أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


لا تستهينوا ولا تهنوا

14-12-2010 09:54 AM
كل الاردن -

وليد السبول


أحداث كثيرة يمر فيها بلدنا. الناظر إليها من بعد يظن أننا نعيش صراعات متعددة قبائلية وعشائرية وإقليمية وطائفية ودينية وجهوية وإثنية وعقائدية حتى لم يبق صراع لم يتمثل على هذه البقعة، الصغيرة مساحة القليلة بالعدد السكاني الكبيرة بحجمها وثقلها ووزنها التاريخي والسياسي.
لم يعرف التاريخ مجتمعات تنزع إلى دمار ذاتها وإيذاء نفسها كما يحدث الآن في الأردن.
الغريب أنها كلها ظهرت فجأة وفي خلال أقل من عشر سنوات فهل كانت كامنة كالرماد ثم أثيرت أم أنها خلقت بفعل فاعل.


درسنا وقرأنا عن كثير من الأساليب السياسية سواء الدكتاتورية أو الإستعمارية مثل 'جوع كلبك يتبعك' و'فرّق تسد' وأن'الجوع كافر' وغيرها الكثير إلا أنها جميعا ثبت إنهيارها أمام إرادة الشعوب فلا حاكم بقي ولا حكم دام ولا مستعمر استمر ولا شعب بقي عبدا لإحتلال أو دكتاتور.
في عام 1936 تخلى ملك بريطانيا عن عرشه لمجرد ارتباطه بفتاة من عامة الشعب هي الليدي واليس سمبسون ورفض رئيس وزراءه ذلك الحين ستانلي بالدوين اختلاط الدم الأزرق بالدم الأحمر. إلا أن الديموقراطيات أثبتت أن لون الدماء لا يختلف بين كل البشر. وأثبت التاريخ أنه لا يدوم أطول إلا الأقرب للناس في حاجاتهم وطموحاتهم وشؤونهم.
ما يحدث الآن في الأردن ليس رمادا كامنا بل هو بفعل فاعل. أياد تعبث وتهدف لغايات خبيثة. تفرقة عنصرية وتفرقة طبقية وخلق وليس إثارة لأحقاد اجتماعية. الناس في طبعهم اجتماعيون ومتآنسون. كثير من دول العالم أثبتت ذلك. أمريكا وأستراليا وألمانيا ونيوزيلاندا ودول كثيرة غيرها خالية من العرق النقي ومع ذلك تقدمت علميا وثقافيا وحضاريا وتوحدت واندمجت حتى ما عاد يفرقها عن بعضها سمة ولا ميزة ولا لون ولا لغة. ليست المسألة في الأردن خلاف على أرض ولا على أصول وعشائر، ليست المسألة خلافا على رياضة أو على منصب سياسي أو شركة. إنها أبعد من ذلك وأعمق. إنها أعمق في أهدافها ومراميها إلا أن الأسباب أكثر سطحية من أن نغوص فيها.
بغض النظر عن التزوير في الإنتخابات النيابية أو البلدية السابقة أو عدم التزوير فإن ما يجدر الإنتباه له أنه لا مصلحة أساسا للحكومة في جعل زيد فائزا وعمرو خاسرا ففي النهاية نعلم جميعا ومتأكدون مئة بالمئة أن ليس بينهم معارض حقيقيا للنظام وليس بينهم إنقلابي جديا فحتى المعارضون منهم هم أكثر موالاة من بعض أبناء النظام. النتيجة إذا أن التدخل في الإنتخابات ليس أكثر من زرع للفتنة وتقسيم للحمة الوطنية وإفساد للرابطة الإجتماعية والسياسية بين أهل البلد الواحد.

 

تصوير الأمور في بلدنا على أنها خلافات رياضية أو عرقية أو عشائرية هو عمل ممنهج ومقصود وخلفه دهاقنة سياسيون إلا أنهم دهاقنة في الغباء فهم لم يدرسوا تاريخ الشعوب الحقيقي. درسوا في جامعات أمريكا وبريطانيا ما يتوجب عليهم أن يفعلوه لكنهم لم يدرسوا التاريخ الحقيقي لثورات الشعوب التصحيحية. لم يدرسوا تاريخ الأباطرة والملوك والفراعنة الذين داستهم شعوبهم وجعلت أثارهم غيبا على عين وكتبت التاريخ الناصع للشعوب بأحرف من دم حيث حققت الإنجازات الكبيرة. لم يدرسوا ما علمته لهم الشعوب وما تركته من دروس ومن نسيهم التاريخ.


