أضف إلى المفضلة
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مجلة أمريكية : واشنطن تدرك الهزيمة المحققة لكييف لكنها تصر على ضخ الأسلحة لها اليمنيون يواصلون هجماتهم على السفن التي تتجه الى الكيان الصهيوني دعما لغزة احتجاجات الجامعات الأميركية تتوسع دعما لغزة وانضمام جامعتين جديدتين مطالب بشمول أحياء بشبكات المياه في عجلون 10 إصابات بجروح وكسور بحادث تصادم مركبتين في جرش مقتل 4 يمنيين باستهداف أكبر حقل للغاز في كردستان العراق الأمم المتحدة تصدر قرارًا حول ادعاءات مشاركة موظفي اونروا بطوفان الأقصى الأمم المتحدة: 37 مليون طن من الأنقاض في غزة تحتاج 14 عامًا لإزالتها الفايز يلقي كلمة في مؤتمر برلمانيون من أجل القدس بإسطنبول إصابة بن غفير جراء حادث انقلاب مركبته في مدينة الرملة 1063 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال الأسبوع الحالي الهيئة العامة للصحفيين توصي بتحويل منتحلي المهنة للمدعي العام مسيرات في عمان والمحافظات للتنديد بالعدوان الغاشم على غزة الأرصاد تحذر من السيول والانزلاق على الطرقات السبت منظمة كير تطلق نتائج دراسة تقييم الاحتياجات السنوي للاجئين
بحث
السبت , 27 نيسان/أبريل 2024


