أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024
الأربعاء , 15 أيار/مايو 2024


لماذا لا يحاسب هؤلاء ؟

بقلم : خالد عياصرة
21-01-2014 10:56 AM
ذات جمعة 2 آذار، 2013، وفي طريقي لزيارة الدكتور أسامة عكنان في الزرقاء، قادماً من جرش، توقفت للصلاة في أحد المساجد على الطريق.

قبل دخولي إلى المسجد سمعت صراخاً، وكأن يوم القيامة قد أزف، وإذ بالخطيب، يرسلُ سياط كلماته، موبخاً الحضور، ومنتقلاً من موضوع إلى اخرى، فمن الموت إلى الاسلام، فالجهاد، لينتقل بعدها إلى سيدتنا عائشة، ومن ثم إلى تاريخ المسلمين، فالشعية والسنة، ووجوب محاربتهم وابادتهم، لتخلص منهم، ناهيك عن سب الزعماء العرب، وكل من لا يتقيد بخطبته،، كل هذا وأنا استمع، لخزعبلاته، والفاظة التي تفضحه، خصوصا التي تحوي حرف الراء. في الحقيقة لم أعرف أن أحدد هدف الخطبة، بل أين الخطبة عينها.

الشيخ – اصلحنا واصلحه الله – نصب نفسه، مدافعاً عن حياض الإسلام و المسلمين، ومعاقباً لمن يتخاذل عن نصرة الإسلام، بصراحة لم اطق نفسي، ما كان مني الا أن رددت عليه أثناء الخطبة - ليقال عني أني لغوت- قائلا: يا سماحة الشيخ يا حبذا لو تذكرنا باليهود، وارضنا العربية المغتصبة، بفلسطين، ذكرنا بالقدس، لا بالسنة لا الشيعة، وتكفيرهم، دع خلق الله لله، حث الناس على قتال اعداءهم،، لا على قتال انفسهم. يا شيخ لقد نسينا فلسطين، فهل من متذكر

. هنا، اربد وازبد هنا، وأعلى من سلطان صوته، وإذ به يقول: أنت زنديق، وتشرع استباحة دم المسلمين، ما حدا بي للقول: قد أكون زنديقا كما تقول، لكنني لا أكفر الناس، ولا استبدل عدوي التاريخي، بأخر، يا شيخ أن الصلاة خلفك لأثم عظيم، أنتهت الخطبة، صلى الجميع، ولم اصلي، وبعد نهاية الصلاة، قمت، واديت ما فرض علي من صلاة الظهر.

اسوق هذه الحادثة: للقول: إن المنابر لدى البعض ما هي إلا طريقا لنشر خطاب الكراهية، والعداء، ضد كل من لا يتوافق مع رؤيتهم، هؤلاء، الذين كانوا سبباً في اعلاء كعب الفتنة في اوطاننا العربية والاسلامية، عندما تم استخدامهم من قبل اجهزة المخابرات العالمية لتحقيق مشاريعها، انطلقا من فتاويهم وخطبهم وصولا إلى اجسادهم، عادوا ليظرهوا من جديد، وبصورة أكبر من ذي قبل.

هؤلاء كانوا سبباً في ازهاق أرواح الكثير من الشباب، بعدما غرروا بهم، بحجة الجهاد في سبيل الله، لا ضد اعداءنا، بل ضد اخواننا في الدين ! باسم السلفية، وباسم الجهاد، وباسم كل شي لا يستقيم لديهم إلا بالقتل، والترهيب والترغيب.

هؤلاء، هم ذاتهم الذين كانوا سببًا في نشر الفكر التكفيري في اوطاننا العربية، ومن بينها الأردن، صحيح أن الأردن يصدرهم للخارج، لكن مهما طال الزمن، فإن مصيرهم الحتمي هو العودة إلىه، بافكارهم، وتوجهاتهم، وسواد غضبهم، ورؤيتهم الغريبة التي لا تتلائم الا مع امثالهم، فالاخرين بالنسبة لهم مجرد كفرة فجرة، واعداء، لا ضير من استهدافهم، بل وقتلهم، فلماذا تصمت عليهم الدولة، الانها شريكة لهم في مشاريعهم !

ان بقاء هؤلاء يتصدرون المشهد الديني في ظل الاوضاع التي يعاني منها الاقليم، فان فارهم ستكوي جسد الاردن قريباً، فهم في الخارج على شكل تنظيمات، وكذلك في الداخل، يمكن تفعيلها بسهولة، ويسر، فهم يتحركون ويخطبون، ويفتون، كما يحلو لهم.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012