أضف إلى المفضلة
الخميس , 02 أيار/مايو 2024
الخميس , 02 أيار/مايو 2024


صناعة القادة في الأردن 

بقلم : انيس الخصاونة
12-01-2014 10:59 AM
تولي كثير من الدول التي تهتم بمجتمعاتها وتنشغل في مستقبلها ومستقبل أجيالها في إيجاد القادة الأكفاء في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والفكرية والثقافية والعسكرية والأكاديمية والفنية والسياسية وغيرها .وفي سبيل تحقيق ذلك تصمم البر امج والمناهج والمقررات وتنشأ المؤسسات التي ترصد البوادر او المؤشرات المبكرة لسلوكيات قيادية عند الناشئة ليتم فيما بعد اكتشاف وتحديد القادة وتطويرهم وتدريبهم وتصميم مسارات محددة تسهم في الإفادة من طاقاتهم الكامنة واستفزاها وإخراجها وتنميتها. وتأسيسا على ما سبق نجد دوما قيادات في مختلف الصفوف والرتب والمستويات جاهزة لإدماجها وإحلالها محل القيادات القديمة ولربما تكون القيادات الجديدة أكثر كفاءة وتطورا وملامسة لواقع التطورات التي شهدها المجتمع أكثر من سابقاتها. 
لم تعد الأساليب والأفكار التقليدية القديمة في اختيار القادة ناجعة لا بل لم تعد محل اهتمام في الدول المتطورة .فلم يعد هناك مكانا أو إعجابا بسنن الوراثة في القيادة والتي تستند الى قاعدة 'ابن الشيخ شيخ' أو نظرية الرجل العظيم أو السمات القيادية التي تعتبر أنه مجرد توفر سمات محددة فإن الشخص يصبح قائدا لم تعد هذه النظريات صالحة حيث لم يتوفر الدليل العلمي الملموس على صحتها .فابن الشيخ قد لا يكون شيخا وابن الملك قد لا يصلح أن يكون ملكا والسمات التي كان يعتقد بان توفرها في الشخص يصنع منه بالضرورة قائدا لم يتمكن العلماء من الوصول للسند الكافي في ذلك. 
القادة أصبحوا يصنعون ويدربون ويؤهلون في المدارس والمعاهد والكليات العسكرية والأكاديمية ولعلني أشير هنا الى أن صناعة القادة تعتبر هي الصناعة الأرقى والأسمى من بين كل المساعي والجهود البشرية في الإبداع والتطوير لأنها صناعة تتعلق بالفكر والإنسان الذي سيدير كل ما تبقى من الصناعات والمساهمات في الحياة الإنسانية . 
وفيما يخص الوضع في الأردن فما زلنا نختار قياداتنا بالطرق الوراثية والعائلات والمحسوبيات أو بالأقدمية في الخدمة متكئين على أن عدد سنوات الخدمة تصنع قادة!! نعم ما زلنا نستخدم تفكير قديم وأساليب عفا عليها الزمن في اختيار قادتنا في مختلف المجالات ولذلك لا نجد إبداعات تذكر ولا نجد سجلات معتبرة في التطوير والإبداع والابتكار. لا زلنا في الأردن نفتقر للمعايير لاختيار القادة الكارزماتيين والتحويليين ممن يمتلكون الرؤيا والرسالة وممن يؤمنون بأن أهداف الأجهزة التي يسعون لتحقيقها تستحق العناء والتضحية لأجلها فيبعثون في جماهيرهم الهمم ويستنهضون العزم ويتصرفون مع الرعية باحترام وإيمان بقدرات الناس وقضاياهم والأهم من هذا وذاك أنهم يشكلون قدوة ونموذجا في تصرفاتهم للأخرين بحيث أنهم أيضا ينشغلون ليس فقط في أن يقنعون الآخرين بجدارة قيادتهم بل يقومون بتعليم أتباعهم القيادة وترسيخ القيم العليا والمحافظة على الكرامة والمبادئ السامية وبالتالي إنهم يعلمون زملائهم ومرؤوسيهم فن القيادة وبالتالي يخرجون قادة. بعض القادة في الدول النامية ومنها الاردن يريدون من أتباعهم أن يكون عبيدا لا قادة وبالتالي فإنهم لا يعدمون الوسيلة في سبابهم وشتمهم بحجة تعليمهم وهم لا يعلمون بأنهم يدمرون أهم مكون وعنصر في بناء القادة وهو الثقة بالنفس تماما مثل المعلم الذي يهين طلابه ويعتدي على كرامتهم ويمسح شخصياتهم بحجة تدريبهم وتعليمهم فهؤلاء مثلهم مثل القادة الذين يخرجون ويدربون شخوص أذلاء لا كيان لهم ولا شخصيات لديهم... أنهم يخرجون عبيدا مأمورين مهزوزين لا قادة ولا أسيادا فبئس الصانع وتعس المصنوع . 

