أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


وُزَرَاؤُنَا وَسَيْكُولُوْجِيَةُ الشَّتِمِ وَاَّللعْـنِ 

بقلم : منتصر الزعبي
04-01-2014 11:13 AM
إنَّ استخدامَ لغةِ الشتائمِ واللعنِ ظاهرةٌ سلبيةٌ غيرُ محبذةٍ ،ازدادَ انتشارُها بصورةٍ ملفتةٍ للانتباهِ عندَ مسؤولِينا بحيثُ أصبحتْ شيئأً مألوفًا عندَهم . 
فالشتمُ يقلِّلُ مِنْ قدرِ ومكانةِ الشخصِ في المجتمعِ ،لأنَّه يهدفُ إلى إيذاءِ الآخرين والتقليلِ مِن شأنِهم والحطِّ مِن كرامتِهم وتشويهِ سُمعتِهم . 
فتوجيهُ الكلماتِ غيرِ اللائقةِ والمنبوذةِ بهدفِ الإيذاءِ وتشويهِ السمعةِ والحطِّ مِن المكانةِ الاجتماعيّةِ للآخرين سواء كانوا إفرادًا أو مجموعاتٍ ،ظاهرةٌ سلبيةٌ لا يستسيغُها الناسُ ،وبالأخصِّ عندما تهدفُ إلى الاستهانةِ بالآخرين. 
يرى عالمُ النفْسِ الأمريكيِّ تيموثى جايTimothy Jay ،مؤلفُ كتاب (الشتمُ في أمريكا)أنَّ الشتمَ يشيرُ إلى وجودِ مشكلةٍ جديرةٍ بالانتباهِ ،وإلى اضطرابِ الحالةِ النفسيّةِ للفردِ الذي يطلقهُ ،ويُظهِرُ مدى ما يشعرُ بهِ مِن معاناةٍ ،لذا يمكنُ القولِ :إنَّ نوعَ اللغةِ المستخدمةِ للتعبيرِ هو انعكاسٌ لمشاعرهِ الداخليةِ. 
هناكَ نقطةٌ مهمةٌ أخرى تستدعى الا`نتباهَ ،وهي علاقةُ الشتمِ بالشخصيةِ ،فالشتمُ كما نَوّهْتُ سابقاً لهُ صلةٌ بالضغوطِ النفسيّةِ والانفعالاتِ ،ومِن الواضحِ أنّ ردودَ الأفعالِ للضغوطِ النفسيةِ تختلفُ من فردٍ لآخر. 
وعلى وفقِ البحوثِ المختصةِ بسماتِ الشخصيّةِ ،فانَّ الذين لا يلجؤون إلى إطلاقِ الشتائمِ ،يتمتعون غالباً بنسبةٍ عاليةٍ مِن تقديرِ الذاتِ ،ولديهم قوةُ السيطرةِ على المشاعرِ والتعبيرِ عنها. 
وبحسبِ نظريةِ التحليلِ النفسيِّ فأنَّ الشتمَ يُعبِّرُ عن الرغباتِ اللاشعوريةِ في العدوانِ الذي يُستخدَمُ فيهِ الشتمُ عوضًاً عن السلاحِ ،كما انَّ الشتمَ يعبرُ عن الرغباتِ المكبوتةِ المضادةِ للمجتمعِ وما يُحرّمه على الفردِ. 
فهلْ قَدَرُ الشعبِ الأردنيِّ أنْ يَعيشَ ويسمعَ مِنْ مَسؤوليةِ المَوتُورِينَ وهمْ يَتطاولونَ علَيْهِ بِرقابِهم القَصِيرةِ ،وقاماتِهم القَمِيئةِ ،ورؤوسِهم الفارِغةِ ،والتي باتتْ ظاهرةً مقلقةً مؤرقةً تقضُّ مضاجعَ الشعبِ الأردنيِّ !أوَصَلَ بِنَا الحالُ مِنَ الهوانِ ،أن ِيتَطاوَلَ علينا :المُتَرَدِيَّةُ والنَطِيْحَةُ والمَوْقُوذَةُ وما أكلَ السبعُ ؟! 
لقدْ صَعَقَنَا الأقزامُ الذينَ يتطاولونَ علَى مَوائِدِ اللِئَامِ ،عندمَا صَدمَنَا 'خَالد طوقان' وَوَصَفَنا نَحُن الشَّعبَ الأردنيَّ بأنَّنا حَمِيرٌ أولادُ حمِيرٍ ،وأنَّنا مجموعةُ حَمِيرٍ وزَبَّالِينَ ،وأنَّنا عَاهَاتٌ ،وأنَّنا مَاسِحِيْ شَوارِع ،وأنَّ تفكيرَنا بِدائِيٌّ ،لا يَرْقَى وَالنَّوَوِيّ . 