الدولة الفاشلة ...والدولة العميقة

بقلم : سالم عبد المجيد الحياري
15-05-2014 08:32 AM

في كل أنظمة الدول القائمة ، هناك ما يُسمى بالدولة العميقة ( Deep State) وهي المجموعة الحاكمة فعلياً والتي تدير الدولة من وراء الكواليس، ومنها تعيين أو تشكيل الحكومات التي نراها يومياً في وسائل الإعلام المختلفة والتي لها سقوف محددة لا تستطيع تجاوزها .
عندما تتكون الدولة العميقة من مجموعة أكثرها غير وطني وهي ليس بالضرورة خائنة للوطن، وإنما تسعى دائماً لمصالحها الشخصية مقدمة إياها على مصالح الوطن، ومع ' تراكم' هذه النوعية -غير الوطنية - تزداد الأمور سوءاً، فهي تعمل على خلق دولة فاشلة تؤدي إلى حكومات فاشلة فنرى كما قال المهاتما غاندي : ' كثيرون حول السُلطة وقليلون حول الوطن '. الخطر الأكبر عندما تكون أكثر مجموعة الدولة العميقة مُكوَنة من أفراد لا ينتمون إلى الوطن لا بالتاريخ ولا بالجغرافيا، وإنما وضعوا في مكانهم لتأدية دور وظيفي يخدم الآخر ولو على حساب أهل البلاد ومعاناتهم وهضم حقوقهم الوطنية سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً، وهذا بالضرورة يؤدي إلى الدولة الفاشلة (Failed State). تُعرَف الدولة الفاشلة بـ' الدولة التي لا يمكنها السيطرة على أراضيها وعادة ما تلجأ للقوة ، وتفشل حكومتها في اتخاذ قرارات مؤثرة، وعدم قدرتها على توفير الخدمات لأبناء شعبها، وتشهد معدلات فساد وجريمة مرتفعة ' تُصدر مجلة ' Foreign Policy' قائمة سنوية بالدول الأكثر فشلاً بالعالم بالأرقام تصاعدياً. في عام 2012 كانت الصومال تحتل رقم ' 1' ويكون رقم '2' أقل فشلاً من الصومال وهكذا . . .
*** أما المملكة الأردنية الهاشمية فأخذت الرقم 83 لعام 2012 بعد أن كانت فوق الرقم 90 عام 2000، مما يعني أن البلاد كانت في أوضاع أحسن بالعقد الأخير من القرن الماضي مما هي عليه هذه الأيام . إن مؤشر الدولة الفاشلة يعتمد على عدة عوامل عامة ويمكن أخذها لمقياس أي دولة واقترابها أو بعدها على اعتبارها دولة فاشلة وسنرى كيف سيكون موقع المملكة الاردنية الهاشمية من هذا المقياس .
*** إن التظلمات الجماعية التي يتقدم بها المواطنون هي علامة مهمة على فشل الدولة وخاصة إذا تكررت ، كما أن الهروب من العيش بالدولة وخاصة عند فئة الشباب علامة اُخرى على ان الدولة فاشلة، ومن العلامات تعرض الدولة للتدخلات الأجنبية، التدهور الاقتصادي، غياب الشرعية الدولية، تحول الدولة من دولة وطن إلى دولة عائلة حاكمة، غياب الحُكم الراشد، ازدياد العجز المالي، تدني مستوى الخدمات العامة المقدمة للمواطن، انتهاكات حقوق الإنسان، الضغوط السكانية وتدفق اللاجئين مع التهديدات الأمنية.
*** إن طريقة تفكير النظام بالحُكم تعتبر حجرالزاوية لتوجيه الدولة نحو النجاح أو الفشل... فاستبعاد الأغلبية لصالح الأقلية وجعل حقوق البشر مكارم ومنّة عليهم وتقريب النظام لأهل ثقته مع تغييب أهل الخبرة واستبعادهم حتى لو أنهم يتفانون في خدمة الوطن، وانبهار النظام بالأجنبي والغريب واستشارته على حساب المواطن الشرعي، كلها تقود بالاضافة للعوامل المذكورة إلى الدولة الفاشلة .
قرأنا بالفترة الماضية بمواقع عربية وأجنبية أن هناك أشخاص أجانب يعتبرون من الدولة العميقة، وأن بعضهم قد اُعطي الجنسية الأردنية، حتى أن أحدهم قد مُنح كنية لعشيرة أردنية معروفة، عدا عن من عرفنا بالماضي القريب ممن مُنح الجنسية ووصل إلى أعلى مراكز الدولة ولا يزال ذو ذراع طُولى رغم خروجه من المنصب بعد تخريبه أكثر هياكل الدولة الاردنية.
يقول الباحث الأمريكي البروفسور ' ماكس مانوارينج' عن مثل هؤلاء الأشخاص : ' يسعون لإنهاك إرادة الدولة المستهدفة بالاستعانة بالقوة الناعمة، من أجل اكتساب النفوذ وإرغامها على تنفيذ إرادة أعدائها في نهاية المطاف ' كم من هذه النوعية من الأشخاص يوجد لدينا ؟
لحد الآن لا نعرف ما محل 'هاكان اوزان ' من ' الإعراب' والذي أصبح من عشيرة العمري الاردنية.
ولم نعرف لحد الآن أيضاً ما هو موقع ' مارك فلوشن ' وأسماء أخرى تتكرر في كافة الوسائل ؟؟ ما يقود إلى الدولة الفاشلة، السياسة الخارجية غير المستقلة والتابعة للغيربشكل أعمى .
قبل فترة خرجت التصريحات الرسمية بأن الأردن لن يتدخل بالشأن السوري بأي حال مما أحدث انفراجاً وارتياحاً لدى الأردنيين .
وعندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتداء على الدولة السورية عسكرياً تغيرت اللهجة الرسمية الأردنية مؤيدة لذلك ولو ضمنياً، وعندما اتفقت روسيا والولايات المتحدة على أن يكون الحل سياسياً أيدنا ذلك !!!!!!!
الدولة الفاشلة هي التي لا يمكن أن تكون دولة وطن ومواطن، بل تكون مرحلة متقدمة لتحطيم الدولة نهائياً، وخاصة عندما تُصبح الدولة، كل الدولة وكأنها مزرعة تابعة لعائلة حاكمة أو نظام حاكم، يتصرف في أموالها وممتلكاتها دون أي رقابة، وعدم حق المواطن أن يحاسب المسؤول بها أو الفاسدين والفاسدات الكبار .
'سأل معاوية بن أبي سفيان الأحنف بن قيس فقال له : كيف الزمان ؟ فقال أنت الزمان ، إن صلحت صلح الزمان وإن فسدت فسد ' ... من المؤشرات الأكثر وضوحاً على أن الدولة دولة فاشلة هو تمسك نظامها بأشخاص يعملون في وضح النهار على تخريبها من الداخل، مما أفسح المجال لصعود الانتهازي والمنافق والمتسلق لأعلى درجات السلم الوظيفي في الدولة الفاشلة .

