أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


ذي قار جديدة 

بقلم : م أمجد الشباطات
31-12-2013 11:34 AM


كان الفرس والروم في الماضي يتنازعان السيطرة على المنطقة التي تسمى الأن منطقة الشرق الأوسط ،و كانت الحرب بين الفرس والروم تتم أحيانا بالمواجهة المباشرة في مناطق النفوذ وهى الشام والعراق وآسيا الصغرى و أحيانا عبر وسيطين أحدهما تابع للفرس(العرب المناذرة) والآخر تابع للروم(العرب الغساسنة).واستمرت هذه الحالة حتى بداية العهد الإسلامي. 
أرى الأن تشابها بين الحالة الماضية التي ذكرتها(الصراع على النفوذ بين الفرس والروم) وبين ما يجري الأن(الصراع بين إيران والغرب) بإختلاف واحد بسيط سأذكره لاحقا. 
النظام الايرانى الآن أقرب ما يكون الى النظام الكسروى، نفس الدولة الثيوقراطية ، والتشيع الإثناعشري فى إيران في كثير من محتواه ورمزيته ما هو إلا تكرار للعقائد الفارسية القديمة قبل الإسلام ولكن برموز وأسماء عربية وإسلامية. 
وعلى الجهة الاخرى الغرب وأمريكا تكرار للإمبراطورية الرومانية التي تحاول السيطرة على مناطق النفوذ وإستعمارها تحت أي غطاء.حيث من الممكن أن يكون هذا الغطاء دينيا(في أحد خطب جورج بوش الإبن صرح أن الحرب في أفغانستان هي حرب صليبية) أو مكافحة الإرهاب أو حماية الأقليات أو حماية الحلفاء والأصدقاء. 
في العقود الماضية تغير شكل الإستعمار من إستعمار مباشر إلى غير مباشر عن طريق التحالفات والسيطرة على الشعوب عن طريق الحكام. 

بعد بداية الثورات العربية في أواخر العام (2010)تغيرت طريقة التعاطي السياسي التكتيكي مع مناطق الشرق الأوسط وأصبح 
الغرب وأمريكا يعوا جيدا الأن أن اللعبة القديمة لم تعد تجدي بالسيطرة على الشعوب عن طريق الحكام ولا بد من كبح جماح مخرجات هذا الربيع بالتدخل المباشر وأيضا بفتح المجال أمام إيران وإطلاق يدها في المنطقة للقضاء على الإسلام السياسي السني المتنامي والذي يشكل خطرا وجوديا على الكيان الصهيوني مباشرة وعلى مصالح الغرب وروسيا أيضا مستقبلاً إن إستمر وتنامى وحاول تشكيل هوية جديدة تُحيّ الماضي. 

حيث أن الحالة الان تغيرت بسس تعقيدات الصراع والوضع في الشرق الاوسط ومآلات ما حدث في 11\9 والحرب في افغانستان والعراق والتغييرات التي تحصل الان في فترة الربيع العربي فان الحالة انتقلت من التنافس على النفوذ الى خلق تفاهمات خفية للتكامل وتقاسم النفوذ(ولو وقتيا) لكبح ما يمكن ان تفرزه الحالة الراهنة والتي ظهر جليا ان الاسلام السياسي هو المكون الوحيد الفاعل على الساحة وان قدر له الامساك بمقاليد الامور في المنطقة فسيشكل خطرا على الغرب والروس بحسب وجهة نظرهم لاتفاق هذة النظرة مع النسق التاريخي لما قبل سايكس بيكو. 
والإختلاف ألذي أشرت إليه سابقاً بين الماضي التنافسي مع دولة الفرس والحاضر هو الحاجة لعمل هدنة ولو طويلة للوقوف أمام الخطر الإسلامي . 
بعد الاتفاق الايراني من جهة وامريكا والغرب من جهة اعتقد ان الصراع في سوريا سيطول اكثر وستتسع دائرة الصراع اكثر وان كانت الشواهد كانت تتجه بهذا الاتجاه قبل الاتفاق ولكن الجديد ان الامور اصبحت اكثر وضوحا والخطر الايراني اصبح اكثر قربا فايران لن تتخلى عن رأس (الكماشة الشمالية) التي تمتد من العراق الى لبنان مرورا بسوريا وهي الضلع الاقوى بالاضافة الى (الكماشة) الجنوبية في شمال اليمن عن طريق الحوثيين.ولا ننسى التمدد في الجنوب الأفريقي ومحاولاتهم في الشمال الأفريقي للتشييع. 
أعتقد في هذه المرحلة ومع إشتداد الصراع في سوريا أن الشرق العربي أصبح أكثر قرباً للخطر الوجودي والأمر يحتاج إلى إصطفاف عربي إسلامي حقيقي ضد المشروع الفارسي لأن وقود الرغبة السياسية بالإستحواذ على المنطقة وقود عقائدي يغذى بالحقد على أمة الإسلام من ملالي التقية والشعوذة والخرافات الفارسية وهذا الإصطفاف بإعتقادي سيكون قريباً جداً وسيتخذ شكلاً تنظيمياً عمودياً وأفقياً بقيادة السعودية التي إستشعرت مؤخراً إقتراب هذا الخطر والمآلات الكارثية إن نجحت إيران في مخططاتها والتي تسارعت مع بدء الثورة السورية، والسؤال هنا هل ستكون الحرب على الأرض السورية ذي قار جديدة؟ 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012