أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


فايننشال تايمز...أميركا لا يمكنها الهروب بسهولة من حرائق الشرق الأوسط

17-11-2013 04:04 PM
كل الاردن -
الشرق الأوسط يحترق، والولايات المتحدة تتأهب للخروج منه: ثمة قدر (وإن كان ضئيلا) من المبالغة في هذه الملاحظة. أصبحت تفاعلات الصراع وتزايد الميول نحو فك الارتباط الأمريكي بالمنطقة يعززان بعضهما بعضا. وكلما ارتفعت ألسنة اللهب والحرائق في المنطقة، بدت واشنطن أكثر عزما على الابتعاد منها.ويتحدث زعيم أوروبي سابق معروف بعلاقاته القوية مع العالم العربي عن 'تمرد' إقليمي ضد الولايات المتحدة بشكل خاص والغرب بشكل عام. وكان قرار السعودية برفض عضوية مجلس الأمن الدولي –والقرار موجه لأمريكا أكثر من مجلس الأمن– قشة في مهب الريح.وكذا إحجام الدول العربية (مثال آخر) عن تمويل الفلسطينيين في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة للتوسط في اتفاق سلام مع إسرائيل. انتشر الاستياء ووصل إلى تركيا، حيث صرح الرئيس عبد الله جول قائلا إن غياب الولايات المتحدة عن الحل، سمح بتحول سوريا إلى ملاذ للجهاديين، وهي أقرب إلى أنموذج أفغانستان على البحر المتوسط.هذا الجزء من العالم (الشرق الأوسط) هو مستقر نظريات المؤامرة العنيفة. وقد تحدثت صحيفة ناطقة باللغة الانجليزية في منطقة الخليج مؤخرا عن مؤامرة أمريكية إيرانية مزعومة لإضعاف الدول العربية عن طريق تأجيج نار الطائفية بين السنة والشيعة، وهذا أبعد من الخيال؟، وقد اطلعت خلال بضعة أيام في البحرين على أبعاد شكوك العديد من العرب السنة. وثمة إشاعة أخرى منتشرة على نطاق واسع، ما قاله لي أحد كبار المسئولين، إنه يفترض وجود مؤامرة بين إسرائيل وإيران، وكان العديد من المحللين يعتقدون ذلك.أجرت أمريكا محادثات جديدة مع إيران بشأن برنامجها النووي. وقد أطلقت صفقة الولايات المتحدة مع موسكو بشأن التخلص من الأسلحة الكيميائية في سوريا، يد الرئيس بشار الأسد في قتل الأغلبية السنية لبلاده.كما استُقبل نوري المالكي، رئيس الوزراء العراقي الشيعي، في البيت الأبيض. فهل هناك حاجة إلى دليل إضافي على وقوف إدارة باراك أوباما الآن إلى الجانب الشيعي من الهوة الطائفية؟ هذا هو الحديث الذي يملأ الفضاء من قبل المشككين في الولايات المتحدة.خيط الحقيقة هناك أن الولايات المتحدة قررت بالفعل الرجوع خطوة إلى الوراء. وفي هذا، صرح أوباما، في وقت سابق، أنه انتخب لإنهاء حروب أميركا وليس لإشعال أخرى جديدة. وكان الالتفاف إلى آسيا الإشارة الأولى للتغيير في الاتجاه، حتى وإن كانت الانتفاضات العربية قد كشفت هذا. وكان ذلك قبولا بالهزيمة في أفغانستان.وفي مكان آخر، تكررت حالة فك الارتباط، باعتماد سياسة القيادة من الخلف في ثورة ليبيا لإسقاط معمر القذافي. وبعد كثير من التردد، نبذت الولايات المتحدة ​​التدخل العسكري في سوريا.وقد عبَر خطاب أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تمدَد هذه القرارات وتطورها إلى إستراتيجية، حيث تعمد التغاضي عن الكلام في دوامة الأحداث في سوريا وإغلاق الحكومة في واشنطن، ولكن التاريخ قد سجل حتى الآن أن (الخطاب) يمثل لحظة تخلي الولايات المتحدة عن الريادة في الشرق الأوسط بعد أكثر من نصف قرن.الرئيس، بالطبع، لم يقطع بالأمر تماما بمثل هذه الصياغة. فقد قال إن الولايات المتحدة سوف تستخدم كل أدوات القوة، بما في ذلك القوة العسكرية، للدفاع عن مصالحها الأساسية في المنطقة. وشملت هذه الحماية حلفاءها من العدوان الخارجي وكذا مواجهة الإرهابيين المصممين على مهاجمة الولايات المتحدة والحفاظ على التدفق الحر للطاقة. وستبقى السياسة الخارجية الأمريكية تركز بدقة على منع إيران من الحصول على سلاح نووي وتسعى لتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.ولكن في تحديد الأولويات، رسم أوباما حدودا أكثر صرامة: نشر الديمقراطية يصب في مصلحة الولايات المتحدة ولكن لا يمكن فرضها وتحترم الولايات المتحدة سيادة الدول، كما إنها لا تنحاز لأي طرف في مصر ولا تسعى إلى إملاء شروط أي تسوية في سوريا، ومن المفهوم أن الصراعات الطائفية لا يمكن تسويتها من قبل الأجانب.وبهذا، استُبدل التدخل الليبرالي بواقعية صارمة. وبعبارة أخرى، استبدلت الولايات المتحدة دورها كأبرز قوة في الشرق الأوسط إلى عامل توازن خارجي.ويمكنك أن ترى كيف وصل أوباما إلى هنا:سقوط الأنظمة الاستبدادية في العراق ومصر وسوريا كشف عمق الانقسامات بين السنة والشيعة.قليل هم الذين يدَعون أن الغزو الأمريكي للعراق كان نجاحا.'التدخل الخفيف' في ليبيا قد غذى هجرة الجهاديين إلى منطقة الساحل.فشل الولايات المتحدة في توجيه الأحداث في مصر.واستغلال روسيا للحرب في سوريا لاسترجاع قوتها في المنطقة.لم يكن للغرب سجل يتفاخر به في الشرق الأوسط، وكان دائما عرضة للاتهام بسياسة الكيل بمكيالين. الآن، الثمن المدفوع بالدم والمال خلال سنوات الحرب الأخيرة قد استنزف إرادة أمريكا في التحرك خارج نطاق الدفاع الفوري عن مواطنيها..لهذا كله، أظن أن أوباما سوف يجد أنه من الأسهل له التعبير عن نهجه الجديد أكثر من تنفيذه.ومناورات إطلاق المفاوضات النووية مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، كانت مشجعة، ولكن ليس أكثر من ذلك.وإذا فشلت واشنطن وطهران في التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بحيازة طاقة نووية مدنية في الوقت الذي تنكر فيه القدرة على بناء قنبلة، فإن كل الرهانات في المنطقة ستصل إلى طريق مسدود.وفي قلب الانقسام في الشرق الأوسط تكمن العداوة العميقة بين السعودية وإيران. ومن دون تقييد يد أميركا، فإن (الانقسام) يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة.وإذا كانت تجربة العراق ثم ليبيا بينت مخاطر أنواع التدخل المتفاوتة، فإن سوريا كشفت المخاطر الفظيعة التي يمكن أن تصاحب التقاعس عن التحرك.'فيليب ستيفنز' (Philip Stephens) / كاتب وصحفي بريطاني (فايننشال تايمز)وط
التعليقات