يقول عمرو بن العاص :' إن سقوط ألف من علية القوم، لأخف ضرراً من ارتفاع واحد من السفلة ' ...
في الدولة الفاشلة يتم 'تأليه' الحاكم أو ولي الأمر أو العائلة الحاكمة وأن أفرادها معصومين من الخطأ، ويُدخل في عقل الناشئة أن مصير الدولة والوطن والشعب مرتبط ارتباطاً عضوياً ووثيقاً بوجود تلك العائلة وبدونها تنهار الدولة ويخرب الوطن، ومما يزيد في فشل الدولة اعتقاد العامة بهذه الفكرة والتي تربط وعن جهل بأنهم مرسلون من الله !!
*** حكومات الدولة الفاشلة تأخذ قرارتها المصيرية بأيادي مرتعشة ولذلك لا يوجد تكافؤ الفرص بين المواطنيين، مع فرق شاسع بين دخول المواطنين، ولا يستطيع الشاب أن يخطط لمستقبله لا على المدى القصيرأو المتوسط أو البعيد.
*** في الدولة الفاشلة يستشري الفساد والكذب والنفاق بين المسؤولين وهم بدورهم ينقلون ذلك إلى كافة طبقات المجتمع.
*** في الدولة الفاشلة تكون المؤسسات التشريعية مجرد هياكل كرتونية لأنها أتت دون اختيار شعبي حقيقي ويكون عادة النظام الحاكم هو من أتى بها، ولذلك تعمد هذه المؤسسات الديكورية على إفادة أعضائها فقط، والكل فيها يعمل لإرضاء السيد الأول أو السيدة الأولى !!! وأكثر عندما تكون مقاليد الأمور بيده أو يدها أو كلاهما.
*** في الدولة الفاشلة يستقوي بعض أركان الدولة بالخارج وبالدول الأجنبية وربما تهدد حكومة الدولة الفاشلة مواطنيها بهذا الاستقواء !!
ويقوم نظام هذه الدولة بوأد الأفكار الخلاقة ويمنع انتشارها، كما يقوم بمحاربة القيادات الوطنية بكافة السبل حتى تتخلى عن القيادة، إما بالترغيب بالأعطيات والمناصب، أو سحقها وجعلها بطبقة العوز والحاجة، وإذا لم ' تنخ' كانت المعتقلات ولربما التعذيب مصير هذه القيادات.
*** في الدولة الفاشلة يزداد التضييق والخناق على المواطن المعوز وأكثر في بؤر التحرك الوطني واحتمالية إزهار بذور الثورة لخلق أكبر عدد من المطبلين والسحيجة وعلى قاعدة ' جوّع كلبك يلحقك' مع أنها قاعدة ذات حدين، لأنه إذا جاع الكلب كثيراً بدأ بنهش لحم صاحبه ليقضي عليه، وبخط مواز خلق طبقة مترفة نهبت أموال الشعب وبإشراف النظام وجعلها متنفذة وقريبة من صاحب الشأن ويكون لهذه المجموعة امتيازات وتسهيلات لهم ولعائلاتهم تجعلهم في رغد وبحبوحة مبالغ بها من العيش، ولكنهم يكونون بذرة منتفخة ومرتوية من بذور الثورة وأول وقود لها ودون أن يدركوا ذلك .
*** في الدولة الفاشلة تمتزج الإمارة بالتجارة وتجد أفراد العائلة الحاكمة وأصهارهم وأنسبائهم هم أصحاب المشاريع العملاقة بالإضافة إلى المناصب العليا، ونجد رؤوساء المؤسسات الحكومية والتي لا تتبع نظام الدولة يتصرفون بها وكأنها شركات خاصة وتقلدها الدوائر الحكومية والوزارات مما يقودها إلى الترهل .
*** في الدولة الفاشلة ونتيجة تدني مداخيل الناس يبدأ العقد الاجتماعي بالانفراط وتزداد العزوبية مما يقود إلى الجريمة وانتشار المخدرات.
*** في الدولة الفاشلة تكثر أماكن اللهو وتنتشر بيوت الدعارة مع تراخي الدولة وتدني هيبتها وخاصة عند اعتبارها أماكن لترويج السياحة !!!

