بعد انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، والتي أجريت أمس الأول 28 نوفمبر، وتأكد الحزب الوطني الحاكم في مصر من تقدمه ونجاحه في إزاحة معارضيه، وخسارة جماعة الإخوان التكتل المعارض الأقوى للنظام والحزب الحاكم وإعلانها الانسحاب من الجولة الثانية ـ الإعادة ـ فضلا عن انسحاب المعارض القوي حمدين الصباحي رئيس حزب الكرام، وفي مساء اليوم التالي 29 نوفمبر، ارتفعت اللافتات المؤيدة لأمين العام المساعد وأمين عام لجنة السياسيات بالحزب الوطني الحاكم ونجل الرئيس حسني مبارك، جمال مبارك رئيسا لمصر.

وجاء في اللافتات التي ارتفعت شاهقة ومحتشدة على محال وعمارات وأعمدة الإنارة وساحة ميدان الرمل والشوارع المؤدية إليها مثل شارع صفية زغلول وسعد زغلول والاسكندر الأكبر وغيرها وأعمدة الإنارة المحيطة بالميدان الذي يتوسطه تمثال سعد زغلول ـ زعيم الأمة ـ الشهير للفنان محمود مختار مواجها للبحر الأبيض المتوسط لتقول 'نعم نؤيدك .. جمال مبارك احنا اخترناك نؤيدك ونبايعك .. لرئاسة مصر .. مؤيديه ومحبيه : المهندس محمد مرسي فهيم .. المهندس ناصر راشد ضيف .. الحاج محمد حسين مندور'.

وعلى استحياء وفي شارع جانبي ـ شارع اللواء عبد الفتاح الحضري ـ حيث يقع محل الفلافل الشهير 'مطعم محمد أحمد' كانت هناك على الحيطان وأعمدة الإنارة وفي متناول أيدي المارة ملصقات لصور صغيرة الحجم، تضم صورة الرئيس حسني مبارك وتحته صورة نجله جمال، وقد لاحظنا أنها تخلو من اسم الرئيس مبارك، وأنها تعرضت للتشويه عمدا، تقول الصورة 'إن تنصروا الله ينصركم .. انتفاضة حب .. شارك معنا في تأييد .. جمال مبارك ـ منسق الحملة حسين عوض محمد ـ ابن العطارين'.

وليس الأمر بالجديد، لكن توقيته هذه المرة يشير إلى أن ثمة حسم لأمر رئاسة جمال مبارك لمصر خلفا لوالده، حيث تأكد الحزب الحاكم أن مقاعد البرلمان قد أصبحت في حوزته سواء على مستوى نوابه الموالين له أو نواب الأحزاب التي سمح لها أو سيسمح لها بالحصول على بعض المقاعد لتجميل وجهه.

وتلف العجلة في رفع اللافتات أن مشروع التوريث في مصر يعمل على قدم وساق وأن أصحابه يستشعرون أن الوقت يداهمهم ومن ثم لابد من الإسراع وانجاز الأمر.

(ميدل ايست)