عاجل جداً: في 21 - 2011 م وفي هذا الموقع المحترم والنوعي موقع كل الأردن كتبت هذا التحليل السياسي والأستخباري - وكما نشرته في جل الكثير من المواقع محليا واقليميا ودوليا ويثلاث لغات عربية واجليزية وفارسية
وهو التالي لكم:-
الدخول العسكري الخليجي إلى البحرين: مقامرة؟!
حسابات الفرص والمخاطر!
*كتب: المحامي محمد احمد الروسان*
*عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية*
تشي الكثير من تقارير المخابرات الدولية والإقليمية, المسرّبة عن قصد وعمد, عن وجود الكثير من الخلافات العرضية لا الرأسية, إن لجهة خط العلاقات الأمريكية – البحرينية, وان لجهة خط العلاقات الأمريكية – السعودية, إزاء ملف الأزمة السياسية البحرينية, والتي تم تفاقمها بعد دخول قوّات, "درع الجزيرة" من الرياض والدوحة وأبو ظبي, إلى مملكة البحرين ذات السيادة الوطنية, وبناءً على طلب المنامة الرسمي.
هذا وتقول المعلومات والمعطيات الجارية, أنّ موقف الرياض والمنامة, بالإضافة إلى عواصم دول الخليج الأخرى, قد حمّلت إيران المسؤولية الشبه كاملة, عن حراك الشارع البحريني, واحتجاجاته الشيعية السياسية, في حين إنّ موقف واشنطن جاء مغايراً, لموقف دول مجلس التعاون الخليجي, واستند إلى تخمينات وتقديرات, رئيس الأركان الأمريكي الأدميرال مايك مولن, والذي رافقه طاقم مخابراتي كامل, من الأف بي أي ومن السي أي إيه, والمجمّع الفدرالي الأستخباري الأمريكي, الذي زار منطقة الخليج مؤخراً, بالإضافة إلى عمّان و"إسرائيل", واستثنى مصر من جولته .
وكان مضمون الموقف الأمريكي, بخصوص ما يجري في البحرين, أنّ إيران ليس لها علاقة بالاحتجاجات السياسية لشيعة البحرين, كذلك إنّ حراك الشارع البحريني, شارك فيه الكثير من أبناء الطائفة السنيّة, ولم يكن مقصوراً على شيعته فقط.
لذلك كان قرار حكومة الملك البحريني, في سحب الأسلحة العسكرية الثقيلة, من دوّار اللؤلؤة ومحيطه, وقبل الدخول الأخير لقوات سعودية وقطرية وإماراتية للبحرين, وتحت عنوان قوات "درع الجزيرة", بسبب الضغط الأمريكي المباشر, من إدارة أوباما وعبر رئيس مجلس الأمن القومي الأمريكي, حيث العاصمة الأمريكية, واشنطن دي سي, لا تريد للمنامة استخدام الأسلحة الأمريكية, ضد السكّان المدنيين المحتجين, وكانت الرياض منذ البدء في حراك الشارع البحريني, ترغب في تقديم جل الدعم العسكري والأمني, للنظام الملكي البحريني, كي يصار إلى القضاء على الاحتجاجات الشيعية – السنيّة هناك.
إلا أنّ الموقف السعودي في حينه, قوبل بالرفض المطلق, الأمر الذي أدى إلى توتير خط علاقات السعودية – واشنطن, حول أزمة الملف السياسي البحريني, والمتوقع امتداداها إلى بقية دول مجلس التعاون الخليجي, خاصة بعد قرار دول مجلس التعاون, التدخل في الشأن البحريني, بالرغم من أنّ دخول قوات "درع الجزيرة", جاء تنفيذاً للاتفاقيات الموقعة بين كافة أعضاء مجلس التعاون الخليجي, كمنظمة إقليمية – عربية لها أجنداتها القومية العربية الخاصة.