يحاول المسؤولون إظهار أحداث العنف الشعبي على أنها خلافت عشائرية على خلفية مقتل فلان أو حق فلان بحضانة ولد أو عزل فلان من منصب وفي الحقيقة ليس لهذا كله أي سبب أو إدعاء. لا يوجد سبب يدعو أهالي أي حي لحرق عمدان الكهرباء أو الإتصالات أو تكسير مبان أو تدمير ممتلكات عامة احتجاجا على على قضية أو مطلب. الناس يميلون إلى البناء والكبار من العقلاء يعرفون جيدا الفرد منهم، البار ويعرفون الخارج عن الملة فيقربون البار ويعزلون الخارج بكل سهولة ويسر. قديما قيل الذي ليس له كبير فليشتر له كبير وواقع الحال يقول من ليس فيهم أزعر سنصنع منهم زعرانا. الجوع والفقر والبطالة والحسد والتفرقة والمحسوبية وهضم حق المستحق وإغراق النعم على غير المستحق كل ذلك كفيل بأن يخرج من هذه العائلة عاقا أو من تلك العائلة أزعرا و أكثر. أتحدى لو لم يكن من بين هذه الجموع أفراد كالأشباح يبدأون الأعمال التخريبية ويوجهونها من بعد ثم يتركون البقية للغوغائية الجماهيرية.
وعود على موضوع التزوير فأنا أفهم حاجة الحكومات لقليل من التزوير حين تشعر أن فلانا أحق منطقا وصلاحا أن يفوز إنما لا أفهم لماذا يتم التزوير للمهربين والمرتشين والجهلة والفاسدين وعديمي الثقافة ولو ترك الخيار للشعب فلا يمكن أن يختار أسوأ من بعض هؤلاء. إذا هناك قرار خفي بتفويز البعض من حثالة المجتمع ودمجهم بالخيرة على مبدأ تفاحة فاسدة واحدة تفسد سلة التفاح. بعض مبررات التفويز التي قيلت كانت مهزلة أكثر من عملية التفويز ذاتها فقيل أن الحكومة فوزته لأنها تخاف ممن ورائه الذين لو خسر مرشحهم وهو خاسر أصلا فسيقوم بعض الزعران من حوله بالتكسير والتدمير لذلك فالأولى شراء هدوءهم بتفويز رجلهم.


على صعيد الجغرافيا فنحن لسنا أكثر من دويلة وعلى صعيد الإقتصاد لسنا أكثر من شركة وعلى صعيد المجتمع لسنا أكثر من عائلة وعلى صعيد الثقافة لسنا أكثر من مدرسة وعلى كل الأصعدة لسنا أكثر من مجتمع واحد متجانس متوحد. عدونا واحد وهو جلي وواضح.  

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
14-12-2010 11:05 AM

بارك الله في القلم الذي لا يذهب مع الشيطان

ببارك الله بإبن الأصول الطيبة

بارك الله بإبن الوطن الكبير
بوركت يا اخ وليد فنحن ما أحوجنا اليوم لأقلام تنهل من نبع الوطن

ولا تكتب من نبع خارج الحدود

ما احوجنا اليوم لكل الشرفاء ليدعموا بنيان الوطن الآيل للسقوط لا سمح الله

اللهم احمي الأردن من المؤآمرة التي حذرنا منها منذ زمن

ولكن البعض لا يريد الاعتراف بان الأردن مهدد


كل الاحترام

2) تعليق بواسطة :
14-12-2010 11:25 AM

مقال جريء كالعاده تحليل منطقي راي سديد الى حد قريب ولكن هل في اعتقادك ان هناك ايادي خفيه تمسك باطراف الامور وتحرك بعض ضعاف النفوس وهل تعتقد بنظرية الموءامره . اخي وليد . خليك واقعي بعض الشىء لنعترف بوجود مشكله لا ارغب بطرحها على منبر هذا الموقع انت تعرف المشكله وحلها بيد الدوله ..

3) تعليق بواسطة :
14-12-2010 12:04 PM

عشر سنوات من الدمار الممنهج..

4) تعليق بواسطة :
15-12-2010 09:12 AM

أخي وليد، مقال ممتاز وواقعي، ونفسك وطني كما عهدناك دائما، ولكنني اعتقد أن ما يحدث من إحتقان، ويجب أن نعترف بأن هناك إحتقانا كبيرا، لا نؤيد استمراره ولكن يجب أن نعترف بوجوده، ونتعامل معه بواقعية وحكمة وروح وطنية، الاحتقان سببه استعداد من إعترفت بهم إسرائيل ودول الاعتدال العربي كممثلين عن الشعب الفلسطيني، تمرير تسوية لا تشمل اللاجئين الفلسطينيين في الاردن وعدة دول عربية، على حساب شعوب تلك الدول. وذلك إن حصل لا سمح الله، سيتسبب في إحداث خلل في التركيبة السكانية ستعجز تلك الدول وشعوبها، عن التعامل مع مفرزاته الشائكة إجتماعيا وإقتصاديا وسياسيا. يجب على دول الطوق مراجعة سياساتها التي لا تلاقي دعما من شعوبها فيما يختص بحق العودة للفلسطينين والرفض الصريح للتوطين بأي شكل من الاشكال والوطن البديل الذي يتفق أغلبية الشرق اردنيون والاردنيون ذو الاصول الفلسطينية، على التصدي له بكل حزم. وتحياتي وسلامي الصادق لك.

5) تعليق بواسطة :
15-12-2010 11:35 AM

very good article and appreciated keep going on

6) تعليق بواسطة :
15-12-2010 12:09 PM

أخي منذر

شكرا لمشاعرك الطيبة وتعليقك الجميل. لا شك بأن الأردن مهدد ويجب أن نتعامل مع الأمر بجدية ونهتم فقط بالمحافظة على وطننا من المعتدين.

أخي محمد مهيار. أختلف معك بوجود مشكلة إن كانت المشكلة التي تقصدها هي وجود مشكلة عامة بين الأردنيين والفلسطينيين. أعتقد أنك مخطيء كما الكثيرون. هذه التفرقة ليست موجودة إلا بمقدار ما يشعر به ابن إربد أنه من إربد وليس من الطفيلة وكذلك كل المواطنين. هي ظاهرة عادية ولا غبار عليها لكن الخلاف ليس إلى مرحلة التناحر أو إلى حدود إلغاء الآخر.

أخي الأستاذ خالد البرغوثي
شكرا لكلماتك الطيبة لكن كما شرحت للأخ محمد مهيار فإن وجهة نظري في الموضوع أن الخطر خارجي وليس داخلي. أرفض القبول بالإعتراف بمشكلة تسمى إخلال في التركيبة السكانية. لا أعترف بشيء اسمه تركيبة سكانية معرضة للخلل. أعترف فقط بوجود خطر على كل التركيبة بالمجمل. أومن أن الخطر في مؤامرة على فلسطين لتغيير الركيبة السكانية فيها وليس خارجها. بالنسبة لي ليست المشكلة في انتقال كل الفلسطينيين إلى الأردن ولكن المشكلة في خلو فلسطين من الفلسطينيين والأردنيين.

تحياتي لكم جميعا.

7) تعليق بواسطة :
16-12-2010 05:59 AM

قرأت مقالك وهو واقعي حول وضعنا ، ويجب ان يوضع حد لهذه الايادي التي تسعى الى خراب هذا البلد ، وانا احترم الردود التي وردت حيث انها ردود عقلانيه متفتحه ، وياليت كل حواراتنا هكذا تكون بعيده عن سب هذا وشتم ذاك وتحميل ما لايطاق
وشكرا لك اخ وليد

8) تعليق بواسطة :
18-12-2010 07:16 AM

رسالة للاخ الاستاذ/ وليد سبول بشأن المقال الهام في هذه الفترة والذي تناول فيه الكثير من الجوانب الهامة والمهمة في آن واحد .. حيث كان مقاله زي مابقولوا عالوجع ... تناول صلب معاناة الشعب الاردني بكل اطيافه ...وكان محقا في ذلك .. كما انني ارجو من الاستاذ وليد/ ان يكون طرحه في مثل هذه الامور ...اكثير سلاسة من اجل ان يتلقاه شريحة كبيرة من المجتمع ... وفي الحقيقة كتاباته ...رائعة يحتاجها الكثير من ابناء الشعب ...وكذلك النخبة الذين يمثلون هذا الشعب ...ليخافوا الله في ابناء الوطن ...والى الامام ايها الاستاذ وليد ..وبالتوفيق ان شاء الله .

9) تعليق بواسطة :
19-12-2010 01:36 PM

استاذ وليد
مقال ينطوي على الكثير من المفاصل الهامة، التي تكشف مكامن الخلل مباشرة وبدون مواربة، نعم ليست المسألة خلافات عشائرية أو نزاعات بين أصول مختلفة وإن كان هذا ظاهر الأحداث، بل هي أعمق وتمتد لتعبر عن فشلنا في صناعة الدولة، ببساطة لأن حفنة طفيلية تريد أن تواصل مص دماء هذا البلد وهذا الشعب على حساب مستقبله، إنها الفئران التي تقضم السفينة ونحن متأكدين أنها عندما تغرق ستكون قد التحقت بسفينة أخرى بما نهبت.
الذين لا ينظرون إلا تحت أقدامهم لا يعون أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة، وأن الإلتفاف على إرادة الجماهير بالتزوير المباشر أو غير المباشر من خلال القانون أو من خلال اللجان، ومن خلال تغول السلطة التنفيذية على السلطات الأخرى وتحويل القضاة إلى مجرد موظفين لدى الوزارة...الخ
لا يعون أنهم إنما يدمرون هذا البلد ويسبحون عكس التيار، وأنهم يضعون أنفسهم في خانة أعداء الشعب وأعداء مستقبله، ولكن للباطل جولة وللحق كل المعركة، في النهاية سيحيل الشعب هؤلاء إلى مزابل التاريخ وستتذكرهم الشعوب بصفتهم أعداء ومخربين، وستظل اللعنة تطارهم، وكل ما يحارب هؤلاء من أجله هو تأخير وتأجيل الحقيقة ليس إلا لأن مسار التاريخ لا يمكن تغيره، والسلطة للأمة طال الزمان أو قصر.
شكراً للكاتب المحترم

(عضو جمعية المواطنة والفكر المدني)

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012