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
12-01-2014 11:18 AM

كنت دائما وما زلت يا دكتور جريء في قول الحق ،بالتوفيق دوما.
فدوى البستنجي ، من طالباتك في جامعة مؤته الدفعة الثانية ،حاليا سكرتيرة مدرسة بالرغم من تفوقي في البكالوريس والدبلوم العالي .
كانوا يقولوا لكل مجتهد نصيب لكن يا دكتور في زمن المحسوبية، فقط لكل واصل نصيب.

2) تعليق بواسطة :
12-01-2014 12:06 PM

دكتور انيس المحترم الذي اقدر عاليا ما تقول وما تكتب وانت تتحدث بلسان كل حر اردني وما أقل الأحرار في وطني فبدلا ان يصنعون منهم قاده يعملوا جاهدين لصنع العبيد .
وان وطني المبتلى برجالات الرويبضه من افضل صنائعهم وضع الخبرات المتميزه في حاوية الزباله عقابا لهم على نجاحهم وتميزهم حتى لا تقوم لهم قائمة ونبقى على نفس النهج كبول البعير الذي يرجع الا الخلف في بلد رموز الكرتون ولاعقي الاحذيه من عصابة الحزب الحاكم وهكذا يحافظون على انفسهم ويعظمون الفساد ويقتلون القادة والأحرار وحسبي الله ونعم الوكيل .

3) تعليق بواسطة :
12-01-2014 01:35 PM

لاتتوقع يادكتور انهم ينصبوا واحد في براسة نخوة او شيمة في مكان قيادي في زمن الخصيان وقصور السلطان .

4) تعليق بواسطة :
12-01-2014 04:37 PM

الاخ سلمان المعايطه ابو ظفار لا مكان للاذكيا والشرفاء والرجال الرجال بين الرويبضه الفاسدين

5) تعليق بواسطة :
12-01-2014 04:42 PM

اما انت يا عموش لقد اصبت كبد الحقيقه فاوجزت فابلغت وتحياتي للاردني الحر الاصيل الدكتور انيس

6) تعليق بواسطة :
12-01-2014 05:02 PM

الأخ الدكتور أنيس الخصاونة المحترم
أرجو ألا تنسى بأن هناك قيادات غريبة عجيبة تهبط علينا بالمظلات مدعومة من دول أجنبية أو حتى مدعومة من قبل المخابرات الأمريكية أو الإسرائيلية وبين ليلة وضحاها تصبح في أعلى الوظائف من رئيس وزراء إلى رئيس ديوان الخ .. وعودة إلى بعض تسريبات وثائق الويكيليكس هناك وزراء ورؤساء ديوان ورؤساء وزراء ومستشارين في مكتب الملك من العملاء في أعلى المناصب القيادية

7) تعليق بواسطة :
12-01-2014 06:44 PM

كانت بريطانبا من تصنع القاده لنا العرب وتؤمن بلاستقرار لذلك لم يتغيرو على طول العقود عكس امريكا التي تحضر كذا قائد لكل مرحله واحداث الفوضه لكل مرحله بحجة حرية الشعوب فصناعه البريطانيه بدئت مع طرد الاتراك من المنطقه ولقضاء على اي ولاده القائد يختاره الشعب ودليل اثوراة التي حدثت في بداية تأسيس الدوله ولقضاء على قادتها امريكا معندها مشكله كل يوم تنتج قائد والذي يأتي على غفله منها تطوعه وما يحدث بلاردن من تغييرات بعد موت الملك حسين من تغيير ولاية العهد وتغييرها ثلاث مرات دليل ان امريكا من يصنع لنا القاده على حسب المرحله نحن شعب تخاذل عن اخذ حقه نحن لا نصنع قائد ولا عود كبريت لتضيء لنا الطريق.

8) تعليق بواسطة :
14-01-2014 01:46 AM

افضل من كان يصنع القادة هو سيد البشرية محمد صلى االله علية وسلم وكان يربي اتباعة على حب الاسلام والرجولة والشهامة وليكونوا في النهاية قادة ورجال وأما في هذا الزمن فيصنع العبيد وليس على مبدأ (ان خير من استأجرت القوي الامين)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012