*** في الدولة الفاشلة تتفشى الرشوة في كل مناحي الحياة مما يعطل معاملات الناس والأفراد الملتزمين .
*** الدولة الفاشلة عادة ما تكون دولة تابعة لدولة بالإقليم أو بالعالم أقوى منها تنفذ لها رغباتها وتعليماتها مما يجعلها – وهي كذلك- كيان وظيفي وليس كيان وطني، وعليه يتصرف مع الناس كتابعين ( عبيد) وليس كمواطنين . في تقريرها المعلوماتي الأخير تذكر ' الايكونومست' أن المملكة الأردنية الهاشمية هي من اسوأ عشر دول انخفض فيها مستوى معيشة المواطن بالخمس سنوات الأخيرة بمعدل 4.1 % سنوياً . مما يلفت الانتباه وحسب التصريحات الرسمية أن هناك ارتفاع بنسبة المصابين بأمراض نفسية وازدياد حالات الانتحار بالمملكة وضرورة زيادة مراكز ومستشفيات الصحة النفسية ، علماً أننا لا نواجه 'حرباً' لا خارجية ولا داخلية – والحمد لله – ولكن الانحدار المتسارع لمستوى معيشة المواطن الأردني وزيادة عدد الفقراء بسبب سياسات الحكومات الاقتصادية والمالية المؤذية للوطن والمواطن والتي تهدف إلى إفقاره وأكذوبة مكافحة الفساد زاد على كاهل الأردني الأعباء فوق عبئه السياسي المزمن، كل ذلك أدى إلى الضغوط النفسية، بل والإرهاق النفسي الشديد مما سيؤدي إلى الانفجار ما لم يتدارك النظام وصاحب القرار الأمور وعلى عجل، فالجمر لم يزل متقداً ولوتضاءلت جذوة اللهب .
وهنا يسأل الأردنيون ويتسائلون : أين نحن من هذا وذاك وما هو تصنيفنا ؟ -

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
15-05-2014 10:01 AM

مقال جميل

وقد راينا كيف ان الدولة العميقة انقلبت على الثورة في مصر وقبل الانقلاب كانت الدولة العميقة تعطل كل مناحي الحياة وتعمل دولة فاشلة ثم التفت على الثورة واعادت نفسها بقالب اخر ... قالب السيسي .

2) تعليق بواسطة :
15-05-2014 04:44 PM

معظم الكتاب مع الاحترام يحاولون ان يحطوا من شان الدولة والحكومة والنبرلمان وغيرة طيب صرنا مغيرين عشرات الحكومات والبرلمانات ولا زال الوضع يسوء اذن المشكلة اساسا بالمواطن الذي يكون مستقيما قبل المنصب وينقلب سلطويا ونفعيا ومنافقا وفاسدا بعد المنصب حتى لو كان صغيرا لذا العيب داخلي ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم يا دكتور وع تحياتي

3) تعليق بواسطة :
15-05-2014 05:19 PM

اخي سالم..انا معجب جدا بكل ما أقراه من يرعاك المبدع..والحقيقه انني قرأت هذا المقال لك بتعليق لاخونا المحترم عوده القطاطشه.زفقلت لنفسي: عوده بدا الخير.زوعليا ان أكماه..فأرسلته مقالا باسمك وحقك طبعا الى اخوتنا كل الاردن..وكعادتهم بكل طيب .زنشروه
بارك الله بك قلما وطنيا اردنيا نحن بحاجة لكل حرف من ابدعاتك اخي الدكتور الحياري
وهذه تحيه لك من اخوك الطهراوي.

4) تعليق بواسطة :
16-05-2014 12:12 PM

الدور الوظيفي الذي يخدم الاخر الذي يقوم القاده بتطبيقه على الشعب هو مربط الفرس لكل مايجري في هذا الوطن المغتصب ان هذا الامر اصبح واضح جدا يادكتور سالم ولكن ما هو الحل فجميع الكتاب الصادقين امثالك يكتبون عن اعراض ولكن الناس متعطشه لافكار تؤدي الى حلول

5) تعليق بواسطة :
16-05-2014 05:39 PM

في الدولة الفاشلة تكثر أماكن اللهو وتنتشر بيوت الدعارة مع تراخي الدولة وتدني هيبتها وخاصة عند اعتبارها أماكن لترويج السياحة !!!

(علل ما يلي : يقول بيريزالسياحة ضرورية لامن الشرق الاوسط كالبوليس )
شكرا دكتور وسلمت يمينك

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012