|
|
|
الأحد , 05 أيار/مايو 2024
نصيحة مجانية للنظام
بقلم : ضيف الله قبيلات 07-05-2014 10:00 AM مرت ثلاث سنوات ونصف تقريبا على انطلاقة الحراك الشعبي الأردني السلمي الذي طالب النظام بإصلاح نفسه أولا ثم الإصلاح الشامل مع إعادة المنهوبات المنقولة وغير المنقولة. طوال هذه المدة التزم الحراك الشعبي بإسلوبه الاحتجاجي الحضاري السلمي رغم اساليب القمع والارهاب والتخويف والاعتقال وشراء الذمم والرشاوي التي مارسها النظام وشهد على ذلك الشعب الأردني والعرب والعالم . لكن هذا الاسلوب الحضاري السلمي في الاحتجاج الذي حرص عليه الحراك الشعبي لم يجدِ نفعاً ولم يلق من النظام أدنى استجابة لمطالبة المشروعة .. ويقول البعض أن هذا الاسلوب السلمي الحضاري هو الذي أغرى النظام وجعله مطمئناًً يجترّ فساده .. لا بل أنه زاد من فساده متكلاً على قواته الدركية وحكومته الاستبدادية وبرلمانه الذي يشرع له ما يشاء ويصادق له على ما يريد .. وهذا ما جعل النظام يظن أنه يستطيع أن يفوز بالبقاء في السلطة والفساد معاً . إنني وبحسب معرفتي عن قرب بطبيعة وعقلية شباب الحراك الشعبي الأردني العاقل الذي يتقن فن الاستفادة من أخطاء النظام المتلاحقة وفضائحه اليومية المتتالية سيذهب بسلميته إلى آخر مدى لأنه يريد أن يعذر أمام الله تعالى أولاً ويعذر أمام الشعب الأردني ثانياً .. وسينظر من بعد ذلك في أمر نفسه فإن استجاب النظام لمطالبه المشروعة استجابة حقيقية قائمة على وضع التشريعات اللازمة للإصلاح الشامل وأولها الدستورية ثم إعادة المنهوبات المنقولة وغير المنقولة ومحاكمة الفاسدين فبها ونعمت .. وإلا فإن هذا الحراك السلمي الحضاري سيجد نفسه يائسا مدفوعاً من النظام إلى أحد أمرين: الأول : احتمالية قبول بعض أطياف الحراك بأية عروض إقليمية للمساعدة في الضغط على النظام لتحقيق الإصلاح الشامل وهذه العروض ظهرت على السطح على ذمة جريدة الرأي الحكومية التي سبق وأن نشرت مقالاً بعنوان ' علاقات مشبوهة وثراء فاحش ' ونسبت فيه تصريحات لمسؤولين إقليميين التقوا بتيارات أردنية شعبية أكدوا لهم استعدادهم التام لمساعدتهم في المحافظة على حقهم بالسيادة في وطنهم والحفاظ على هويته الأردنية .. وقد يزيد من إمكانية التعاون بينهم وبين الإيرانيين عبر العراق خسارة هذا المعسكر لسوريا وذلك لرغبتهم الشديدة بالتماس مع فلسطين حسب المعلن من نواياهم . الثاني : احتمالية طلب الغوث والنجدة من الجماعات الجهادية من قبل أنصارها ومؤيديها السلفيين في الأردن خاصةً بعد ارتفاع منسوب العنف الذي استخدمه النظام وازدادت وتيرته في الآونة الأخيرة ضد السلفيين .. خصوصاً وأن هذه الجماعات الجهادية لها ثارات قديمة عند النظام منذ أيام الطبيب 'همام البلوي' ثم بسبب طريقة تعامل النظام مع عناصرها ومؤيديها وذويهم وقد صار لها في الأردن مجدداً مؤيدون ومتعاطفون كثر وهم بازدياد . وقد تحصل لهم استجابة سريعة من هذه الجماعات مثل الذي رأيناه من استجابتها السريعة للشعب السوري الذي كان قد بدأ احتجاجه سلمياً إلا أن النظام السوري استخدم العنف ضدهم بدلاً من الاستجابة لمطالبهم المشروعة . يوجد لدى النظام الحاكم في عمان تطمينات إسرائيلية وأمريكية دائمة بالحفاظ عليه والتصدي لأية محاولات تهدده داخلية أو خارجية .. لكن موازين القوى اليوم قد تغيرت .. فهاهي تركيا وإيران وروسيا تفعل ما تشاء وهاهو تنظيم القاعدة وكل الجماعات الجهادية قد أخرجت أمريكا من العراق وبقيت فيه وهاهي تسرح وتمرح في المنطقة طولاً وعرضاً . قد تُقدم التطمينات الإسرائيلية والأمريكية للنظام عوناً مؤقتاً ومزعزعاً كما هو حال نظام المالكي في العراق مما قد يجعل الأردن مسرحاً للعمليات الذي سيؤدي لضرب السياحة أولاً بالكامل وهي العصب الاقتصادي الهام للنظام كما ستؤدي لضرب السياسة الإسرائيلية القديمة الثابتة التي تريد وتعمل أن يظل الأردن آمنا مستقراً جاذباً للفسطينيين يومياً لتفريغ فلسطين من أهلها بالتدريج . لذلك فإننا ننصح النظام نصيحة مجانية بأمرين الأول أن يسرع بالاستجابة لمطالب الشعب الأردني المشروعة بالإصلاح الشامل لقطع الطريق على المتربصين في الخارج .. والثاني : أن يتوقف النظام فوراً عن الاشتباك مع القاعدة في الخارج أو مع أنصارها في الداخل لأن هذا الاشتباك يعود بالضرر على الشعب الأردني مثل عملية اختطاف سفيرنا في ليبيا وتهديد سفيرنا بصنعاء والتهديدات الأخيرة من القاعدة للأردن
التعليقات
1) تعليق بواسطة :
07-05-2014 10:51 AM
 بارك الله فيك واحسن اليك وجزاك كل خير
2) تعليق بواسطة :
07-05-2014 12:59 PM
الاستاذ ضيف الله المحترم
3) تعليق بواسطة :
07-05-2014 01:18 PM
لقد احسنت وابدعت اخي ضيف الله القبيلات في نصيحتك المجانيه الصادقه والنقيه كنقاء وصفاء مياه الواله نعم لقد عبرت بصدق وبصراحه عن ما يجول بخاطر كل واحد منا متمنين ان يسمعوها ويعوها ويعملوا بها قبل فوات الاوان ليبقى اردننا بعيدا عن الفتن والمحن .
4) تعليق بواسطة :
07-05-2014 02:09 PM
احسنت .نصيحتك كانت زمان بجمل واليوم تقدمها مجانا ولا احد وللاسف يسمع .من مجريات الاحداث ومرور الايام نعلم ان لن يكون هناك اي اصلاح في الاردن فالاصلاح يحد من صلاحيات النظام ويقلصها وعليه لا اصلاح ومن جديد تقيد الحريات وتستخدم الاساليب البوليسيه مع الناس ويترك الفاسدون لا بل يبارك فسادهم ونهبهم وكل ذلك يزيد الاحتقان بالنفوس ومع تعاظم الوجود السلفي ومقاتلي القاعده وانصارهم الكثر يصبح خطر الانفجار حقيقه واقعه هذا اذ علمنا ما لل الاخرين عندنا من ثارات وحقد علينا وما اكثر الساعين حتى على مستوى الدول ان تدور الدوائر عندنا .نصحيتك لا تقدر بثمن والمهم من يسمعك .
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق