أضف إلى المفضلة
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024
الجمعة , 03 أيار/مايو 2024


حتر يفند مزاعم قمحاوي بشأن الوطنية و هوية الدولة

بقلم :
03-04-2014 10:40 AM

رصد – اثار مقال د.لبيب قمحاوي ” الأردن .. دولة مخابرات أم دولة للمخابرات” عاصفة من الردود على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد و معارض بعد ان تضمن انتقادات بالجملة لدور المخابرات في الشؤون السياسية للدولة , متهما الدائرة بالوقوف وراء ما اسماه فكرة تقسيم المجتمع الاردني للسيطرة عليه”ضمن مخطط متعدد الاطراف” عبر سياسة تخويف و تخوين الاخر .

ويصف قمحاوي دائرة المخابرات العامة بـ “الحزب الحاكم” و “مؤسسة أمنية كبيرة” لها اذرع تسوق لفكره المخاطر من الاخر عبر عدة مؤسسات و شخصيات اردنية وهو بذلك يشير بشكل غير مباشر الى ان الاردنيين من اصل فلسطيني يشكلون خطرا على الدولة الاردنية من “وجه نظره” التي حملها للدائرة.

الرد الابرز جاء من رئيس المجلس الأردني للسياسات الخارجية و رئيس الحركة الوطنية الأردنية الزميل ناهض حتر بمقال بعنوان” منطق عنصري” ردا على المقال المذكور قائلا :” الوطنية الأردنية، بالنسبة لقمحاوي، هي شيء واحد كريه متعصب اقصائي نازي الخ.

وهذه الصفات تنقلب، في الحقيقة، على مطلقها الذي يرى الوطنيين الأردنيين كتلة واحدة، لا تخترقها الصراعات الاجتماعية السياسية، ولا تنقسم ، داخليا، إلى يمين ويسار ووسط، بل هي، في تصوره، عصبة تحركها المخابرات، وتستأثر بالحكم، وتقصي الآخرين! ”

ويضيف حتر : ” الأردنيون ليسوا إقصائيين بدليل أنهم قبلوا ويقبلون الشراكة في وطنهم ومواردهم وحياتهم الخ، لكنهم، بالطبع، لن يقبلوا الشراكة في دولتهم وسيادتهم. وهم يتصارعون، فيما بينهم، على السياسات، وعلى الهيئات وعلى القرار، كما يحدث في أي مجتمع آخر.”


وتاليا نص مقالي  حتر:

منطق عنصري

في مقال مضطرب مشحون يصلح كنص للتحليل النفسي، شن لبيب قمحاوي، هجوما مذعورا على الوطنية الأردنية من دون تمييز بين تياراتها ومضامينها الاجتماعية والسياسية؛ فكأنه يعيش في الهند، ولا يعرف العربية، ولا يرى، بأم عينيه، المعارك الناشبة في قلب الوطنية الأردنية منذ هبة نيسان 1989، وحتى اليوم.

الوطنية الأردنية، بالنسبة لقمحاوي، هي شيء واحد كريه متعصب اقصائي نازي الخ. وهذه الصفات تنقلب، في الحقيقة، على مطلقها الذي يرى الوطنيين الأردنيين كتلة واحدة، لا تخترقها الصراعات الاجتماعية السياسية، ولا تنقسم ، داخليا، إلى يمين ويسار ووسط، بل هي، في تصوره، عصبة تحركها المخابرات، وتستأثر بالحكم، وتقصي الآخرين!

نحن لسنا، عند قمحاوي، رجعيين أو تقدميين، يساريين أو ليبراليين، مدافعين عن القطاع العام أو مؤيدين للقطاع الخاص، مناصرين للحلف الخليجي أم حلفاء لدمشق وحزب الله… بل نحن، عنده، فصائل مخابراتية!
هذا المنطق العنصري الصريح ينطلق من رفض التعامل مع الأردنيين بوصفهم مجتمعا وطنيا أو شعبا، وأنهم ينظرون إلى أنفسهم كذلك! وأنهم، كغيرهم من الشعوب، تجمعهم جوامع وطنية وجودية ثقافية، إنما يتصارعون، داخلها، اجتماعيا وسياسيا، إلى حد الصدام.

في سنتي الأولى الجامعية، العام 1977، كنت واحدا من جيل أردني يساري ناشط بقوة في الحركة الطلابية. وفي ظل الأحكام العرفية المتشددة، كان الامن يطاردنا بقسوة. ومع ذلك، كان أمثال لبيب قمحاوي في ذلك الزمن، يعتبروننا كتيبة مخابراتية! لماذا؟ لأننا وشباب المخابرات كنا… من أبناء العشائر نفسها، نعتمر الشماغات الحمر، ونتحدث باللهجة نفسها، ونطرب للهجيني!

وعلى رغم أن الصراع الداخلي بين الأردنيين تعاظم، مذ ذاك، حول كل شيء من الصلح مع إسرائيل إلى الخصخصة إلى التوطين والتجنيس إلى السياسة الخارجية، فإن قمحاوي ما يزال يرى المتصارعين الأردنيين، طرفا واحدا .. وحاكما.. وإقصائيا!

الأردنيون ليسوا إقصائيين بدليل أنهم قبلوا ويقبلون الشراكة في وطنهم ومواردهم وحياتهم الخ، لكنهم، بالطبع، لن يقبلوا الشراكة في دولتهم وسيادتهم. وهم يتصارعون، فيما بينهم، على السياسات، وعلى الهيئات وعلى القرار، كما يحدث في أي مجتمع آخر.

لا ينظر الوطني الأردني المعارض الراديكالي المضاد للنظام، إلى الجيش كجهة سياسية وإنما كمؤسسة وطنية. كذلك، فهو لا ينظر إلى المخابرات كحزب سياسي منسجم معاد، وإنما بوصفه جهازا للدولة؛ ما هي الاتجاهات الحاكمة في هذه الدولة؟ هنا ميدان الصراع.

يسأل قمحاوي عما إذا كان الأردن ” دولة مخابرات أم دولة للمخابرات”؟ والجواب بسيط: الأردن دولة. ونقطة. ولهذه الدولة هوية واحدة وسيادة تعبر عن جماعة وطنية أي عن شعب. وداخل هذه الدولة، هناك صراعات … كما هو الحال في أي دولة


ساتل


التعليقات
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012