أضف إلى المفضلة
السبت , 04 أيار/مايو 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 04 أيار/مايو 2024


هل يصمد الاردن فلسطينياً 

بقلم : عبد الحي حباشنة
16-01-2014 11:07 AM
توحي مؤشرات الحراك الدولي والامريكي بصورة خاصة تجاه القضية الفلسطينية بوجود شييء ما متعلق بالتسوية السياسية للقضية ضمن رؤى التصور الاسرائيلي المعزز امريكيا بصورة كلية , ولعل الاردن في ظل التقديرات والاراء المتداولة يكون الاكثر حساسية ازاء واقع التسوية وما يترافق معها من ادوار وتنازلات وتوجهات بحكم الموقع والدور والتاريخ . وهو الموضوع الاكثر جدلية على هذا المستوى والذي ينبغي معه طرح السؤال الابرز حول مدى امكانيات الاردن للصمود امام متطلبات الحل المفترضة . واعتقد هنا ان الاردن يستطيع ان يصمد بل ولزاما عليه ان يكون كذلك حفاظا على وجوده اولا بالمعنى السياسي وحرصا على ان لا يكون الزوج المحلل لتصفية قضية العرب الاولى فلسطين ولا يمكن هضم كل ما يمكن ان يقال من تبريرات لا تصب في خانة الصمود الالزامي تلك والتي يروج لها اشباه ساسة من صانعي القرار في الاردن وهم اساسا تكنوقراط محافظ لا يمكن ان يعبر عن افق الحركة السياسية الوطنية الاردنية او الفلسطينية . وهنا فان الملك مباشرة هو من سيكون في واجهة اية اختراقات على هذا المستوى المصيري امام شعبه وامام اي تغيير جدي في بنية القضية الفلسطينية لصالح ما تريد امريكا سلقه سريعا في سعي خائب لتحقيق انجاز سريع لا تعرف ابعاده المستقبلية واخطارها مستغلة اوضاعا دولية واقليمية غي واضحة المعالم والتوجهات . 
استغلال بؤس المعارضة الحزبية والبرلمانية في الاردن وحاجة الاردنيين الاقتصادية والوضع الاقتصادي الذي تم اقحامهم فيه وعدم وجود نخب منظمة لا يمكن ان يكون البوابة الامنه التي يدخل من خلالها بياعوا الحلول المحليون ومروجوها عندما يتعلق الامر بفلسطين ولن يكون المرور سهلا لكنه ممكن جدا في ضوء حالة التصيد التي يلعب على اوتارها جزء هام من مروجي الحل الامريكي المرتبطين اصلا بمصالح ليست اردنية . وان مقدمة الصمود الاردني تبدا من عدم التدخل او الدخول الى دهليز المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وليست هناك حاجة الى هذا السيل من الفقه السياسي العقيم الذي لا يريد خيرا لا بالاردن ولا بفلسطين ويتعامل مع الامر باعتباره صفقة يمكن ان تحقق ربحا ما . 
لم تعد حالات استغلال الولاء للاردن او فلسطين واللعب على وتر الحقوق وافتراق المعنى الدلالي للاجئين والنازحين مستساغة لغايات الاستهلاك الاعلامي فقط فنحن في مرحلة لكل كلمة دلالتها الخطيرة ولكل تصريح ثمن وقد يكون باهضا ففلسطين يجب ان تكون فلسطين اردنيا والاردن يجب ان يكون اردنيا على الصعيد الفلسطيني وان اي تساوق او تفاهم سياسي بين الانظمة السياسية خارج الارادة الشعبية ستفضي حتما الى احتقانات لا يعلم مداها الا الله . 
القوى السياسية الاردنية ابتداء والفلسطينية مطالبة بلغة والية عمل واضحة المعالم لما يتردد حول التفريط بالارض والمقدسات تحت عناوين فضفاضة اثبت التاريخ ان بني صهيون هم الابرع في اقتناص اللحظة المؤاتية للانقضاض على كل ما هو خارج مصالحها ولنا في الاتفاقيات الاستسلامية ومسار التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي خير امثلة على ذلك . 
الشعب العربي الاردني والشعب العربي الفلسطيني يملكون قدرة الحسم الاساسية في رفض التصفية ولا بد لقواهم الحية من توجيه رسالة واضحة المعالم لكتل الجذب المرتبطة بالحل الامريكي وبصورة لا تحتمل المراوغة سواء في الاردن او فلسطين وهنا لا بد من التذكير بان المسالة تجاوزت اللعب على وتر الجهوية واصبحت تهدد الجميع . 
الاشكالية الاعمق اردنيا تكمن بشكل اساس بوجود مروجي الحل ومنظري الدور الاردني فلسطينيا في مراكز قرار حيوية ويعملون ويحضرون لجملة من الوقائع والتسويقات السياسية والاقتصادية على ارض الواقع والتي تجعل تمرير هذا الدور المفترض مقبولا او اقل نفورا على المستوى الشعبي الاردني يساعده في ذلك عدم وضوح الرؤيا والخوف الذي يعتري النخب الشعبية الاردنية في مسارات مختلفة . 
الدولة الاردنية بمكوناتها من الارض والشعب والنظام السياسي في مرحلة انعطاف خطيرة وان الدخول في مغامرة لا تملك الاردن ايا من مفاتيحها الرئيسة وتخضع لاعتبارات امريكية واسرائيلية لا تملك تغييرها او حتى معرفتها يمكن ان يفضي الى تغييرات بنيوية اساسية على صعيد الاردن والمنطقة عموما . وان قرارا سياديا وطنيا بالناي عن كل سلوك مريب في هذه المسالة هو الضامن الحقيقي لتماسك شعبي ومؤسسي قادر على ان يوقف امريكا عند حدود المصالح الاردنية والفلسطينية العليا ونقول للذين يقولون ( دي امريكا ) في معرض تسويقهم لحالة الذل والهوان التي يريدون لاوطاننا ان تدخلهاان الشعوب الحية تدافع عن نفسها حتى باظافرها واسنانها ان لم تجد ما تدافع به واظن ان الشعب الفلسطيني المكافح وسنده الشعب الاردني جديرون بهذا الدور على الدوام والحذر الحذر من تمرير ما يخطط له الاعداء بجدية وتسارع بالغي الخطورة هذه المرة. 

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012