في نفس الوقت, وعلى خط العلاقات البريطانية – الأمريكية, إزاء مملكة البحرين, تحدثت تقارير بريطانية مخابراتية مسرّبة, من عناصر مخابرات بريطانية, كانت تعمل مع الفرع الخارجي لجهاز المخابرات البريطاني, بأنّ عناصر من المخابرات البريطانية – الفرع الخارجي, قد تورطت ولفترات طويلة, في عمليات الأشراف على إدارة, مناهج التعذيب والتحقيق مع عناصر المعارضة السياسية البحرينية, سواء كانت شيعية أم سنيّة, كما تتحدث المعلومات أيضاً, عن وجود اتفاقيات سريّة, بين المنامة ولندن, وعبر أجهزة مخابرات الأخيرة, لجهة القيام بتقديم خدماتها النظرية والعملية, في آليات التعامل مع قوى المعارضة, السياسية البحرينية, من عمليات التحقيق المرافق لها, استخدامات لمستويات معينة من العنف والتعذيب.
ومن المؤسف في الأمر, إنّ خدمات أجهزة المخابرات والاستخبار البريطاني, كانت تقدّم وبعلم وموافقة وتكتم السلطات البريطانية, وأشارت تقارير مخابراتية مسرّبة, وعن سابق إصرار وتعمد من عناصر, تقاعدت حديثاً من جهاز المخابرات البريطاني - الفرع الخارجي, أنّ من أشهر وأبرز من قدموا خدماتهم, في مجالات التحقيق والتعذيب الأنف ذكرها, هو البريطاني "الكح" هندرسون وخليته, وعمل في فترة الأمير السابق رحمه الله, وفترة الملك الحالي, عندما كان أميرا, ثم عندما أصبح ملكاً للبحرين.
وتقول المعلومات والمعطيات الجارية, في كواليس المخابرات والسياسة البريطانية, أنّ السلطات الرسمية في لندن, وبعد انتهاء فترة عمله في البحرين, منحته وسام شرف اسمه:- السي – بي – اى, مع وضع اسمه في قوائم الشرف الإنجليزي, هذا وقد تفاعلت بعض مؤسسات المجتمع المدني البريطاني, مع هذه المعلومات والمعطيات, وبعد حراكات الشارع العربي بشكل عام, والشارع البحريني بشكل خاص, وتقوم حالياً بإعداد فعاليات إطلاق, حملة قضائية واسعة في لندن, ليصار إلى تقديم هندرسون وبقية أعضاء خلاياه البريطانيين, الذين كانوا يعملون معه في المنامة ولفترة طويلة جداً, إلى المحاكمة والعدالة البريطانية, مع تحميل كامل المسؤولية, السياسية والأخلاقية للحكومة الإنجليزية, وهناك "سلّة" قانونية من الأدلة الجنائية, بما فيها شهادات وإفادات الكثير من المواطنين, الذين ذاقوا الويل والثبور في السجون والمعتقلات البحرينية, على أيدي عناصر المخابرات البريطانية – الفرع الخارجي.
من زاوية مختلفة, نرى أنّ موقف وزيرة الخارجية الأمريكية, كان أكثر وضوحاً من موقف الرئيس باراك اوباما, لجهة إرسال قوات سعودية وخليجية أخرى, إلى مملكة البحرين لمواجهة الاحتجاجات, ووصفت الدخول السعودي - الخليجي العسكري, للبحرين بأنّه خطأ كبير, مؤكدة على ضرورة حل الأزمة السياسية هناك, عبر الحوار والتفاوض.
ويرى بعض المراقبين والخبراء الدوليين, أنّ دخول السعودية العسكري إلى البحرين مع قوات خليجية متعددة, حتّى ولو جاء بطلب بحريني رسمي, واستناداً إلى اتفاقيات أمنية موقعة, في إطار دول مجلس التعاون الخليجي, إلاّ أنّه مقامرة خطيرة, وقد تؤدي إلى حروب إقليمية, واضطرابات أمنية وعسكرية, في منطقة الخليج والشرق الأوسط كلّه, بسبب الموقف الإيراني الواضح, والذي رأى فيها استفزازاً غير مبرر, خاصةً مع وجود الأسطول الأمريكي الخامس في المنامة.
وبالتالي, يشي كل ذلك بوضوح تام, أنّ دول الخليج مجتمعة تريد, أن تكون معركة مملكة البحرين هي معركتها, وهذا يعني رفض خليجي واضح لأي مطالبات, شعبية بالإصلاحات العامودية والأفقية, مع احتمالات انزلاق المنطقة إلى فتنة طائفية, حيث في منطقة الخليج هناك وجود كبير, لأبناء الطائفة الشيعية المسلمة, وبعض هؤلاء من أصول إيرانية واضحة, وبلا شك هم سوف يتعاطفون مع أشقائهم, وأبناء طائفتهم في البحرين, وهذا التعاطف سيؤدي إلى أعمال عنف عميقة, وربما حرب إقليمية طاحنة على أساس طائفي اثني, وهذا ما يفسّر قلق واشنطن, ومعارضتها للتدخل العسكري السعودي الخليجي في البحرين.
في ظني وتقديري أحسب, أنّ دخول قوّات "درع الجزيرة", هو دخول فعلي وحقيقي للقوّات السعودية, وتحت غطاء تسمية "درع الجزيرة", وبالتالي فانّ المواجهة السنيّة – الشيعية قادمة وبقوّة في مملكة البحرين, وتقول معلومات حديثة مرصودة, أنّ واشنطن وبعد القرار السعودي الأخير, والذي جاء مخالفاً لتوجهاتها الإقليمية, في ظل الظروف الحالية التي يعاني منها الشرق الأوسط, صارت تتعامل مع الأمر الواقع الذي أحدثه, القرار السعودي الأخير بدخول قوّاته المنامة.
كل ذلك على قاعدة سيناريوهات توزيع الأدوار, بعد الدخول العسكري الخليجي - السعودي, على خط العلاقات السعودية - الأمريكية, بحيث تدخل القوّات السعودية البحرين, وتحت غطاء درع الجزيرة, حيث يوفّر ذلك لتدخل الرياض, شرعية إقليمية واضحة, وفي ذات الوقت والزمان والظروف, تقوم واشنطن وعلى المستوى العلني بالظهور, بمظهر الداعم لحقوق الأغلبية السكانية الشيعية.
وتعتقد واشنطن والرياض, بأنّ موقف العاصمة الأمريكية دي سي هذا, من شأنه أن يخفف روح العداء لأمريكا, في أوساط الرأي العام البحريني, ووجود القوّات السعودية من شأنه, أن يقوم بدور الرادع – العربي الإقليمي, بما يؤدي إلى دفع المحتجين البحرينيين, إلى مسألة تتمثل في المفاضلة بين "العصا" السعودية, والجزرة الأمريكية, وبالتالي يذهبون جميعاً باتجاه, الحوار وتقديم التنازلات اللازمة لأجراء الصفقات, بين مكونات المجتمع البحريني الواحد, وفي ذلك تحجيماً للتدخلات الإيرانية في البحرين من الزاويتين السعودية والأمريكية.
وأعتقد كمراقب ومحلل سياسي, أنّ الوجود العسكري الخليجي في مملكة البحرين, سوف يؤدي إلى مزيد, من التصعيد السياسي الشعبي وحراكه, والى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي, بفعل سياسة الأرض المحروقة, والتي تبنتها دول الخليج, لأنّه هناك مخاطر كبيرة على كل المنطقة, في حالات تصاعد التصعيدات السياسية في البحرين, كونه من شأن التصعيد أن يؤدي إلى حالة عدم استقرار سياسي, في منطقة الخليج الساخنة أصلاً, بسبب ملف البرنامج النووي الإيراني, والدور الإيراني وتفاعلاته مع ساحات مجالاته الحيوية, ومن شأن كل ذلك أن يوفّر بيئة سياسية ودبلوماسية مناسبة, تشحن الظروف لاندلاع المواجهات العسكرية بين الأطراف السياسية الحقيقية, في المنطقة والمتصارعة مخابراتياً وإعلاميا ودبلوماسياً حتّى الآن, وخاصةً بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية, والولايات المتحدة الأمريكية.
www.roussanlegal.0pi.com
mohd_ahamd2003@yahoo.com
هاتف عمان – منزل: 5674111 خلوي: 0795615721
سما الروسان في 21 / 3 /2011 م.