18-12-2010 04:35 PM
كل الاردن -
د. أحمد القطامين
اصبح في حكم المؤكد ان حوار الطرشان الذي كان يجري بين العرب ممثلين بالسلطة الوطنية الفلسطينية من جهة واسرائيل من جهة اخرى قد وصل الى نهاياته المتوقعة .. الفشل التام، دون اي افق من اي نوع لاستعادة الحياة الى اوصالة.
واصبح ايضا في حكم المؤكد ان السلطة الفلسطينية ذاتها اخذت تدخل وبسرعة الى التخوم الفاصلة ما بين الموت والياة وحيث ان لا امل مطلقا في اي تدخل جراحي لانقاذ الوضع من الانهيار الكامل، اذن ماذا بعد ؟..
اعتمادا على المعطيات السيكو- سياسية التي تحيط بالموقف برمته فان سيناريو تفعيل الاحتياطى الاسرائيلي الاستراتيجي المعد مسبقا اصبح الخيار الوحيد الممكن. فالسيناريو المعد مسبقا من قبل اسرائيل يتلخص في احداث انقلاب في السلطة يؤدي الى اختفاء رموز السلطة الحالية التي تعتبر اسرائيليا وامريكيا غير قادرة على المضي قدما في المفاوضات مع اسرائيل بعد ان تم استنفاذها شعبيا وسياسيا بطاقم جديد مدرب تماما على التعاطي مع القضية بطريقة متناغمة مع الموقف الاسرائيلي الذي يتطلب قيادة فلسطينية مؤهلة للاستمرار في التفاوض الدائم دون ان يكون هنالك امل في الوصول الى نهاية لهذا التفاوض، اي ما يعرف بحالة التفاوض من اجل التفاوض.
من الواضح ان السلطة الحالية اخذت تدرك طبيعة ما يجري، واخذت تضيق الخناق على مجموعة دحلان التي يعتقد انها البديل المحتمل لها.. فالاخبار القادمة من رام الله والتي مصدرها وسائل الاعلام الاسرائيلية ذاتها تفيد ان السلطة قد شرعت في اجراءات امنية و قانونية الهدف منها ملاحقة دحلان وجماعته بتهمة الاثراء غير المشروع بالاضافة الى تهم اخرى ذات علاقة بالفساد.
اذن نحن على ابواب مرحلة جديدة في الشأن الفلسطيني قد تكون خطورتها في انها مرحلة سيتم فيها ليس فقط التفريط النهائي بالحقوق الفلسطينية لا بل الاعتداء على الحقوق العربية التي لا زالت لم يتم العبث فيها في الماضي.. اي ان العبث لن يقتصر على البيت الفلسطيني بل ربما سيمتد الى بيوت الجيران.
واعذر من انذر.. !!