1) تعليق بواسطة :
17-11-2013 09:26 PM

الثرثرة والصمت

- نشهد حاليا فيما يتصل بسياسة امريكا الخارجية الجديدة في الشرق الاوسط تذمر وثرثرة من الجانب الاسرائيلي وصمت الخراف من الجانب الاردني بل و نشر طيف واسع من التحليلات التي تطفو على السطح و القاصر معظمها عن وصف و تحليل ما يجري نتيجة السياسة الامريكية الجديدة

- ان ما تشهده السياسة الامريكية الحالية هو حالة مشابهة لما مرت به في فيتنام او ما توصف بمتناذرة فيتنام والسياسة التي تبعتها والمتمثلة بالحقائق التالية

1- خسارة امريكا الحرب على المستوى العسكري التقليدي في فيتنام والذي كان يجسد النظريةالواقعية الامريكية الكلاسيكية التي ارسى ركائزها المنظر الامريكي هانز مورغنثاو عام 1948 والتي اعتمدت مبدااستخدام القوة في العلاقات الدولية لحماية المصالح الحيوية الامريكية

2- ونظرا لقصور مبدا استخدام القوة التي اعترت النظرية الواقعية

3- فقد انبثق عنها مدرسة الواقعية الامريكيةالجديدة المتمثل اهم اركانها بما يلي

- محاولة استبدال بعض جوانب المنهج العسكري التقليدي بالردع النووي المرن الذي وظف احتمال استخدام القوة النووية في المسرح الاوروبي على مستوى الفيلق والفرقة واللواء والكتيبة من خلال استخدام القذائف النووية الصغيرة والمجزاة

- مما ساهم في تطور العلاقات مابين القطبين عام 1972 لتجنب هكذا مواجهة ونقلها من حالة الصراع الى حالة الوفاق الدولي الذي بلغ ذروته عام 1978 فور انتهاء حرب فيتنام بالكامل

4- كان من المتوقع بعد هزيمة امريكا في فيتنام وقبل انسحابها ان تلجا الى الخيارات التالية

- خيار استخدام القوة النووية

- خيار اغراق فيتنام من خلال تدمير سدودها و جسورها وقنواتها وترعها المائية الامر الذي كان سيؤدي الى وفاة 3 ملايين فيتنامي

- خيار الانسحاب وترك فيتنام وحلفائها يسبحون في بحر من الطين و الدماء والدموع والتخلي عنهم كما حدث مع فيتنام الجنوبية وكمبوديا وتقريبا تايلاند ذاك الانسحاب الامريكي الذي اسفر عن سقوط 5 ملايين قتيل وجرح العديد من الملايين الاخرى وتدمير البلاد عن بكرة ابيها

5- وعودة الى متناذرة فيتنام وصلتها بواقع الحال السياسي والعسكري في الشرق الاوسط فستؤدي هذه المتناذرة الى

- الانسحاب الامريكي الكبير

- التخلي عن الحلفاء انما وبنسبية كالاردن والسعودية واسرائيل

- وبالتبعية اغراق الشرق الاوسط بالدماء والطين والدموع من خلال اهمال الحل السلمي مابين اسرائيل والدول العربية و تزكيةالصراعات الدينية والعرقية

- وانتقال امريكا من مرحلة الصراع مع اعدائها كايران وسوريا الى مرحلة الوفاق كما حدث مع الاتحاد السوفياتي

- اي انها النظرية والتطبيق الامريكي لسياسة فرق تسد الاوروبية

نرجوا من ناصر جودة التعليق

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012