ووزيرةُ السياحَةِ الفاشِلةِ ومديرةُ مكتبِ الملكةِ رانيا [سابقًا] 'مها الخطيب' عندما تطاولُت علينا وعلى أبنائِنا ووصفَتهم بالحميرِ ، ،والهَمَلِ ،وحثالةِ المُجتمعِ ،الذين سَينضمون إلى البلطجيَّةِ ،والهَمَلِ في الجامعاتِ لا بلْ وعلى ثوابِتِنا الوطنيةِ بوصفِها حالِ البلدِ بِفَلَّةِ الحُكمِ. 

معتبرةً أنَّ سُلوكَها وقولَها هوَ الحقُّ المُطابقُ للواقعِ ،حتَّى ولو كانَ سبًّاً وشَتْمًاً !وقدْ بررَتْ سَبَّها وشتمَها للآخرين بما هوَ أوهنُ مِن بيتِ العنكبوتِ . 
واليوم لم تجد وزيرة التنمية الاجتماعية 'ريم أبو حسان' وصفا يليق بالمواطنين الأردنيين في ظل الأزمة التي سببتها الظروف الجوية التي سادت البلاد سوى أن تصفنا نحن الشعب الأردني بأننا 'باردو االوجوه ليش نطلع بالبرد'. 
فهلْ هذا هو خُلقُ المسؤولِ ألأردني الذي يُمثِّلُ وجهَ الأردنِّ في الداخِلِ والخارجِ ؟!واقعُ الحال للعديدِ مِنْ مَسؤوليْنَا يؤكدُ ذلك في غِيابٍ للباقةِ والأدبِ الجم ،وعدمِ احترامٍ للشعبِ الأردني. 
أصحاب المعالي الذوات المحترمين :الحدُّ الذِي يفصِلُ بينَ النقدِ والشتْمِ واضحٌ ولا لَبْسَ فيهِ ؛إلَّا لِمَن فقدَ نِعمَة التمييزِ بينَ المَعانِي ! 

و بما أنَّ الشيطانَ قدْ عطسَ في مناخرِكم وأخذَتكم العزةُ بالإثمِ فإنَّ ملاحقةَ الشَتَّامِينَ أمثالَكم بالوسائلِ القانونيةِ ،وجلبِهم للعدالةِ ليسَ فيهِ مساسًا لِمبادئِ حريَّةِ التعبيرِ ،أو انتقاصًا مِنْ حقِّ النقدِ ،بلْ هو صيانةٌ لتلكَ المبادئِ مِنَ العبثِ ،والانتقاصِ ،وضمانةٍ لنقدٍ لا يَغرَقُ في وَحلِ الشخصنَةِ ! لقدْ حانْ الوقتُ لتعزيزِ ثقافةِ الاحترامِ ،وصيانةِ الكرامةِ عندَ الحوارِ ،أو إبداء الرأيِّ فِي المجتمعِ ،و لمْ يَعُدْ مقبولاً أنْ يَظنَّ البعضُ أنَّ بإمكانِهم شتْمَ الآخرين ،والاختباءِ خلفَ عباءَةِ الحريَّةِ والفوقية،أوالقبيلةِ ! 
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – [ليسَ المؤمِنُ بِطَعّانٍ ولا لعّانٍ ولا فاحِشٍ ولا بَذيءٍ ] وقال - صلى الله عليه وسلم : [سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ ]رواه البخاري 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012