أضف إلى المفضلة
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024
الإثنين , 29 نيسان/أبريل 2024


عَبَاْءَةُ الْمَلِكِ لَا يَلُوْذُ بِهَا إِلَّا شُرَفَاءِ اْلوَطَنِ وَأَحْرَاْرُهُ

بقلم :
15-03-2014 09:42 PM


بقلم الدكتور منتصر بركات الزعبي

يُحكَى أنَّ ذُبابةً وقفَتْ على نخلةٍ عملاقةٍ ،فلمّا همَّتْ بالانصرافِ ،قالتْ باستعلاءٍ:أيّتها النخلةُ تماسكِي ،فإَّنِي راحلةٌ عنكِ ،فقالتْ النخلةُ العملاقةُ:انصرِفِي أيّتها الذبابَةُ ،فهلْ شعرتِ بكِ حينما سقطتِ علَيَّ لأستعدَّ لكِ وأنتِ راحلةٌ عنِّي؟
هذهِ القصّة ذاتِ المعانِي الكبيرةِ ،تَحكِي حالَ مِنْ يظنُّ أنَّهُ وحيدُ زمانِهِ وأنَّ الزمنَ لنْ يلدَ أو يُنجِبَ واحدًا بمواصفاتِهِ ؛مِمّن غلبتْ عليهِ شِقوَتهُ ،فَضَلَّ عنْ عِلمٍ ،وهلكَ عنْ بيَّنةٍ ، ،فأخذَهُ الغرورُ ،بالتطاولِ على القِممِ الشامِخةِ والهاماتِ العاليةِ ،مِن المُدافعِين عنْ الوحدةِ الوطنيّةِ ونبذِ فِكرةِ الوطنِ البديلِ والتوطينِ والداعِين إلى مُعاقبةِ كلِّ مِن يروِّجُ لها ،وعلى الذين يُظِهرونَ خَلَلَ أصحابِ الأهواءِ والبدعِ ويكشفون فسادَ مناهجِهم وانحرافِ طرقِهم ومقاصِدِهم والتواءِ ألسنتِهم واعوجاجِ سُبلِهم ؛رغمَ ما يتشدقونَ بهِ مِن الوطنيّةِ وقبولِ الرأي والرأي الآخرِ! وهو في الحقيقةِ قزمٌ لا يتعدّى أخمصَ أقدامِهم .
وبما أنّنِي مِمَّن لا يُداهِنُ ولا يُساومُ ولا يقبلُ التنازلَ أو التهاونَ ،مثلي مثل أغلبِ الوطنين الأحرارِ ،الذين قاموا لنصرةِ وطنِهم ومَلكِهم ،فإنّ كلماتِي تبقى أشدُّ عليهم مِن السهامِ والنِصالِ والحِرابِ يومَ النزالِ ،فَحَقّ فيه ما قاله رسولُ اللهِ – صلّى الله عليه وسلّم - لفاروقِ هذهِ الأمّةِ عمرَ بنِ الخطابِ - رضِي اللهُ عنهُ - حينَ اعترضَ على شعرِ عبدِ اللهِ بنِ رواحةَ عندَما قالَ: يا ابنَ رواحةَ أفي حَرَمِ اللهِ وبينَ يدَيّ رسولِ اللهِ؟! فقالَ النبِيّ – صلّى الله عليه وسلّم - :(خلِّ عنهُ فو الذِي نفسِي بيدِهِ لَكَلامُهُ أشدُّ عليهمْ مِنْ وَقْعِ النِبالِ) (صحيح سنن النسائي للألباني(
لهذا وجدتُ مِن الواجبِ عليّ أن ألقم هؤلاء أحجار الرد وقذائف النقد التي تحرق قلوبهم وتشعل غيظها ؛كونها معبرة عن مرارة وألم وغيظ ووجع ،فهي ترسم الأمل فتشعل في قلب الغيورين على هذا الوطن ،الغيرة الممزوجة بالحسرة.
فهؤلاء لا يقبلون إلا من أيد أهواءهم ،ووافق مناهجهم ،وطبل وزمر لهم ،أما إذا ما أتى على خلاف ما يشتهون ،ولو كان حكمه هو الحق المبين ،فإنك تراهم يصرخون ،ويولولون، ويتهموننا بأننا لسنا وطنيين ،وخونة ،ومرتزقة ،وأننا نحتمي بعباءة الملك.
فماذا تتوقعون من بعوضة تربت في المياه الآسنة أن يخرج منها ؟ سوى السموم ،الذي كلما اشتد جناحها وأحست بأنه صار لها كيان ،تستطيع أن تلسع من تشاء ،دون خوف أو حياء من أي رادع يردعها ،بحجة الديمقراطية وحقوق الإنسان والشفافية الزائفة .
هؤلاء هم من يمارس البلطجة الفكرية ،وعقوبة الإعدام على مخالفي الرأي ،وهم الأخطر على الوطن والمجتمع ،الذين لا يقبلون النقد أو الرأي الآخر.
إنهم يبذلون كل ما في وسعهم ،لتثبيت أركان هذه الظاهرة، وتدعيم جذورها، لتترسخ في المجتمع، وإظهار الأمر على أنهم وحدهم العالمون ببواطن الأمور، الفاهمون لكل ما يدور حولهم ،المستشرفون لآفاق المستقبل عبر التنبؤ بما هو كائن وما سيكون!!
فلم يعد هناك حوار سوى من طرف واحد فقط ،يقول (لا أريكم إلا ما أرى) كما لا يتوانى هؤلاء عن استخدام أساليب متعددة، تحوي اتهام الفكر المخالف 'عمدًا' بأخطاء لم يرتكبها، تتسم بلغة الردح والشتم واغتيال الشخصية ، والردح والشتم ليس حجة تفكك فيها فكرة الآخر ،ومما يلاحظ على هؤلاء ،أنهم لا يقبلون بالحجة ولا بالمنطق ولا بالمبدأ ويرفضون المسلمات ولا يعرفون القراءة ولا يجيدون الحوار ولا يقبلون الرأى الآخر ؛فهم يمثلون ديكتاتورية الأقلية ،عن طريق الصراخ والشكوى والنواح والنباح ،لحرمان الأغلبية من حقها المشروع في إبداء الرأي ،نحن نقول إن الكلمة اخطر من الرصاصة ،وكل من يساهم بالتحريض ،إنما يزرع بذور الفتنة ونشر ثقافة الكراهية ،ورفض الأخر ،التي باتت تهدد نسيج مجتمعنا ،ووضعه في أتون فتنة تقود إلى تدمير بلادنا لا قدر الله ،حيث لن تجد الأجيال القادمة ،إلا الخراب والدمار و،كل ذلك بالطبع خدمة مجانية لأعداء بلادنا ،وفي مقدمتهم إسرائيل ،وسندفع جميعا ثمنه وأولادنا وأحفادنا.
إننا نطالب بالعمل على تعميق ثقافة التسامح وقبول الآخر لان ذلك من شأنه تقوية مجتمعاتنا وبلادنا.
أما نترك الحبل على غاربه لأصحاب البلطجة الفكرية أن يمارسوا بلطجتهم من خلال إقامة حواجز نفسية وفكرية، لا يجوز لأحد الاقتراب منها أو تخطِّيها فهذا هو الخطر بعينه الذي يهدد الأمن القومي والسلم الاجتماعي، وربما الوجود المادي للدولة ذاتها .ولذلك فإننا نعتقد بأنه من الضرورى أن يتم 'اجتثاث' هؤلاء، حتى يتعافى المجتمع، ويسترد وعيه من جديد. والله أسأل أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يؤلف بين أبناء وطننا ، وأن يجعلنا إخوة متلاحمين.
Montaser1956@hotmail.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-03-2014 09:54 PM

ارحم يا زعبي

الله يرضى على كل الاردن خلانا نعرف قامة جديدة في الاردن .

واجل ما في ما كتبته فعلا انك تعتبر نفسك قامة وطنية ومن يرفض الوطن البديل هم الاقزام .

يا غلام ...............
............................

2) تعليق بواسطة :
15-03-2014 09:58 PM

صدق منتصر وهو غير منتصر فإن الشرفاء فقط يلتفون تحت عباءة الملك وما عدا الشرفاء لن تتقبلهم العباءه بل وتطردهم واليكم بعض النماذج من الشرفاء .
دولة السيد فايز الطراونه والسيد هيثم الدحله .
سعادة السيد مجدي الياسين
سعادة السيد الراسخ
سعادة السيد خالد شاهين
عطوفة السيد سميح البطيخي
عطوفة السيد محمد الذهبي
سعادة السيد اكرم حمدان
سعادة السيد وليد الكردي
سعادة السيد منتصر الزعبي
وغيرهم من اصحاب الدوله والمعالي والسعاده والعطوفه .
لقد اصاب المنتصر منتصر الزعبي وكلامه ليس تسحيجا بل عين الحقيقه .

3) تعليق بواسطة :
15-03-2014 10:50 PM

نعتذر

4) تعليق بواسطة :
15-03-2014 11:47 PM

اسوأ انواع الفساد هو الذي يرتدي ثوب الفضيله !!

5) تعليق بواسطة :
15-03-2014 11:50 PM

لقد زادت الرويبضات بهذه المقالة ،وشكراً لكل الاردن ان عرفتنا برويبضة جديد ، ومتملقاً وسحيج حتى النخاع ،ما يحزن القلب ان ترى شخص بمرتبة دكتور يستخف بعقول الناس ويفكر ان شهادته جواز سفر يمن بها ان يختزل الفهم مع ان شهادة الدكتوراه هذه الايام تعادل محو الاميه وما اضنها تجاوز ذلك عند بعض حملتها لن اطيل فكلام الكاتب بما فيه ينطق ولايحتاج الى عقل بديع ولا الى ذهن فضيع حتى يثبت بطلانه وسطحيته وتجنيه على الوطن والمواطن فما عاد احد يشتري مثل هذا الكلام بنقله ...مع السلامه

6) تعليق بواسطة :
15-03-2014 11:55 PM

يا رجل شو الي خرب بيتنا غير المروجين امثالك والملتحفين بعباءة الدين ؟ اسكت ونام واترك غيرك يتكلم .
لا حول ولا قوة الا بالله .

7) تعليق بواسطة :
15-03-2014 11:59 PM

مقال لا يستحق القراءة ،ولا التعليق ،ولا يستحق وضعه بموقع محترم كموقع كل الاردن ،لان هناك الكثير من المواقع التي يمكن ان تنشر ترهات ............،الذين يأملون ان يحظوا بثمن لما يكتبون ، او الذين يرغبون الرقص بالعتمة ،وكان من الاجدى لمثل هؤلاء .......ان يستمزجوا اهلهم وزوجاتهم واخوانهم ،فيما اذا كان ما يكتبونه من حشو الكلام ،مقبول لديهم ام لا !!!؟؟؟

8) تعليق بواسطة :
16-03-2014 12:13 AM

يا ريتني طير لطير حواليك ومطرح ما تروح عيوني عليك هذا لسان حال الكاتب يقول لكل الفاسدين ومن يفسدهم ، باختصار للكاتب نقول اطفي نارك وكب دلالك قهوتك ما تنذاق ،ارحل عن عربنا ما انت من اهلنا ولا من طينتنا ولا من ديرتنا ،مش المهم اسمك وعشيرتك ،اصل الفتى ما قد اتى يادكتور اكبر وارتفع مثل شهادتك المهم ان ترتفع انت وليس الشهاده كثير من الذين لايحملون شهادات كانوا قدوة ومعلمين وهذا هو الفرق بين المتعلم وبين المثقف والفرق بين الشهم والغيور وبين الرخيص والمنافق ؟؟تحياتي

9) تعليق بواسطة :
16-03-2014 06:34 AM

روايتك لحكاية الذبابه والنخله ربما تكون قد ظلمت ذبابتك فيما إذا إستحضرنا قول الله تعالى ( يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئاً لايستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. (الحج73)

10) تعليق بواسطة :
16-03-2014 09:23 AM

هذه الجمله مقتبسه من المقال :
إننا نطالب بالعمل على تعميق ثقافة التسامح وقبول الآخر لان ذلك من شأنه تقوية مجتمعاتنا وبلادن, إنتهى الإقتباس.

يالها من معزوفة سيمفونيه رائعه, حبذا لو كنت قد دندنت بها يا دكتور قبل أن تنتقي عبارات مقالتك التي تدعوا للتأجيج والإستنفار .

في مقالتك السابقه التي كانت بعنوان (( أما ان للمرجفين أن يخرسوا )) دعوتك راجيا أن تعيد صياغته مفتتحا المقال بتقديم الإعتذار للشعب الأردني والقاريء على ما أحتواه من العبارات الهابطه التي لا تليق بك وبنا كمواطنين أردنيين اعتدنا أن نزهو بسماحة الخطاب ورقي لغة الحوار وموضوعية الهدف .

أنا من الداعين دوما لإنتقاء لغة الخطابه مع الملوك وأولي الأمر , وإلى عدم إقحام جلالة الملك وأسرته والعائله الهاشميه في أي حوارات عامه , وإلى تنزيه الملك من أي إشاعات إتهاميه قبل أن يعود كل منا لنفسه ولضميره وإلى ما حذر منه الله ورسوله ويعمل على فلترة ما يسمع .

وبنفس الوقت فإنه لا يجوز لكاتب المقال أن يتصدر الدفاع عن الملك ومن يحتمون بعباءته على إعتبار أنهم ذو خصاصه بإستخدام هذه العبارات التي لا تليق بالحامي والمحمي مع أن جميع أبناء الوطن الشرفاء يتشرفون بالإحتماء بعباءة الملك إلا الذين يسعون لتدنيس طهارة هذه العباءه بفساد سلوكهم وأداءهم وفكرهم وأغلبهم معروفين للمواطن العادي .

إنني أدعو الكاتب الكريم أن يعمل بثقافة التسامح التي دعا لها , كما أنني أرجوه أن يحترم القاريء ولا يفرض عليه هكذا كتابات لا ترتقي لمستوى الهم الوطني الذي يتصدره الفساد على الصعيد الداخلي وأطماع إسرائيل على الصعيد الخارجي ... ودمتم

11) تعليق بواسطة :
16-03-2014 01:39 PM

الى (خالد المجالي)لا اريد ان انزل الى مستوى الانحطاط الفكري لهذا الموقع الذي كنت اعتبرة يوما من الايام منارة ثقافية لكن ان يصل الامر الى التهكم على شخص كاتب المقال فهذا هو الاسفاف بعقول القراء والمتابعين وان تأخذ رأي واحد وهو الذي يوافقك فقط عيب عليك وعلى القائمين على هذا الموقع ان تستخفوا بعقولنا اذا كان هنالك من اختلاف في الرأي على المقال فليكن النقد على المقال وليس على كاتبة .
ارجوا انشر عملا بحرية الرأي والرأي الاخر اذا كنتم تأمنون بهذا العمل اصلا.

12) تعليق بواسطة :
16-03-2014 06:40 PM

نعتذر

13) تعليق بواسطة :
16-03-2014 06:54 PM

شكرا قول الحقيقه مر

14) تعليق بواسطة :
17-03-2014 03:54 PM

قرأت كل التعليقات ولم اجد فيها انتقاد لشخص الكاتب و انما انتقاد للمقال ولبعض افكار الكاتب

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012