بشار الحنيطي واخلاص القاضي – يؤكد متخصصون ان تأخر سقوط الامطار ( الانحباس المطري ) لا يمثل سببا رئيسا لانتشار امراض الانفلونزا الموسمية والالتهابات الرئوية . ويشيروا لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) الى ان ما تشهده المملكة من فروقات كبيرة في درجات الحرارة ما بين ساعات الصباح الباكر والمساء في اليوم الواحد يعد احد اهم اسباب الاصابة بتلك الامراض منوهين الى اهمية اتباع وسائل الوقاية منها وعدم تناول المضادات الحيوية دون استشارة الطبيب المتخصص . مستشار وزير الصحة لشؤون الرعاية الصحية في وزارة الصحة الدكتور عادل البلبيسي يقول ان مناعة الاشخاص بشكل عام تقل خلال موسم الشتاء بسبب تعرضهم لفروقات في درجات الحرارة سواء خارج المنزل او داخله مبينا ان هذا الامر من شأنه تنشيط الاصابة بالالتهابات الرئوية الناجمة عن اسباب فيروسية وبكتيرية . ويوضح ان الاشخاص المدخنين هم الاكثر عرضة من غيرهم للاصابة بالالتهابات الرئوية نتيجة معاناتهم من التهابات في القصبات الهوائية وتوسع فيها اضافة الى ان ( السجائر والنرجيلة ) يحتويان على مواد مسرطنة من شأنها مضاعفة الاصابة بهذه الامراض . ويشدد الدكتور البلبيسي على اهمية معالجة الالتهابات الرئوية بشكل مبكر , اذ ان عكس ذلك قد يؤدي – لا قدر الله – الى الوفاة او الى مضاعفات صحية خطيرة كالاصابة بامراض القلب . ويشير الى ان الالتهابات الرئوية تنقسم الى نوعين هما , المزمن الذي يُسبق باعراض قبل الاصابة به كالسعال ويتكرر على مراحل , والحاد الذي يصاب به الشخص فجأة دون اعراض مسبقة الامر الذي يستلزم رعاية طبية مباشرة للمريض خاصة للكبار او صغار السن . يقول استشاري الامراض المعدية في الجامعة الاردنية الدكتور فارس البكري انه من المعلوم ارتباط مرض الانفلونزا الموسمية بموسم الشتاء , غير انه ليس من المؤكد علميا ان الانحباس المطري يزيد من معدلات الاصابة به وانما ما يحصل حقيقة هو ان الجفاف , والرطوبة البسيطة يزيدان من سرعة انتشار فيروس هذا المرض وانتقاله حتى لو شهد الموسم امطارا كثيرة مدللا بذلك على ان الامطار والثلوج تتساقط في العديد من دول العالم ومع ذلك فانها تشهد انتشار الاصابة بامراض الانفلونزا الموسمية . ويوضح ان هنالك العديد من العوامل التي تسهم بسرعة انتقال الفيروس من شخص الى اخر ومنها التزاحم والتجمع والجلوس في البيوت ضمن غرفة واحدة في الوقت الذي يجلس بها مريض مصاب بالانفلونزا دون ان يتخذ المخالطون له عوامل وقاية من العدوى منه مشيرا الى ان هناك العشرات من الفيروسات المسببة للانفلونزا , لكن اشهرها فيروس الانفلونزا العادية ( الموسمية ). ويبين الدكتور البكري اهمية اخذ مطعوم الانفلونزا في بداية شهر الخريف من كل عام والذي يقي بدوره من الاصابة بالمرض ويؤمن حماية كبيرة منه الا انه في ذات الوقت لا يمنع بشكل نهائي تعرض الشخص للاصابة بفيروسات قد لا تكون مشمولة بذات المطعوم وتؤدي الى الاصابة باحد انواع الانفلونزا منوها الى امكانية اخذه كذلك خلال اشهر فصل الشتاء . ويقول ان المريض الذي يرافق مرضه ارتفاع في درجات الحرارة عليه تجنب اخذ هذا المطعوم لحين شفائه لافتا الى عدم وجود دلائل علمية قطعية تفيد بوجود علاقة بين الانحباس المطري من جهة وانتشار امراض الانفلونزا من جهة اخرى في حين ان تعرض الشخص لفروقات كبيرة في درجات الحرارة في ذات اليوم يعد سببا مباشرا لاصابته بفيروسات تلك الامراض . ويؤكد الدكتور البكري اهمية اتباع وسائل الوقاية العامة والتي اهمها المحافظة على نظافة اليدين والابتعاد عن عدد من العادات الاجتماعية الرائجة كالتقبيل عند المصافحة والشرب بذات الكوب او الفنجان من اكثر من شخص , واتباع اداب السعال من حيث تجنب العطس والسعال من قبل المريض بوجه الاخر . وشدد على اهمية ارتداء مريض الانفلونزا للكمامة الطبية خاصة اذا كان بين مخالطين من ذوي المناعة الضعيفة كالذين خضعوا لاجراء عمليات جراحية لزراعة اعضاء. ويشير الى ان اهم الطرق العلاجية لتجنب مضاعفات الانفلونزا والحد من شدتها التزام الراحة وتجنب الجهد البدني وتناول السوائل الساخنة وادوية خافضات الحرارة والمضادات الحيوية مؤكدا ضرورة استشارة الطبيب عند اخذ تلك المضادات التي درجت العادة لدى البعض على اخذها دون استشارة طبية الامر الذي يضيف كلفا اقتصادية عليهم وقد يولد مضاعفات نتيجة تداخلات دوائية كما قد يسهم في تولد جراثيم مضادة او تسمى ( صادة ) للمضادات الحيوية ما يجعلها غير مفيدة في العلاج ابدا . ويقول ان الكثير من الاشخاص الذين يصابون بانفلونزا موسمية وتكون اعراضها خفيفة يشترون ادوية على عاتقهم كالمسكنات المتعارف عليها ولا ضير في ذلك , محذرا من صرف الادوية بشكل تلقائي اذا كانت اعراض الانفلونزا خطيرة كأن يستمر ارتفاع درجات حرارة المريض بها لاكثر من يوم . وفيما يتعلق باعتقاد البعض ان تناول فيتامين ( سي ) عن طريق الادوية او الاغذية المحتوية عليها كالحمضيات مثلا يشفي من مرض الانفلونزا يقول : ان هذا اعتقاد خاطىء لان هذا الفيتامين ينشط الجسم بشكل عام لكنه لا يشفي من الفيروس . ويشير الى ان فصل الشتاء يشهد اصابة البعض بالعديد من الامراض الى جانب الانفلونزا الموسمية اهمها التهابات المجاري التنفسية العليا ومنها الرشح والسعال والتهاب الحلق اضافة الى التسمم الغذائي الناجم عن عدم الالتزام بقواعد السلامة والنظافة العامة . ويقول احد الصيادلة ان معظم من يرتادون الصيدلية لاخذ ادوية لعلاج الانفلونزا يرددون على مسامعه ان قلة الامطار زادت من الاصابة بامراض الانفلونزا مشيرا الى ان هذا الامر ليس مثبتا علميا بل هي مقولات يرددها الناس من بعضهم بعضا وان الفرق في درجات الحرارة التي تبدأ باردة في ساعات الصباح ثم ترتفع اثناء النهار لتعود الى الانخفاض ليلا تسبب امراض الانفلونزا . ويشير الى ان نسبة اقبال الناس على شراء المضادات الحيوية وادوية علاج امراض الانفلونزا الموسمية من صيدليته هي ذاتها لهذا الموسم , ولم تزدد قياسا الى مواسم سابقة . ويشاطر هذا الصيدلاني الرأي العلمي للدكتور البكري من خلال تشديده على اهمية صرف الادوية خاصة المضادات الحيوية عن طريق وصفات طبية معتمدة مشيرا الى ان معظم من يراجعونه يعمدون الى شراء تلك المضادات دون استشارات طبية وبالاعتماد على خبرتهم الحياتية او خبرة الصيدلاني العملية .

( بترا )