هل هناك حاجة للتذكير بعاصفة الارهاب التي تنامت تنظيما وتمويلا لضرب العراقيين برغم انسحاب الاحتلال الاميركي؟ هل هناك ضرورة للتذكير بان المملكة ذاتها التي سهلت وتعاونت ودعمت الغزو لاسقاط نظام بغداد قبل عشرة اعوام، تكاد لا تنطق بحرف ادانة امام هول حمام الدم الدائر على اراضي بلاد الرافدين؟ أليست هي الديبلوماسية المحنكة ذاتها التي تسمح لنفسها بادانة تفجيري طرابلس وتجاهل تفجير الضاحية الجنوبية في الوقت نفسه؟
ان التساؤلات كثيرة وهي لا تلغي حق السعودية في ان تتنحى عن دورها، سواء كان تعبيرا عن الحنكة او السمو الاخلاقي او الترهل. اما مجلس الامن فلا يدافَع عنه بالتأكيد.. ومن حقها في الوقت ذاته ايضا ان تكون بين اكثر الدول انفاقا على التسلح في العالم. لكن من حقنا الا نكتم اندهاشنا بهذه «الازدواجية في المعايير» بين المملكة ومجلس الامن، وألا نؤمن بأنه سمو.
موقع المنار غير مسؤول عن النص ومضمونه، وهو لا يعبّر إلا عن وجهة نظر كاتبه
مشكلة العقول التي استوطن فيها جين التبعية انها ترى امريكا اشبه ماتكون الة او رب بدونة تخرب الحياة.
السعودية قادرة على الاعتماد على نفسها فهي تلك مساحات شاسعة وثروات غير نفطية هائلة من مناجم ومعادن وغاز وانا ارى السعودية ان ابتعدت عن امريكا ستكون بيت العرب لامحالة والايام بيننا . اما بالنسبة لمن يتحدث عن صفقات بالمنطقة بعيد عن السعودية اقول له مجرد تصالح بسيط بين القاعدة والسعودية كفيل بجعل الشرق الاوسط حفرة من نار يقع فيها اصحاب الاحلام الوهمية لزعامة المنطقة من ايران وغير ايران.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .